السبت، 31 مايو 2014

الترجمة كالفساد

هناك كتب عربية تترجم ، اليوم، الى لغات أجنبية: فرنسية، انكليزية، المانية،ايطالية.
الترجمة خدّاعة.
الترجمة كالفساد .
الفساد متغلغل في كلّ شيء في بلادنا، متغلغل حتّى في طريقة تعبئة سحّارات الليمون والتفاح والفريز والبطاطا.
والترجمة خيانة كما يقال.
والترجمة أيضا مخادعة.
هناك كتب تستحقّ الترجمة لا تترجم.
وهناك كتب لا تستحقّ أن تنشر في العربية ولكنها تترجم.
الترجمة مراوغة، مخادعة.
الترجمة كالمسرح، هناك خشبة المسرح وهناك الكواليس.
احيانا يكون محرّك الممثّل على خشبة المسرح هو القابع في الكواليس.
والكواليس كالتفاصيل مسكن الشيطان!
بالنسبة لي، الكتاب العربي لا يستمدّ قيمته من عدد ترجماته، وانما من نصّه الأوّل العربيّ.
على المرء ان يكون على شاكلة عبارة عمر بن الخطاب رضوان الله عليه:" لست بالخبّ ولا الخبّ يخدعني".
ماذا يحدث في كواليس الترجمة؟
يقول كيليطو  ان الكاتب العربيّ يتدخّل على اللغات الاجنبية بالقول لمن يحسن اللغتين: " ترجمني أرجوك" سمعت العبارة بصوته ولكن باللغة الفرنسية.
البعض يعتبر ان قيمته يستمدّها من الترجمات، فيسعى بكل ما أوتي من علاقات عامّة ووساطات وتدخلات أحيانا تبلغ حدّ الدناءة ليترجم.
لا تثق بكلّ كتاب مترجم الى لغة أجنبية.
الترجمة ، هنا، فخّ منصوب في زيّ نصّ مكتوب!
انهي بالقول ان هناك كتبا عربية كثيرة مترجمة  الى لغات اجنبية تستحقّ القراءة، منها روايات نجيب محفوظ، وكتاب ألف ليلة وليلة الذي تحلو قراءته بكلّ اللغات.
ولكن للأسف كتاب ألف ليلة وليلة من كتب التراث التي ارتاحت من عب الاسم، اقصد اسم المؤلف.
ولعلّه من سخرية الأقدار ان يكون اهم واشهر كتاب عربيّ هو كتاب لا مؤلف له واقصد كتاب الف ليلة وليلة!
كتاب الف ليلة وليلة ان الكتاب الجميل يستطيع ان يعيش ويترعرع حتّى ولو كان كاتبه غفلا، مجهولا.
الف ليلة وليلة كما آدم لا أب له ولا أمّ!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق