الاثنين، 19 مايو 2014

مرّن دماغك

تمرين لغوي وعقلي
تمرين، عمليا، بسيط، ولكنّه يتطلّب التخلّي مؤقتا عن كل قناعاتك. والتدرّب على أن تكون غيرك.
فلنفترض أنّك مع التيّار العونيّ، وانّك من عشّاق البرتقال والجنرال. ولكن عليك ان تتخلّى عن حبّك للتيّار العونيّ وتتخيّل نفسك مع القوّات اللبنانيّة وتعشق كلّ خطوة يخطوها جعجع، وتتمنّى من كلّ قلبك ، خيالياً، وصول جعجع الى سدّة الرئاسة، وتقوم ، فعلا لا مجازا، في كتابة مقال تتخيّل فيه الخيرات التي ستهبط على لبنان من جرّاء تطبيق الأفكار الجعجعيّة.
ولكن اذا كنت من مؤيدي جعجع فعلا فعليك ان تتخيل انك ضدّه للعظم، وانك لا تطيق ان يأتي أحد على سيرته امام أذنيك، وتبدأ بسرد انجازات عون وعبقريته في اجتراح السلم الأهليّ والازدهار الاقتصادي.
وقد تكون مع حسن نصر الله، ولكن تتخيّل انك ضدّه، وان سعد الحريري هو من يمثلّك خير تمثيل. فماذا تقول عن حسن نصر الله حين تتخلّى عن تأييدك المطلق له ، مؤقتا؟
اعرف ان البعض لا يخطر بباله ان يكون ولو بالخيال ضدّ ما هو عليه وضدّ من هو معه. يخاف ان يمسّ شعرة من قناعاته، يمارس الوفاء حتّى الثمالة.  ولكن ما اقوله انما هو لصالح الجميع انه أشبه ما يكون بتزييت موتور " مكربج".
يقال ان خلف الأحمر استعمل هذه التقنية مع " أبي نؤاس" قبل أن يمنحه اجازته الشعرية.
ويمكن الاستمرار بهذه اللعبة اللغوية والدماغية بشكل عابر للأقطار العربية. كأن يكون من مؤيدي مرسي ويحبّ خطّه السياسيّ ولكن ينتفض خياليا على قناعاته ويقوم بتمثيل دور آخر، ويقوم بتدبيج مقال عن السيسي وتبرير فعلته وضرورة ما قام به .
وكما يرى الصديق العزيز انها لعبة شيّقة ولكنها شاقّة على البعض. وأجمل ما فيها ان يقدم عليها ويقتحم اسوارها من يجدها من الاشغال الشاقة بل من التصوّرات المستحيلة.
ما أعرفه هو ان الخيال لا يعرف المستحيل، فالمستحيل مفردة ، في نظر الخيال، في متناول اليد!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق