| مِنّيَ وَصْلٌ، وَمنكَ هَجْرُ، | وَفيّ ذُلٌّ، وَفيكَ كِبْرُ |
| وَمَا سَوَاءٌ، إذا التَقَيْنَا، | سَهْلٌ عَلى خُلّةٍ، وَوَعْرُ |
| إنّي، وإنْ لمْ أبُحْ بوَجْدِي، | أُسِرُّ فيكَ الذي أُسِرُّ |
| يَا ظَالِماً لي بغَيرِ جُرْمٍ، | إلَيْكَ مِنْ ظُلمِكَ المَفَرّ |
| قَدْ كُنْتُ حُرّاً، وأنتَ عَبْدٌ، | فصِرْتُ عَبداً، وأنْتَ حُرّ |
| بَرّحَ بي حُبُّكَ المُعَنّي، | وَغَرّني مِنْكَ ما يَغُرّ |
| أنْتَ نَعيمي، وأنتَ بُؤسِي، | وَقَدْ يَسُوءُ الذي يَسُرّ |
| تَذْكُرُ كَمْ لَيْلَةٍ لَهَوْنَا | في ظِلّهَا، والزّمانُ نَضْرُ |
| غَابَ دُجَاهَا، وأيُّ لَيْلٍ | يَدْجُو عَلَيْنَا، وأنتَ بَدْرُ |
| تَمْزُجُ لي رِيقَةً بِخَمْرٍ، | كِلا الرُّضَابَينِ مِنكَ خَمْرُ |
| لَعَلّهُ أنْ يَعُودَ عَيْشٌ، | كَمَا بدا، أو يَديلَ دَهْرُ |
| إفْضَالُ فَتْحٍ عَلَيّ جَمٌّ، | وَنَيْلُ فَتْحٍ، لَدَيّ غَمْرُ |
| المُنْعِمُ، المُفْضِلُ، المُرَجّى، | والأبْلَجُ، الأزْهَرُ، الأغَرُّ |
| إذا تَعَاطَى الرّجَالُ مَجْداً، | بَذّهُمْ سَبهَ المُبِرّ |
| هُمْ ثِمادٌ، وأنْتَ بَحْرٌ، | وَهُمْ ظَلامٌ، وأنْتَ فَجْرُ |
| إنّي، وإنْ كُنتُ ذا وَفَاءٍ، | لا يَتَخَطّى إليّ غَدْرُ |
| لَذاكِرٌ مِنْكَ فَضْلَ نُعْمَى، | وَسَتْرُ نُعْمَى الكَرِيمِ كُفْرُ |
| وَكَيفَ شُكرِيكَ عَنْ سَوَاءٍ، | وَمَا يُداني نَداكَ شُكْرُ |
| عُذْرٌ، وَحَسْبُ الكَرِيمِ ذَنْباً | إتْيَانُهُ الأمْرَ، فيهِ عُذْرُ |
الأحد، 11 مايو 2014
من غزل البحتري / مني وصل ومنك هجر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق