مضت عدّة سنوات على مغادرته المفاجئة. لم تنس وحيدها الراحل ولا للحظة. قلبها المحروق يوقظ كل الذكريات.
لحقه والده بعد خمس سنوات على وجه التقريب. شعرت المرأة بفرح غريب يرافق حزنها على شريك عمرها. لم يكن الفرح المباغت فرحا عاديا. فرح كالجنون.
راحت تتخيّل لحظة رحيل زوجها أشياء عجيبة.
فالأب سينزل في ضريح ابنه. حسدت جثّة زوجها، وقررت ان تشارك في فتح التربة حيث ترقد عظام ابنها، بعناية فائقة فتحت التربة، خافت ان يخدش النبش عظام وحيدها.
وعندما رفعت الرجام ، جلست على فتحة القبر، وراحت تتأمل عظام حبيب قلبها الراقد كملاك، وراح خيالها يكسو الهيكل العظميّ اللحم والجلد، ويعيده سيرته الأولى.
امتلأت عيناها بمشهد جديد لم يفارقها إلى اللحظة التي غادرت فيها الدنيا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق