السبت، 30 يوليو 2016

كلمات‬ عابرة للغات والقارات الباقلاء مثالاً


هناك ‫#‏كلمات‬ عابرة للغات والقارات، كلمة تولد من فم ثمّ تتحوّل إلى كلمة مألوفة على الأسماع في كل الأصقاع. وأغلب هذه الكلمات أسماء، للاسم قوّة تفوق قوة الأفعال والحروف، فحرف الجرّ " في" مثلا، حرف لا يحب الغربة، يعيش حيث تعيش ‫#‏اللغة‬ العربية، لا ينفصل عنها ولا تنفصل عنه، بخلاف كلمات هي أسماء سواء كانت أسماء علم أو أسماء جنس تحمل روح ‫#‏ابن_بطوطة‬ الجوّال في الأمصار، والطريف ببعض الكلمات ان اهلها يتخلون عن خدماتها ولكن تستمر حرة وطليقة في لغات أخرى، أو قل ان بعض الكلمات يتخلى عنها اهلها فتتبناها لغات أخرى وترعاها وتمدّها بأسباب البقاء، فكلمة " ‫#‏فول‬" كانت كلمة غير مألوفة عند العرب لا لأنّ الفول غير مألوف ولكن لأن اسمه لم يكن " ‫#‏الفول‬" عند العرب، وإنما كان ‫#‏الباقلاء‬،وأحد كبار علماء الدين الاسلامي صاحب كتاب " ‫#‏إعجاز_القرآن‬" كان يدعى ‫#‏الباقلاني‬ أي بائع الفول أو الفوّال بلغة اليوم، ولكن كلمة ‫#‏باقلاء‬ لم تصب بانهيار عصبي جراء استغناء العرب عن استعمالها، حملت كلمة الباقلاء أصواتها وذهبت إلى لغات أخرى، استقرت في ايران وتحولت إلى مفردة ايرانية، وإلى مفردة تركية، وإن تتبعت مسارها ومصيرها يتبين لك ان تجربتها غير العربية هي أغنى من تجربتها العربية.
الغربة تمنح الناس كما تمنح الكلمات فرصا لا تتوفر في مسقط الرأس، وما تقوله عن الناس يمكن أن تقوله عن الكلمات.
فالغربة تجدد على قولة أبي تمام في هذا المقطع الشعري العارم:
اغترب تتجدّد!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق