الثلاثاء، 26 يوليو 2016

منام أم


مات طفلها في ربيعه الثالث. شاءت الأقدار أن يستأصل رحمها لأسباب صحيّة.
جنّ جنونها حين وجدت نفسها محرومة حتى من الانجاب لتعويض فلذة  كبدها.
طفلها الذي مات لم يمت تماما، ظلت تعتني بخ كما لو انه لم يمت إذ كانت تراه يوميا في منامها، المنامات توقف سيران الزمن او سيلانه، الا ان مناماتها شذّت عن القاعدة، كانت تعيش حياة واقعية مع طفلها الذي وحل،
كانت تراه ينمو ليس تحت انظارها وانما تحت انظار مناماتها، المنام لها صلة بالنظر عبر فعل رأى، فالرؤيا منام بصير، عيناه مفتحتان.
راح ينمو الطفل، ويترعرع في مناماتها، انعم الله عليها بمنامات لا تحصى، مرت الايام ، وكبر الولد، وتزوج وحضرت الوالدة عرسه وزغردت ورقصت.
كان مناها أن يأتي الليل لتغمض عينيها على واقع منامي تستعيد فيه يقظة مفقودة .
ثمة أناس مناماتهم حياتهم الأجمل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق