السبت، 9 يوليو 2016

يافطة


‫#‏يافطة‬
كلمة يافطة موجودة بزخم في حياتنا اليومية، اكثر من " لافتة"،
ولا أعرف الى هذه اللحظة سيرة حياتها اللغوية، وكيف سكنت في أفواهنا ؟ وهل هي " جلب"؟
ولكن ما الاحظه هو انها اسم جامد لا فعل له، فنحن نعرف جمعها يافطات، والجمع في العربية منزل بغرف كثيرة. انظر الى كلمة " بحر"، فهناك جموع غيره: بحور، ابحر، بحار، ابحار، اباحر، اباحير، بُحُر بالتغيير في حركات المفرد... هذا الغنى البحري لا نجده في اليافطة: مالئة فضاء المدينة وشاغلة الخطاطين والطبّاعين واصحاب المصالح الأخرى مثل الذين يمسحون الجوخ عبر رفع اليافطات!
واعمار الكلمات كأعمار الناس لا يعرف غير رب العالمين متى يأتي أجلها الشفاهيّ او اجلها المكتوب.
وكلمة " يافطة" ذات الرواج الراهن ليس لها فعل يبارك حياتها.
هناك من يقول ان الأفعال لا تخرج من الأسماء، وهذا قول نظريّ تدحضه وقائع حياتية، فعنترة فرض بقوة سيفه البطّاش اسمه، وفرض فعلية اسمه وفعاليته، فصرنا نسمع بمن يقول " فلان يتعنتر علينا"، ومن نظر في الأسماء يعرف انها قادرة ان " تتنمّر" على من يريد ان يزجّها في قفص اسميّ.
ولكن مشكلة اليافطة هو طبيعتها الصوتية، فالحرف الأول منها هو الياء، والياء كما هو معروف، حرف عليل، والعلة تعدي، ومحيّرة، ومن يتصفح احوال الياء بل اهوالها يكتشف انها حيّرت اهل الصرف وصناع المعاجم، كما اظهرت التمزقات التي تعانيها الألسنة، هي نطناطة، تتقنع ايضا بقناع الواو!
هل الياء واو؟
انظر الى الفوارق بين جمع " مليون": ملايين وملاوين، وهذا التلوين في صيغتها هو ابن طبيعتها الصوتية.
اعود الى اليافطة، لأقول: هل يمكن ردها الى يفط؟
لست ادري!
هل الأفضل وضع شدة على فائها؟
هل المستحسن ان تكون يوفط؟
اجد ان الأساس هو يفّط يافطة.
ومن يصنع اليافطة فهو ميفِّط.
وفي بلادنا دارج التفييط والتشفيط !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق