الثلاثاء، 26 يوليو 2016

الحمص في تجلياته ومذاقاته


الحمّص يؤكل نيئاً ، أخضر، تطقّش شرنقته ، وتلقط حباته الخضراء، وتأكلها حبّة حبّة، في طرابلس تسمّى " حاملة" ، اسم لطيف، غنيّ، وفي بيروت تسمّى " أم قليباني"، وكأنّ حبات الحمص قلوب صغيرة خضراء.
وتؤكل الحبّة الخضراء مشوية، بعد شوائها وهي لا تزال عالقة بأغصانها تغمس في المياه المالحة، يكون المذاق المالح طريقك إلى الحبّات، وتؤكل محمّصة، أتكون المخلوطة مخلوطة إن حركتها من حبات الحمص التي حين ندخل في عالم المخلوطة تغيّر جلدها او قل اسمها، يصير اسمها قضامة وحين يصير اسمها قضامة تتوالد الصفات: مغبرة، او مبهرة، او اسطنبولية، او صفراء...، والقضامة تتعامل مع عالمين: العالم الحلو والعالم المالح، وحين تدخل في السكر تتغير ألوانها تلبس أغلب الأحيان اللون الملائكي، ولكنها ايضا تحبّ تغيير الألوان، فتراها كقوس قزح.
وتفتّق خيال الكاتبة والناشرة ‫#‏رشا_الأمير‬ ذات يوم أن تدخلها معرض الكتاب في بيروت، وجعلتها تؤدي دورا طريفا، أدخلتها على شكل قضامة زرقاء اللون، فصارت في معرض الكتاب ‫#‏الحبّات_الزرقاء‬! وأعطتها اسما ملتبسا، صارت حبّة الملبّس الملتبسة الاسم، وراحت توزعها هلى زوّار المعرض تحت مسمّى " ‫#‏فياقرا‬" من فعل القراءة، أدّت الحبّة دور عرّاب الكتاب!
وفي الحلو تدخل في " حبايب يا حبوب" التي يترعرع بيعها في موسم البرد! وكانت في زمن الطفولة تباع ‫#‏النعّومة‬، وهي القضامة المدقوقة بالسكر الناعم الذي نراه كالقبّعات على رؤوس أقراص المعمول!
وهناك القضامية وهي كالسمسمية والعبيدية واللوزية والبندقية ...
أترك للقراء الأعزاء تذكّر علاقتهم بالحمّص ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق