نحن لا ننتبه الى كلام الموتى بعد موتهم. انا لا اتكلّم عن كلام الآخرين عنهم بعد موتهم. وانما عن كلامهم هم بعد موتهم. طبعا، الميّت بعد موته يتبّى عبارة المعرّي القائل: انا المستطيع بغيري. فالميّت شخص عاجز الى حدّ ما جسديّا ! كنت أقرأ في كتاب" ارشاد الأريب الى معرفة الأديب" المعروف بمعجم الأدباء لياقوت الحموي، فلفت نظري مجموعة من الأقوال نقلها الأحياء عن الأموات بعد مفارقتهم سطح الفانية. وذلك عبر وسيط ليليّ وعبر أطيافهم التي تزورهم في نومهم. يأتيك وانت نائم في نومك زائر عزيز عليك ويقول لك:" كيت وكيت". من هو صاحب الكلام الذي يعلق بأذنيك وأنت نائم، وتجده عالقا على طرف لسانك حين تنهض من نومك؟ هل هو لك ام لذلك الذي لم يبق له من فمه الاّ حنكه العظميّ. اذكر ان السنيا بارعا وهو سعد مصلوح قام بقراءة قصيدة وتحليلها لأمير الشعراء أحمد شوقي قالها بعد موته. ودرسها بطرافة علمية جادّة بهدف معرفة ما اذا غيّر الموت من طبيعة اسلوب امير الشعراء. تجد الدراسة في كتابه " في النصّ الأدبيّ، دراسة اسلوبية احصائية" الصادر عن جدة الادبي.
للحديث كما كلّ حديث تتمة...
للحديث كما كلّ حديث تتمة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق