السبت، 17 أغسطس 2013

لهجات الاسلام

أحب مقاربة الدين مقاربة لغوية. فاللغة العربيّة الفصحى ليست واحدة على المستوى الصوتيّ، وكلمة " فصحى" تعني بحكم تركيبتها الصرفية ( فعلى مؤنث أفعل) تعني انها الأفصح ولكن تعني ايضا انّ هناك مستويات فصيحة أخرى.
اللغة الفصحى هي حالة افتراضيّة للغة. حالة غير متوفّرة على ألسنة الناس، كل الناس حتّى الذين يتكلمون بلغة فصيحة.
الإعراب سمة من سمات الفصحى. من يلتزم بالإعراب في كلامه؟
هل نستطيع ان نقول على من يتكلم باللغة الفصحى مع تسكين اواخر اغلب الكلمات انه يتكلم الفصحى؟
فلنطرح هذه الأسئلة على الدين، ولنعتبر الاسلام كاللغة الفصحى الافتراضية التي لا غبار عليها، من يسلكها؟ ...

ثمّ هلل تخلو لغة حضاريّة من لهجات؟
من يعرف عدد لهجات العربية في العالم العربي، وفي شمال لبنان وحده اكثر من خمس لهجات للعربيّة، فما بالك بلهجات العالم العربيّ؟
ليس هناك اطلس لغويّ للعربية على غرار ما هو متوفّر في الفرنسية مثلا؟
وليس هناك بالتأكيد أطلس دينيّ للديانة الواحدة في العالم العربيّ.
ولكن اليس من الممتع ان ننظر الى لهجات الدين الواحد التي نراها في لهجات اللباس الديني، واشير الى مثال واحد لا غير، وهو عمامة الشيخ، هل عمامة الشيخ السني المصريّ هي نفسها عمامة الشيخ اللبناني او التونسيّ او السوريّ؟
ليس هناك " تكفير لغوي"، فلماذا نجد " التكفير الدينيّ"، اليس من السماحة ان ننظر الى اللهجات الدينية برحابة صدر وأن نعتبرها لهجات لا هرطقات او زندقات؟
ما الذي جعل المذهب المالكيّ ينتصر في المغرب العربي على بقيّة المذاهب؟
من الطريف ان نطرح الأسئلة على البدائه، البدائه التي نظنّها حقائق لا يزعرعها شيء.
البدائه فخاخ وشراك علينا ان نفكّها بديهة بديهة لإنقاذ ما يمكن انقاذه من هذه الأمّة التي تغتصب تاريخها، وتمارس الدعارة مع تراثها.
Afficher la suite

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق