الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

اوراق القات



اوراق القات الحلوة المرة في آن معا. لذة في الفم شرق من ورق القات السحري. له طقوس ولكنه, لفرط الادمان, يمارس خارج الطقوس ايضا. في الطريق, في العمل, في اي مكان يستهلك كالسيجارة في اي وقت. اوراق تمضغ وتخزن في الفم, حدة تورم الخد. ولكن المتعة الحقيقية للقات هي في الجلسات المعروفة بالمقيل وهي فن من فنون العيش الصنعاني. وحفلة المقيل تبدأ بعد الظهر, بعد وجبة غداء مبهرة لتوقظ العطش في جوفك. فالقات يحتاج الى ماء ليذوب ورق اللذة بطيئا بطيئا وتتم الجلسة في غرفة تسمى "المفرح" جلسة ارضية على ارائك مريحة ويتخلل جلسة القات سماع موسيقى لاكتمال النشوة من طرفيها.

فالضرب على اوتار العود هو دغدغة لاحاسيس مبهمة توقظ في قلب السامع احلامه القديمة فاذا بالسامع يطلق من اعماق روحه, اعبيرا عن استغراقه في الطري, "يالله", "يا نبي". وما إن ينتهي العازف من النغم حتى تكون مرحلة القات الاخيرة قد وصلت الى ذروتها, وهي "ساعة سليمان" بالتعبير الصناني ساعة حلول اليل باسراره, آنئذ يفرط عقد الجلسة وكل يتأبط احلامه التي انبجست من مضع القات ويعود الى ذاته المفردة.

لعل لسان الزائر يعجز عن التوصل الى تذوق هذه النبتة التي تنهك, باعتراف المسؤولين, اقتصاد البلد, كما تنهك الزمن الذي تستنفذه وتستغرقه. وتبقى علاقة الصنعاني – في نظر السائح – بالقات علاقة تنطوي على سر لا يتبينه, ينضاف الى اسرار صنعانية اخرى عبقة بالتاريخ والميتولوجيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق