قال : البلاغة اسم جامع لمعان تجري في وجوه كثيرة ، فمنها ما يكون في السكوت ، ومنها ما يكون في الاستماع ، ومنها ما يكون في الإشارة ، ومنها ما يكون في الحديث ، ومنها ما يكون في الاحتجاج ، ومنها ما يكون جواباً ، ومنها ما يكون ابتداء.
ومنها ما يكون من هذه الأبواب الوحي فيها .. والإشارة إلى المعنى .. والإيجاز هو البلاغة ، فأما الخطب بين السماطين .. وفي إصلاح ذات البين فالإكثار في غير خطل ، وإطالة في غير إملال .. وليكن في صدرك دليل على حاجتك .. كما أن خير أبيات الشعر .. البيت الذي إذا سمعت صدره .. عرفت قافيته .! )
ثم قيل له : فإن ملّ المستمع الإطالة .. التي ذكرت أنها حق ذلك الموقف ..؟
قال ابن المقفع : ( إذا أعطيت كل مقام حقه .. وقمت بالذي يجب من سياسة ذلك المقام ‘ وأرضيت من يعرف حقوق الكلام .. فلا تهتم لما فاتك من رضا الحاسد والعدو ، فإنه لا يرضيها شيء ، وأما الجاهل فلت منه وليس منك ..! ورضا جميع الناس شيء لا تناله ، وقد كان يقال : رضى الناس شيء لا ينال )
يقول في آداب خطبة النكاح ما نصه : ( والسنة في النكاح أن يطيل الخاطب ، ويقصر المجيب ، ألا ترى إلى قيس بن خارجة ابن سنان لما ضرب بصفيحة سيفه مؤخرة راحلتي الحاملين في شأن حمالة داحس والغبراء
قال : ما لي فيها أيها العشتمان ؟
قالا له : بل ما عندك ؟
قال : عندي قرى كل نازل .. ورضا كل ساخط ..!
وخطبة .. من لدن تطلع الشمس إلى أن تغرب .. آمر فيها بالتواصل ، وأنهى فيها عن التقاطع .. )
سئل ابن المقفع عن قول قول عمر بن الخطاب : ما يتصعدني كلام كما تصعدني خطبة النكاح .
قال : ما أعرفه إلا أن يكون أراد قرب الوجوه من الوجوه .. ونظر الحداق من قرب في أجواف الحداق .. ولأنه إذا كان جالساً معهم كانوا كأنهم نظراء وأكفاء ، وإذا علا المنبر صاروا سوقه ورعية قارب عدوك بعض المقاربة تنل حاجتك .. ولا تقاربه كل المقاربة فيجترئ عليك عدوك وتذل نفسك ويرغب عنك ناصرك .!
ومثل ذلك مثل العود .. المنصوب في الشمس .. إن أملته قليلاً .. زاد ظله .!
وإن جاوزت الحد في إمالته .. نقص الظل .!
ومنها ما يكون من هذه الأبواب الوحي فيها .. والإشارة إلى المعنى .. والإيجاز هو البلاغة ، فأما الخطب بين السماطين .. وفي إصلاح ذات البين فالإكثار في غير خطل ، وإطالة في غير إملال .. وليكن في صدرك دليل على حاجتك .. كما أن خير أبيات الشعر .. البيت الذي إذا سمعت صدره .. عرفت قافيته .! )
ثم قيل له : فإن ملّ المستمع الإطالة .. التي ذكرت أنها حق ذلك الموقف ..؟
قال ابن المقفع : ( إذا أعطيت كل مقام حقه .. وقمت بالذي يجب من سياسة ذلك المقام ‘ وأرضيت من يعرف حقوق الكلام .. فلا تهتم لما فاتك من رضا الحاسد والعدو ، فإنه لا يرضيها شيء ، وأما الجاهل فلت منه وليس منك ..! ورضا جميع الناس شيء لا تناله ، وقد كان يقال : رضى الناس شيء لا ينال )
يقول في آداب خطبة النكاح ما نصه : ( والسنة في النكاح أن يطيل الخاطب ، ويقصر المجيب ، ألا ترى إلى قيس بن خارجة ابن سنان لما ضرب بصفيحة سيفه مؤخرة راحلتي الحاملين في شأن حمالة داحس والغبراء
قال : ما لي فيها أيها العشتمان ؟
قالا له : بل ما عندك ؟
قال : عندي قرى كل نازل .. ورضا كل ساخط ..!
وخطبة .. من لدن تطلع الشمس إلى أن تغرب .. آمر فيها بالتواصل ، وأنهى فيها عن التقاطع .. )
سئل ابن المقفع عن قول قول عمر بن الخطاب : ما يتصعدني كلام كما تصعدني خطبة النكاح .
قال : ما أعرفه إلا أن يكون أراد قرب الوجوه من الوجوه .. ونظر الحداق من قرب في أجواف الحداق .. ولأنه إذا كان جالساً معهم كانوا كأنهم نظراء وأكفاء ، وإذا علا المنبر صاروا سوقه ورعية قارب عدوك بعض المقاربة تنل حاجتك .. ولا تقاربه كل المقاربة فيجترئ عليك عدوك وتذل نفسك ويرغب عنك ناصرك .!
ومثل ذلك مثل العود .. المنصوب في الشمس .. إن أملته قليلاً .. زاد ظله .!
وإن جاوزت الحد في إمالته .. نقص الظل .!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق