ابتكر ملك الحشّاشين "زعيم إحدى فرق الإسماعيلية من أصحاب المذهب الباطني" وسيلة عجيبة لتجنيد بعض الناس لاغتيال خصومه، إذ يروي صاحب كتاب "السياسة والحيلة عند العرب" أن هذا الملك كان إذا أراد أن يرسل شخصاً ليقتل أحداً، فإنه يسقيه خمراً مبنّجا، حتى إذا ما سكر حمله إلى بستان قد أعدّه لهذا الأمر "فيه كل شيء خلقه الله" وفيه أيضاً من الجواري الحسان والغلمان الصغار الذين لا يمكن أن يكون هناك أحسن منهم، فإذا ما أفاق الرجل من سكرته وجد نفسه في ذلك الموضع، فيتعجب منه ويقول: أين أنا؟ فتقول له الجواري: أنت في الجنة، أنفذك الملك إلينا، ونحن الحور العين، وهؤلاء الولدان، ثم إنهن يخدمنه غاية الخدمة، فيبقى في ذلك الموضع أسبوعاً كاملاً، يأكل ويشرب ويستمتع ويلتذ، ثم إنهن يسقونه خمراً مُبنّجا فينام، ويحملونه إلى منزله، فإذا أفاق رأى زوجته في منزله! فيهرع إلى الملك يسأله العودة إلى الجنة، فيقول له عندئذ: اذهب فاقتل فلانا، فإن قتلْت ذهبت إلى موضع ما رأيت، وإن سلمت حملتك أنا إليها، فيعتقد الجاهل ذلك حقا، ويرمي بنفسه في المهالك، من دون أن يدري أنه قد غُرّر به!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق