| ما لِقلبى من لوعة ٍ ليسَ يَهدا ؟ | أو لم يكفِ أنَّهُ ذابَ وَجدا ؟ |
| وَسَمَتْنِي بِنَارِهَا الْغِيدُ حَتَّى | تَركتنى فى عالَمِ الحُبِّ فَردا |
| فَضُلُوعِي مِنْ قَدْحَة ِ الزَّنْدِ أَوْرَى | ودُموعى مِن صَفحَة الغَيمِ أَندى |
| مَا عَلَى الْبَرْقِ لَوْ تَحَمَّلَ عَنِّي | بَعضَ ما خفَّ من سلامٍ فأدَّى ؟ |
| أيُّها الساهِرونَ حَولَ وسَادى | لَسْتُ مِنْكُمْ أَوْ تَذْكُرُوا لِيَ نَجْدَا |
| وَعُهُوداً لَمْ يَتْرُكِ الدَّهْرُ مِنْهَا | لأَخى صَبوة ٍ ذِماماً وَعهدا |
| ونسيماً إذا سَرى ضَوَّعَ الآ | فَاقَ مِسْكاً، وَعَطَّرَ الْجَوَّ نَدَّا |
| لا تخوضوا فى غيرهِ من حَديثٍ | فهوَ حسبى ، وأى ُّ ماءٍ كصدَّا ؟ |
| هِيَ أُحْدُوثَة ٌ تُسَاقُ وَلَكِنْ | رُبَّمَا اسْتَوْجَبَتْ ثَنَاءً وَحَمْدَا |
| آهِ من لوعة ٍ أطارت بقلبى | شُعلة ً شفَّتِ الجوانِحَ وَقدَا |
| كُلَّما قلتُ قد تناهى غرامى | عَادَ مِنْهُ ما كَانَ أَصْمَى وَأَرْدَى |
| يَا رَفِيْقِي إِذَا عَرَانِي خَطْبٌ | ونصيرى إذا خَصيمٍ تَصَدَّى |
| أَصْبَحَتْ حَاجَتِي إِلَيْكَ، فَخُذْ لِي | بِحُقُوقِي مِنْ ظَالِمٍ قَدْ تَعَدَّى |
| وجدَ القلبَ خالياً فاحتواهُ | وَرَأَى النَّفْسَ طَوْعَهُ فاستَبَدَّا |
| وَكَذَاكَ السُّلْطَانُ إِنْ ظَنَّ بِالأُمَّـ | ة ِ عَجزاً سَطا عليهَا وشدَّا |
| فَأَقِلْنِي مِنْ عَثْرَة ِ الْحُبِّ إِنْ أُو | تيتَ حُكماً ، أو قُل لقلبى يهدَا |
| فَمِنَ الْعَارِ غَضُّ طَرْفِكَ عَنِّي | إِنَّ خَيْرَ الصِّحَابِ أَنْفَعُ وُدَّا |
| وبنفسى حلوُ الشمائلِ ، مُرُّ الـ | ـهَجْرِ، يُحيِي وَصْلاً، وَيَقْتُلُ صَدَّا |
| ذو قوامٍ أعدى منَ الرُمحِ ليناً | وَلِحَاظٍ أَمْضَى مِنَ السَّيْفِ حَدَّا |
| كانَ قلبى وديعة ً عِندَ عينيـ | ـهِ، فَآلَى بِالسِّحْرِ أَلاَّ يُرَدَّا |
| مَا عَلَى قَوْمِهِ وَإِنْ كُنْتُ حُرًّا | أَن دعتنى لهُ المحبَّة ُ عَبدا ؟ |
| غُصنُ بانٍ ، قَد أطلعَ الحُسنُ فيه | بِيَدِ السِّحْرِ جُلَّناراً وَوَرْدَا |
| مَا هِلاَلُ السَّماءِ؟ مَا الظَّبْيُ؟ ما الْوَرْ | دُ جَنِيًّا ما الغُصْنُ إِذْ يَتَهَدَّى ؟ |
| هُوَ أَبْهَى وَجْهاً، وَأَقْتَلُ أَلْحا | ظاً، وَأَنْدَى خَدًّا، وَأَلْيَنُ قَدَّا |
| فَدَعِ اللَّوْمَ يَا عَذُولُ، فَإِنِّي | لَسْتُ أَبْغِي مِنَ الْعَوَاذِلِ رُشْدَا |
| لا تخَلنى على غراتِكَ سهلاً | أَنَا أَدْرَى بِلَوْعَتِي مِنْكَ جِدَّا |
| لَستُ أقوى على الصُّدودِ ، وإن كُنـ | تُ على سورة الحوادثِ جَلدا |
| إِنْ تَكُنْ رَحْمَة ٌ فَنَفْسِيَ أَوْلَى | أو تَكن ضَلَّة ٌ فَربِّى أهدى |
الاثنين، 9 سبتمبر 2013
غزل محمود سامي البارودي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق