فاني وجدت من تقدم من العلماء وعني بالتأليف الكتب من الأدباء قد جردوا بذكر الشراب كتباً ضمنوها من نعوت أوصافه ، وأوصاف محلله ومحرمه وتبين خصاله ولطائفه وحدود منافعه ومضاره وضروب ملاذه ومساره ما استغرقوا به المدى . وأغفلوا ذكر النديم بما يجب ذكره والتنبيه على منزلته وموقعه وإفراده من القول بما يبين عن فضله ويدل على محله ، إلا في جمل أدرجوها ولم يبسطوها ولمع في أطراف الكتب فرقوها ولم يؤلفوها .
( من المقدمة )
فأحببت أن أجرد في ذلك كتاباً أفصله وأبوبه وأفي كل معنى فيه حقه وأضم إلى كل شكل إلى شكله ، وأجمع إلى ما تستطيعه القريحة أحسن ما وجدته في هذا المعنى متفرقاً في أمثال الحكماء ومنظوم الشعراء ومنثور البلغاء وأخبار الظرفاء ، وأودعه من أدب النديم ما لا يستغنى عنه شريف ولا يجوز أن يخل به ظريف ليكون منهاجاً واضحاً لمن نظر فيه وإماماً يقتدى به من وقع إليه .....
- وليس أحد من أصحاب الملوك وخلطائهم هو أولى باستجماع محاسن الأخلاق وأفضل الآداب وطرائف المُلح وغرائب النُتف من النديم ، حتى أنه ليحتاج إلى أن يكونفي أشياء متضادة فيكون فيه مع شرف الملوك تواضع العبيد ، ومع عفاف النساك مجون الفتاك ، ومع وقار الشيوخ مُزاح الأحداث ومع كل واحدة من هذه الخلال هو مضطر إليها في حال لا يحسن أن يخل فيها ، ووقت لا يسعه العدول عنها ، وإلى أن يجتمع إليه من قوة الخاطر ما يفهم به ضمير الرئيس الذي ينادمه على حسب ما يبلوه من أخلاقه ويعلم من معاني لحظه وإشارته ما يغنيه عن تكلف عبارته والإفصاح به فيسبقه إلى شهوته ويبدره إلى إرادته كما قال بعض الكتاب :
ونديم حلو الحديث يُجاريك : بما تشتهيه في ميدانك
ألمعي كأن قلبك في أضلاعه : أو كلامه بلسانك !
( من المقدمة )
فأحببت أن أجرد في ذلك كتاباً أفصله وأبوبه وأفي كل معنى فيه حقه وأضم إلى كل شكل إلى شكله ، وأجمع إلى ما تستطيعه القريحة أحسن ما وجدته في هذا المعنى متفرقاً في أمثال الحكماء ومنظوم الشعراء ومنثور البلغاء وأخبار الظرفاء ، وأودعه من أدب النديم ما لا يستغنى عنه شريف ولا يجوز أن يخل به ظريف ليكون منهاجاً واضحاً لمن نظر فيه وإماماً يقتدى به من وقع إليه .....
- وليس أحد من أصحاب الملوك وخلطائهم هو أولى باستجماع محاسن الأخلاق وأفضل الآداب وطرائف المُلح وغرائب النُتف من النديم ، حتى أنه ليحتاج إلى أن يكونفي أشياء متضادة فيكون فيه مع شرف الملوك تواضع العبيد ، ومع عفاف النساك مجون الفتاك ، ومع وقار الشيوخ مُزاح الأحداث ومع كل واحدة من هذه الخلال هو مضطر إليها في حال لا يحسن أن يخل فيها ، ووقت لا يسعه العدول عنها ، وإلى أن يجتمع إليه من قوة الخاطر ما يفهم به ضمير الرئيس الذي ينادمه على حسب ما يبلوه من أخلاقه ويعلم من معاني لحظه وإشارته ما يغنيه عن تكلف عبارته والإفصاح به فيسبقه إلى شهوته ويبدره إلى إرادته كما قال بعض الكتاب :
ونديم حلو الحديث يُجاريك : بما تشتهيه في ميدانك
ألمعي كأن قلبك في أضلاعه : أو كلامه بلسانك !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق