الشعر ورواية نحله :
والشعرصناعة وثقافة يعرفها أهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات : منها ما تثقفه العين ، ومنها ما تثقفه الأذن ، ومنها ما تثقفه اليد ، ومنها ما يثقفه اللسان . ومن ذلك اللؤلؤ والياقوت لا يعرف كلاهما بصفة ولا وزن دون المعاينة ممن يستبصره . ومن ذلك الجهبذ بالدينار والدرهم لا يعرف جودتهما بلون ولا لمس ولا طراز ولا حس ولا صفة ، ويعرفها الناقد عند المعاينة : فيعرف بهرجها وزائفها وستوفها ومفرغها ....
وإن كثرة المدارسة تعين على العلم .
وكان ممن هجن الشعر وأفسده وحمل كل غثاء محمد بن إسحاق ، وكان من علماء الناس بالسير ، فنقل الناس عنه الأشعار . وكان يعتذر منها ويقول : لا علم لي بالشعر ، إنما أوتى به فأحمله . ولم يكن ذلك له عذراً ! فكتب ابن إسحاق في السير من أشعار الرجال الذين لم يقولوا شعراً قط ومن أشعار النساء .... ثم جاوز ذلك إلى عاد وثمود . أفلا يرجع لنفسه فيقول : من حمل هذا الشعر ومن أداه إلينا منذ ألوف السنين ؟ والله يقول : { وإنه أهلك عاداً الأولى وثمود فما أبقى } ....
ففصلنا في هذا الكتاب الشعراء من من أهل الجاهلية والإسلام والمخضرمين ونزلناهم منازلهم ، واحتججنا لكل شاعر بما وجدنا له من حجة وما قال العلماء فيهم . وقد اختلفت الرواة فيهم : فنظر قوم من أهل العلم بالشعر والنفاذ في كلام العرب والعلم في العربية ، إذا اختلفت الرواة ، وقالوا بآرائهم . وقالت العشائر بأهوائها . فلا ينفع الناس في ذلك إلا الرواية عمن تقدم .
فلما راجعت العرب رواية الشعر وذكر أيامها ومآثرها ، استقل بعض العشائر شعر شعارائهم وما ذهب من ذكر وقائعهم . وكان قوم قلّت وقائعهم وأشعارهم وأرادوا أن يلحقوا بمن له الوقائع والأشعار فقالوا على ألسن شعرائهم . ثم كان الرواة بعد فزادوا في الأشعار . وليس يُشكل على أهل العلم زيادة ذلك ، ولا ما وضع المولدون . وإنما عضل بهم أن يقول الرجل من أهل بادية من ولد الشعراء أو الرجل ليس من ولدهم ، فيُشكل ذلك بعض الإشكال .
وكان أول من جمع أشعار العرب وساق حديثها حماد الراوية وكان غير موثوق به : كان ينحل شعر الرجلِ وغيره ، وكان يزيد في الأشعار
والشعرصناعة وثقافة يعرفها أهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات : منها ما تثقفه العين ، ومنها ما تثقفه الأذن ، ومنها ما تثقفه اليد ، ومنها ما يثقفه اللسان . ومن ذلك اللؤلؤ والياقوت لا يعرف كلاهما بصفة ولا وزن دون المعاينة ممن يستبصره . ومن ذلك الجهبذ بالدينار والدرهم لا يعرف جودتهما بلون ولا لمس ولا طراز ولا حس ولا صفة ، ويعرفها الناقد عند المعاينة : فيعرف بهرجها وزائفها وستوفها ومفرغها ....
وإن كثرة المدارسة تعين على العلم .
وكان ممن هجن الشعر وأفسده وحمل كل غثاء محمد بن إسحاق ، وكان من علماء الناس بالسير ، فنقل الناس عنه الأشعار . وكان يعتذر منها ويقول : لا علم لي بالشعر ، إنما أوتى به فأحمله . ولم يكن ذلك له عذراً ! فكتب ابن إسحاق في السير من أشعار الرجال الذين لم يقولوا شعراً قط ومن أشعار النساء .... ثم جاوز ذلك إلى عاد وثمود . أفلا يرجع لنفسه فيقول : من حمل هذا الشعر ومن أداه إلينا منذ ألوف السنين ؟ والله يقول : { وإنه أهلك عاداً الأولى وثمود فما أبقى } ....
ففصلنا في هذا الكتاب الشعراء من من أهل الجاهلية والإسلام والمخضرمين ونزلناهم منازلهم ، واحتججنا لكل شاعر بما وجدنا له من حجة وما قال العلماء فيهم . وقد اختلفت الرواة فيهم : فنظر قوم من أهل العلم بالشعر والنفاذ في كلام العرب والعلم في العربية ، إذا اختلفت الرواة ، وقالوا بآرائهم . وقالت العشائر بأهوائها . فلا ينفع الناس في ذلك إلا الرواية عمن تقدم .
فلما راجعت العرب رواية الشعر وذكر أيامها ومآثرها ، استقل بعض العشائر شعر شعارائهم وما ذهب من ذكر وقائعهم . وكان قوم قلّت وقائعهم وأشعارهم وأرادوا أن يلحقوا بمن له الوقائع والأشعار فقالوا على ألسن شعرائهم . ثم كان الرواة بعد فزادوا في الأشعار . وليس يُشكل على أهل العلم زيادة ذلك ، ولا ما وضع المولدون . وإنما عضل بهم أن يقول الرجل من أهل بادية من ولد الشعراء أو الرجل ليس من ولدهم ، فيُشكل ذلك بعض الإشكال .
وكان أول من جمع أشعار العرب وساق حديثها حماد الراوية وكان غير موثوق به : كان ينحل شعر الرجلِ وغيره ، وكان يزيد في الأشعار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق