وقرأت في كتاب للهند أن ملكاً استشار وزراء له فقال أحدهم: الملك الحازم يزداد برأي الوزراء الحزمة كما يزداد البحر بمواده من الأنهار، وينال بالحزم والرأي ما لا يناله بالقوة والجنود، وللأسرار منازل: منها ما يدخل الرهط فيه، ومنها ما يستعان فيه بقوم، ومنها ما يستغنى فيه بواحد، وفي تحصين السر الظفر بالحاجة والسلامة من الخلل، والمستشير وإن كان أفضل رأياً من المشير، فإنه يزداد برأيه رأياً كما تزداد النار بالسليط ضوءاً. وإذا كان الملك محصناً لسره بعيداً من أن يعرف ما في نفسه متخيراً للوزراء مهيباً في أنفس العامة كافياً بحسن البلاء لا يخافه البريء ولا يأمنه المريب مقدراً لما يفيد وينفق، كان خليقاً لبقاء ملكه، ولا يصلح لسرنا هذا إلا لسانان وأربع آذان، ثم خلا به ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق