الاثنين، 9 سبتمبر 2013

من حكايات اليابان

الكسل-حكاية شعبية يابانية

في الزمن القديم، وفي احدى قرى اليابان، عاش فلاح اسمه " تشانغ " كان " تشانغ " هذا كسولا جدا، يمضى اوقاته بالتسكع على الارصفة، او السير في الطرقات، و النظر الى ما حوله، وفي احد الايام، و بينما كان سائرا، لفت نظره جرة ملقاه على قارعة الطريق، فاقترب منها .. و عندما حملها، و نظر داخلها، تملكه العجب، وعقدت لسانه الدهشة، إذ كان في قاعها قزم لا يتجاوز طوله بوصات ثلاث.

تمتم " تشانغ" : ماذا ارى .. قزم؟!
اجابه القزم: نعم واسمي " تارو" خذني معك يا " تشانغ" ارجوك
قال القزم: سنلهو معا يا " تشانغ" و ستحبني كثيرا
ابتسم " تشانغ " وقال: فكرة جميلة، ستكون لي تسلية رائعة ايها القزم

وانطلق : تشانغ" بالجرة نحو كوخه، و عندما وصل حمل القزم على راحته، و انزله برفق على الارض و اشار الى كوخه قائلا: هذا هو بيتي يا " تارو" وامل ان يعجبك.
نظر القزم الى الكوخ و قال: انه جميل و مريح، سنعيش منذ اليوم معا يا " تشانغ" الطيب.

وفي صباح اليوم التالي خرج " تشانغ " للنزهة كعادته، و امضى نهاره يتسكع هنا و هناك و في دروب و طرقات القرية .. و عندما عاد الى كوخه اخر النهار، فوجئ بعملاق يحتل المكان، وعندما أمعن النظر فيه تبين له انه القزم " تارو" الذي اخرجه من الجره واسكنه كوخه، صاح " تشانغ " بفزع: يا الهي!! كيف اصبحت بهذا الحجم يا " تارو" ؟!
رد " تارو" : هذا سر لن ابوح لك به يا " تشانغ " وعليك منذ اللحظة ان تقوم بخدمة " تارو " العملاق و تنفذ كل رغباته و إلا ....
قال " تارو" هذا وهو يرفع قبضته الجبارة مهددا، فذعر " تشانغ" وقال بخوف: حاضر .. حاضر .. سأنفذ كل ما تطلبه مني يا " تارو " وقام " تشانغ " على خدمة " تارو" و تنفيذ طلباته التي كانت مرهقة.

فكان يحضر له عصير البرتقال في الصباح، و الفاكهة الطازجة عند الظهر، و خبز التنور مع الجبنة و الزيتون في المساء .. و يقول له في كل مرة تفضل، وكل طعامك هنيئا ايها العملاق " تاروا" فيجيب " تارو" انك مهذب و مطيع يا " تشانغ " شكرا.

وفي الصباح خرج " تشانغ " للتنزه و التسكع و عندما عاد ابصر العملاق قد نما اكثر و اكثر حتى ضاق به الكوخ، فصرخ " تشانغ" : ياللهول، سيحطم كوخي!!

و امضى : تشانغ " ليلته امام باب كوخه ، دون نوم، بسبب الخوف، وفي الصباح، ذهب يتنزه في الطرقات و الحقول، فأبصر جاره العجوز " تسونغ" يعمل في حقله و قد هده التعب، استنجد العجوز بجاره " تشانغ" قائلا: ألا تساعدني في حصاد القمح يا " تشانغ" ؟!
فكر " تشانغ" : ليس لدي رغبة في العمل، لكنني أخجل أن أرفض طلب هذا العجوز.
وراح " تشانغ" يعمل في الحقل بهمة و نشاط و ما ان شارفت الشمس على المغيب، حتى كان قد انجز مع جاره حصاد نصف الحقل، قال الجار: لقد انجزنا الكثير، شكرا لك يا " تشانغ" على مساعدتي
قال" تشانغ ": بل الشكر لك .. فأنا اشعر بسعادة كبيرة بعد عمل يوم كامل.

و عندما عاد " تشانغ" الى كوخه، كانت هناك مفاجأة في انتظاره .. لقد تضاءل حجم " تارو" قليلا.

تساءل " تشانغ" : ما السر في ذلك يا ترى؟

وفي اليوم التالي، خرج " تشانغ " الى الحقول، فساله جاره العجوز " تسونغ ": ألا تساعدني اليوم ايضا يا " تشانغ "؟

رد " تشانغ" : بلى بلى، انتظرني .. سأحضر منجلي فهو حاد جدا، و عندما عاد " تشانغ " بعد الظهر الى كوخه، فوجئ أكثر، لقد تضاءل حجم " تارو" كثيرا فخاطبه: ياه لقد تضاءلت كثيرا يا صاحبي؟

قال " تارو" : لقد خاب ظني بك لماذا تحمل منجلك كل يوم و تمضي لمساعدة جاكر؟ ألا تعرف أن عملك هذا يجعلني أتضاءل اكثر؟

وصار" تشانغ" يذهب يوميا الى الحقول لمساعدة كل من يطلب المساعدة منه، وفي احدى المرات، عاد الى كوخه فوجد " تاروا" قد عاد الى حجمه الاول، فصاح به: ها .. و الآن ما رأيك يا " تارو" ؟
قال" تارو" متوسلا: ارجوك يا " تشانغ" اعدني الى جرتي و ضعني على قارعة الطريق، اخشى اذا استمر الحال هكذا ان يأتي يوم أتلاشى فيه.

قال" تشانغ": هذا ما سافعله يا عزيزي.
ثم تناول القزم و ألقاه في الجرة قائلا: العمل هو عدوك إذن أيها القزم.

قص" تشانغ" حكايته مع القزم على جارته العجوز " تسي" فلم تعلق عليها بل ابتسمت و قالت: القزم هو الكسل، يظل قزما إذا لم يهتم احد به، أما سكان القرية، فقد صدق بعضهم حكاية " تشانغ" و شكك بها بعضهم الاخر.. لكن أحدا منهم لم يفكر بالنظر الى الجرة كانوا جميعا نشيطين، ولا وقت لديهم للبحث عن الكسل.

"منقول عن موقع ادب الطفل العربي"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق