الجمعة، 17 مايو 2013

الاقتتال الجوّال في العالم العربيّ

القتل العبثيّ جوّال في العالم العربيّ. قتل مسكوت عنه وقتل مندّد به، قتل بطيء وقتل سريع، قتل بالجملة وقتل بالمفرّق. قتل بأدوات القتل وقتل بأدوات الحياة. وحيث لا قتل سكاكين تسنّ، وكلمات تسنّ أسنانها اللغوية الحادّة. باسم الدين ترتكب مجازر، وباسم المذاهب تزرع الأحقاد بين المذاهب. كلّ مذهب متراس. وكلّ طائفة منخاس. نبارك الدم، نهتف للدم، نتقرّب الى الله بالجثث، نرفع الرؤوس المجزوزة قرابين للسماء. السماء الزرقاء لا تحبّ اللون الأحمر. تمتلىء جهنّم بالأرواح الذاهبة إلى الفراديس. نتاجر بالمقابر، والجثامين بضاعة للمقايضة. أحمد الله اني سنيّ، شيعيّ، علويّ، درزيّ، بوذيّ، ماروني، روميّ، كونفوشيّ، طاويّ، شنتويّ، إحيائيّ، يهوديّ، ليس هناك أجمل من ان تكون كوكتيلاً دينيّاً. السماء ليست لمن يريدها لنفسه، السماء ليست قفصاً، ولا تحبّ أن يساق اليها أحد بالعصا.
رحم الله الشيخ اتلأكبر ابن عربيّ حين قال في ترجمان أشواقه:

"لقد صارَ قلـبي قابلاً كلَ صُـورةٍ فـمرعىً لغـــــزلانٍ ودَيرٌ لرُهبـَــــانِ
وبيتٌ لأوثــانٍ وكعـــبةُ طـائـــفٍ وألـواحُ تـوراةٍ ومصـحفُ قــــــرآن
أديـنُ بدينِ الحــــبِ أنّى توجّـهـتْ ركـائـبهُ ، فالحبُّ ديـني وإيـمَاني".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق