الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

انتحار همنغواي

ارنست همنغواي, احترف الشجاعة في كل ما كتب, كما احترف الشجاعة في حياته. كسر الحاجز القائم بين الكاتب والمحارب. ولكنه انتحر. وانتحاره يختلف عن انتحار السابقين. فهو صور الانسان في مواجهة قدره, وقدرته على الانتصار كما الصياد سنتياغو في "العجوز والبحيرة" الى حد ان عددا لا بأس به من النقاد اعتبر انتحاره في صبيحة 2\7\1961 ليس اكثر من رصاصة طائشة. لقد خرج من غرفة النوم مبكرا قبل زوجته واتجه الى خزانة الأسلحة وانتقى بنديقة حشاها بخرطوشتين وصوبها نحو رأسه. خرطوشتان في وقت واحد هشمتا معالم وجهه الى حد ان طريقة الانتحار لم تتبين جيدا. هل وجهت الطلقتان الى جبينه ام انه ادخل فوهة البندقية في فمه, المنتحر, عادة, يمثل انتحاره, يجربه, او يتحدث عنه وعن طريقة الانتحار الفضلى. فالانتحار ليس عادة وليد لحظة نزق. يدرس بعناية, واحيانا يوقت بعناية. وقبل شهرين من انتحار همنغواي أصيب بأرق حاد, وارتفاع في الضغط وشعور بالاحباط وعجز عن نشر روايته الأخيرة. انتحر ولكن حكمته الاثيرة هي: "ان الانسان قد يتهشم ولكنه لا ينهزم" فهل كان انتحاره هزيمة ام مجرد تهشم لرأس نزلت من ذنه شخصيات لبطولات لا تنتهي؟
بلال عبد الهادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق