السبت، 3 أغسطس 2013

لحظة حبّ متأخرة

كان خجولاً، أحبّها بصمت، تجنّب اظهار حبّه لها. كان يلعن كلماته التي لا تريد أن تطلع من بين شفتيه. راح يتدّرب على الكلام، يقف أمام المرآة ويتأمّل فمه الخجول، يحادثه، يرجوه أن يفكّ الأغلال. كان فمه كالأبله في المرآة.
لم يحتمل، الوقت يمرّ، وحبّه كالقنافذ الصغار في صدره.
ذات يوم، قرّر ان ينتصر لحبّه، ان يعترض على تردّده الأرعن. تأنّق على غير عادته، تخيّل نفسه ممثّلاً في فيلم، لن أسمح لشفتيّ أن تدمّر...ا هذا الحبّ الجارف، قال لنفسه.
اتّجه إليها. كان يحلم بحياة جديدة. شاءت عيناه التلفّت فرأى ما أعاده الى سيرته الأولى، رآها تعبر الشارع برفقة شاب يبدو أنّه انتهز صمت شفتيه.
لم يصدّق ما رأى، ظنّ أنّ عينيه متواطئتان مع شفتيه.
عاد الى البيت وهو موقن ان للحبّ ما للموت من وقت لا يتقدّم لحظة او يتأخر لحظة.
ما عاد يحتمل رؤية شفتيه الساخرتين منه في المرآة.
ليس من السهل أن تعيش مع مرآة ساخرة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق