الاثنين، 15 أغسطس 2016

تأمّلات في الجدار الأبيض من وجهة نظر بوذية الزنّ


في ‫#‏اليابان‬ نمط خاص من ‫#‏التأمّل‬، يقوم به من ينتسب الى ما يعرف ببوذيّة ‫#‏الزنّ‬ ‪#‎ZEN‬.
وكلمة زن كلمة يابانية من اصل صينيّ هو تشان chan ‪#‎禅‬ . وتعني " #التأمّل الصامت"، وهناك عدّة طرق في ممارسة هذاالنوع من التأمّل، وأطرفه هو ان يقعد الأنسان في مواجهة حائط أبيض.
يقعد المتأمّل ويسبح في هذا الأبيض، ويغوص في هذا البياض الرحيب. اذا تأملت عيني المتأمّل تظنّ انه يقرأ شيئا ما، يقرأ كلمات مكتوبة بالأبيض على هذا الحائط الأبيض.
للأبيض سرّ لونيّ، لا يمتلكه أحد غيره. 
لا شيء يشبه اللون الأبيض.
يقال عن اللون الأبيض انه سيّد الالوان، والسبب بسيط جدا، انه الألوان كلّها. اي انه حاضن الاضداد، يذوّبها جميعا، كما يذوب الملح في الماء، او السكر في الماء.
يقال ان ‫#‏اللون_الابيض‬ يلبق مع كلّ الالوان، وذلك لأنّه، من حيث تركيبته، هو حاصل كلّ الألوان.
من هنا ايضا اختلفت دلالاته ورموزه، فهو جوّال في الدلالات، لا يرسو على دلالة واحدة. 
هو ، في مكان ما، في العربية يدلّ على العمى، أي على السواد!
كيف يصير الأبيض بلون السواد؟
في ‫#‏القرآن‬ عبارة" ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ"، حين الحديث عن والد يوسف. حيث عمي. ولكن الأبيض امتداد للحزن هو لون الكفن، وهو لون الفرح، طرحة العروس ولباس العروس.
ان قوّة الأبيض جاءته من كونه مصهرا لكلّ لون من الالوان المرئية.
هو البراءة والخبث، الضوء وعصا العميان!
كنت اـساءل دائما:ماذا يفعل المتأمل اليابانيّ امام جدار ابيض؟
تبيّن لي انه ينسل الالوان لونا لونا من هذا الجدار الابيض؟
ومن اشتغل في نسل الالوان من الحيطان كما تنسل خيطان الصوف يعيش في ظلال الف قوس قزح.
انه الواحد الذي لا حصر له.
الواحد المتعدّد.
ليس سهلا ان تسحب الالوان الكثيرة من اللون الواحد.
ليس سهلا ان ترى ما يراه ذلك المتأمّل اليابانيّ في الجدار الابيض<
‫#‏بلال_عبد_الهادي‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق