الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

ما يطلبه جمهور الضفادع



كانت مجموعة من الضفادع تقفز مسافرة بين الغابات, وفجأة وقعت ضفدعتان في بئر عميق. تجمّع جمهور الضفادع حول البئر, ولما شاهدا مدى عمقه صاح الجمهور بالضفدعتين اللتين في الأسفل أن حالتهما ميئوس منها، وانّه لا فائدة من المحاولة، فالخلاص ليس في متناول قدرتهما.

تجاهلت الضفدعتان تلك التعليقات, وحاولتا الخروج من ذلك البئر بكلّ ما أوتيتا من قوّة وطاقة, فحبّ الحياة يولّد في النفس طاقة على مقاومة اليأس. واستمرّ جمهور الضفادع بالصياح بهما أن تتوقّفا عن المحاولة لأنهما ميتتان لا محالة. وأخيرا انصاعت إحدى الضفدعتين لما كان يقوله الجمهور اللجوج,  خارت قوى الضفدعة، وحلّ بها الإرهاق واعتراها اليأس, فسقطت إلى أسفل البئر ميتة. أما الضفدعة الأخرى فقد استمرّت في القفز بكلّ قوتها. واستمرّ جمهور الضفادع في الصياح بها طالبين منها أن تضع حدّا للألم والجهد الضائع، فلن يكون مصيرها في الأخير مختلفا عن مصير زميلتها، وراحوا يردّدون على مسامعها ان لا مفرّ من حكم القضاء المبرم، ولكنها أخذت تقفز بشكل أسرع وأقوى حتّى وصلت إلى الحافة ومنها إلى الخارج وسط دهشة الجميع.

عند ذلك سألها جمهور الضفادع: أتراك لم تكوني تسمعين صياحنا؟ شرحت لهم الضفدعة أنّها مصابة بصمم جزئيّ, لذلك كانت تظنّ وهي في البئر أنّهم يشجعونها على إنجاز المهمّة شبه المستحيلة طوال الوقت.

فمن قال أنْ ليس للأذن الصمّاء حسنات لا تفقهها كلّ الأفواه!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق