الاثنين، 3 أغسطس 2015

سروال

أمّية بعض الآباء أفضل بكثير من علوم بعض الأبناء. هناك أمّية أبجدية وهناك أمّية فكرية، فالأمّية عند التدبّر أمّيات! نفكّر في محو الأمّية الأبجدية ولكن لا يخطر ببالنا أن نعمل على محو الأمّية الفكريّة والسلوكيذة. وثمّة مثل عربيّ نبيل المقاصد يقول: "الفهم فضلوه على العلم"، وهي مقولة حصيفة. سأحاول توصيل فكرتي عبر الحكاية التالية التي قرأتها في كتاب " التواصل الفعّال" للكاتب الأميركيّ جون ماكسويل.

استوطن احد المهاجرين في اميركا، وفتح محلا تجاريا صغيرا. ذات يوم اتى الابن الى ابيه وقال :" ابي ، لست ادري كيف تدير هذا المحلّ ، اذ انك تضع حسابات المدفوعات في علبة، وحسابات الدخل في علبة اخرى، والدراهم تضعها في خزنة، وعليه لا تعرف البتّة كم هي ارباحك؟". اجاب الاب: يا بنيّ، حين وصلت الى هذه البلاد ، كنت املك السروال الذي عليّ، اما الان فشقيقتك استاذة في مادة الفنون، وشقيقك طبيب، وانت خبير محاسبة، وانا ووالدتك نملك بيتا وسيارة وهذا المحلّ. اجمع هذه البنود جميعها ثم اطرح ثمن السروال، تحصل على الارباح!".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق