الأحد، 2 أغسطس 2015

اللغة الصينية والموت


المواطن الصينيّ الذي يقوم بتعليم اللغة الصينية لأي أجنبي يحكم عليه بالموت، لأنّه يسهل على الغرباء الدخول إلى أسرار الصين. هذا ما كانت عليه الحال في الإمبراطورية الصينية القابعة خلف أسوارها الأسطورية، في القرن الثامن عشر، في عهد الإمبراطور شيان لونغ بحسب ما ورد في كتاب ألان بيرفيت "الإمبراطورية الثابتة"، المخصص لتأريخ الحملة البريطانية التي قام بها اللورد مكارتني إلى الصين في عام 1793.


ولطالما كانت الكتابة التصويرية الصينية عامل حماية لها من ألاعيب الأغراب، إلا أن الأمر تغيّر اليوم، فالصين أنشأت "معهد كونفوشيوس" لتعليم اللغة الصينية للأجانب، وتقوم بنشر فروعه في أنحاء العالم.


وأشارت الإحصاءات إلى انه ثمة حاجة حاليا إلى حوالي 10 آلاف معلم لغة صينية في العالم سنويا، ولكن الصين لا تقدر على إرسال أكثر من ألفي معلم، وهي تنشط في مضاعفة عدد الأساتذة لتلبية أسواق التعليم في العالم.


وتشير استطلاعات إلى أنّ الصين تفتتح في كلّ ثلاثة أيام معهدا لتعليم الصينية أو "الماندرين". كما قامت الصين بتيسير تعليم اللغة الصينية عن طريق إنشاء كتابة أبجدية خاصة بها بالحرف اللاتيني وتعرف باسم "بِن يِن" ترافق عملية تعلم الكتابة الصينية التصويرية.


كما ان اللغة الصينية تعيش اليوم تجربة فريدة عبر مسارها التاريخي، إذ لم يسبق للغة الماندرين أن تجاوز حدود سلطانها منطقة الشرق الأقصى، أي كوريا وفيتنام واليابان وماليزيا،شرق اسيا بينما اليوم يقبل على تعلمها الناس في أميركا وأوروبا بشكل يجعل السؤال التالي مشروعاً:هل تكون الصينية لغة المستقبل؟


وأياً ما كان الحال فهي اللغة الأم الأولى في عدد الناطقين بها، وهي اللغة الحيّة الأقدم من حيث أعمار اللغات، فاللغات التي عاصرتها أضحت اليوم طيّ الماضي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق