لطفولتي
فضل على علاقتي بالكلمة المكتوبة. ولولا شغب الطفولة لكان مصيري مجهول الهوية
بالنسبة لي. طفولتك هي انت بخيرها وشرّها، ترافقك الى اللحظة الأخيرة من عمر
ذاكرتك. الذاكرة هي اهم عنصر في الكائن. هي الخيط الخفيّ الذي ينتظم مسيرة حياتك.
ذاكرتك توضّب شؤون حياتك، ماضيك. ذاكرتك هي التي تنقّح ذكرياتك، تحذف، تضيف، تعدّل
تيرمج، تقوم بعمليات "المونتاج" …الخ.
لا انكر
فضل طفولتي عليّ، فهي التي رسمت علاقتي بالكلمة. لو لم اكن مشاغبا، اهرب من المدرسة
لألهو وألعب، في الوقت الذي يجب فيه ان اكون في مقعد الدرس، لما كانت علاقتي
بالكتاب على ما هي عليه اليوم.
كنت احمل
في شنطة المدرسة كيس نيلون لأدفن فيه كتبي المدرسية. كان السائق يوصلني إلى باب
المدرسة وبدلا من ان اتجه صوب البوابة الحديدية العملاقة، كنت انتظر ذهاب السائق
لتغيير اتجاه سيري ثم اصعد الى زيتون ابي سمراء، سيرا على الاقدام، وهناك اسحب
الكيس من الشنطة واضعها فيه ثم احفر حفرة في التراب لأدسّ الشنطة والكتب، وأروح مع
امثالي من الأصدقاء نلهو، ونفتش عن حمار في البرية لنمارس الفروسية على ظهره. كان
هناك، على مسافة ليست بعيدة من ابي سمراء، مساكن لقرويين ينزلون من القرى البعيدة
"السفيرة" او "فنيدق" وينزلون معهم بقرهم وحميرهم ودجاجهم وينتشرون في بساتين
الليمون المطلة على نهر"ابو علي".
كانوا
يتركون حميرهم ومواشيهم ترعي في الحقول وكنا نستلذّ ركوب الحمير، فطفولتنا وقاماتنا
لم تكن تسمح لنا بالمغامرة مع ظهور الخيل. كما كنا نذهب الى السينما لمشاهدة افلام "سانتو" أو
"هرقل" او "ماجستي" أو الافلام اليابانية عن الديناصورات. لم تكن افلام الكاراتيه
قد وصلت الينا بعد.كما لم اكن من هواة افلام الكاوبوي كثيرا . كنا نذهب الى صالات
السينما الشعبية التي لا تتوقف شاشاتها عن بث الافلام، فيلما اثر آخر.
لم
يكن في طفولتي كتاب.
لا اذكر
انني تولعت في طفولتي بكتاب او مجلة مصورة. لا مجلة سوبرمان ولا بونانزا، ولا القصص
البوليسية المكتوبة للصغار. كانت القراءة شيئا ليس من طفولتي، خلا الكتب المدرسية
التي لم تكن علاقتي معها على ما يرام. كنت اهرب من المدرسة ولا اعرف كيف ان المدرسة
وهي مدرسة "الطليان أو الآباء الكرمليين" لم تلفت نظر أهلي الى تغيبي المستمر. كنت
افبرك "عذرا" للتغيب تتقبّله المدرسة.
ولكن كنت
اقفز من صف الى صف بالمعدل المطلوب، اي كنت انجح "شحطا" كما يقال بالعامية عندنا.
بقيت في الطليان حتى الصف الرابع الابتدائي، واذكر أني صفعت الناظر كفّين وهو "الأب
بيار". كان عنيفا مع الطلاب، ولا اعرف كيف يكون الخوري عنيفاً، وفي نظري ان رجل
الدين هو الأب العطوف الحنون لا الشرس الذي يمارس سادية متوحشة لا حدّ لقسوتها مع
الطلاب. كان الضرب من علامات المدرسة الجيّدة، وثمة مثل كان يقوله بعض الاهل
للمدرسة:" اللحم لكم والعظم لنا". وكان الاساتذة والنظّار لا يرحمون لحمنا الطريّ،
وكانوا يبتكرون طرقا ووسائل في العقاب بدلا من ان يبتكروا طرقا في التعليم. واظن
لو ان الاساتذة كانوا يفكرون في ايجاد فرص لتحبيب الطالب بالعلم بدل االتفكير في
كيفية تعذيب لحمنا الطريّ لكان الامر أخذ مساراً أفضل.( جزء من علاقة الطالب السيئة
مع المدرسة مردّه الاساتذة لا العلم). ما اذكره أنّ "الاب بيار" قبض علىى خصلات
شعر سالفيّ ورفع جسدي في الهواء. التعذيب بنتف الشعر كان جزءا من العقاب، رفعني
فصرت واياه وجها لوجه. لا اعرف كيف أنّ الألم دفعني بعد أن رفعني الى ان اصفعه بكل
ما كنت أشعر به من وجع صفعتين بباطن يديّ الصغيرتين( لقد شفيت بفعلتي غليل طلاب
كثيرين من عمري، واليوم اعتبر ان سلوكي معه كان سلوكاً يستحقّه هذا الخوري الكريه).
لم يكن يتوقع ان اضربه او ارفع يدي عليه، ولم اكن انا افكر ايضا بان أصفعه. ومن
ذهوله فتح يديه فسقطت ارضا، ولكن بلمح البصر انتصبت ووليت هاربا فطاردني استاذ شاب
فأسرعت في الفرار، ولكن خطواته اكبر من خطواتي وحين شعرت بدنوّه مني وكاد أن يصير
القبض عليّ في متناول يديه انحيت ارضا على امل ان يتعثر بجسدي وهذا ما تم اذ فاجأه
انحنائي الذي كان اسرع من قدرته على الوقوف فتعثر بجسدي، على طوله، في
الأرض.
كان هذا
المقطع من عمري كفيلاً بان اغير المدرسة، وانتقل الى مدرسة معارف، بالقرب من البيت،
فارتحت من السائق وظلم الرهبان ولكن ابتعدت عن الكتاب اكثر. فمدرسة الدولة هي مدرسة
الفقراء والمتمردين والحاملين لقضايا فلسطين والطبقات المظلومة والثورة. فما كان
يخلو اسبوع من اضراب، وعودة الى البيت ثم انطلاق في الشوارع. فرصة للّعب وفرصة
لضياع الوقت.
بقيت في
المدرسة سنتين، وكنت لا اكفّ عن اللعب والشيطنة البريئة وغير البريئة. وذات يوم،
جاء صديق لوالدي وقدّم له نصيحة، قائلا له:" اذا اردت ان تربح ابنك فضعه في مدرسة
داخلية، واشار الى دير مار جرجس الواقع في قرية عشاش.
نصيحة من فم عجوز
كنت في
الثالثة عشرة من العمر. نصيحة من فم عجوز غيرت مصير حياتي. فترة الانتقال من حالة
التسيّب الى حالة الانضباط لم تستغرق الا ثلاثة اشهر. اذكر ان علاماتي في الاشهر
الثلاثة الاولى كانت سيئة جدا. وفي الشهر الرابع قفزت علاماتي قفزة نوعية لم يصدقها
احد، لا من زملائي في الصف ولا من الاساتذة. صرت الاول في الصفّ. انتقال من النقيض
الى النقيض.
هل الفضل
للعزلة؟ للقراءة الذاتية؟لتعويض سنواتي الأولى؟ لست ادري. كل ما ادريه ان علاقتي
بالكلمة بدأت في المدرسة الداخلية. منعطف جميل في حياتي. صرت احب المدرسة وصرت
ادرس، وصرت انتهز كل لحظة للدرس. وصرت ادرس حتذى في الوقت الذي لا يسمح لي
بالقراءة. ففي الداخلية وقت لكل شيء. اشتريت بطارية جيب، لأقرا في الوقت الذي
يفصلني عن النوم في الفراش، اغطي جسدي باللحاف واقرأ في السرير الى ان انام. ووقت
الفرصة صرت احيانا ابقى في الصفّ واستخدم اللوح كورقة خرطوش لدروسي.
ولم يعد
من وقتها الكتاب يفارقني. وكان في المدرسة مكتبة استعير منها كتبا بناء لنصائح
الأساتذة وأقرأ تولعت بنثر سعيد عقل ونثر ميخائيل نعيمة فالتهمت كل كتب ميخائيل
نعيمة، وكان له أثر في مطلع حياتي. ولكن لم يكن يخطر لي ببال ان اشتغل حين اكبر
بالكتابة او الادب. كنت احلم ان اكون طبيبا جراحا، ربما تاثرا بخالي الذي درس
الجراحة.
ولكن الحرب غيرت مساري العلمي.
نشبت
الحرب الغبية عام 75، واحترقت مدرستي على ايدي فتيان "الحركة الوطنية" التي رأت في
الدير اثرا من الرجعية او الانعرالية. كل ما اذكره ان قلبي احترق على مدرستي، رفيقة
مرحلة من اجمل مراحل حياتي.
في
طرابلس، تسجلت في مدرسة الغزالي، كان جو المدرسة دينيا، فتأثرت باجوائها، واجواء
زملائي، ودخلت في الجو الديني، وغرقت في كتب الدين، وصرت في أوقات العطلة أقضي وقتي
بين كتاب أو مسجد. وتعززت علاقتي باللغة العربية، وقررت من يومها ان ادرس اللغة
العربية وأتخصص بها لاستطيع تفسير القرآن. تحول تفسير القرآن الى هاجس في ذهني لا
يزال يفتنني إلى اليوم. ورحت اقرأ في كتب الدين، قرأت "في ظلال القرآن" لسيّد قطب،
وتفسير السيوطي، وتفاسير اخرى. وتعلمت تجويد القرآن وأحكامه، ورحت أقرأ في التاريخ
الاسلامي حيث الصراعات الدينية الدامية، والصراع على السلطة بين عائشة وعلي
ومعاوية. تلطخت صورة بعض الصحابة في ذهني! وكنت حين اطرح بعض الاسئلة على اهل
المعرفة كانوا يهربون من الأجوبة، فشعرت ان الهروب من الأجوبة جبن، وان عدم اعادة
قراءة تاريخنا من منطلق علميّ عقبة في تاريخ النهوض. واذكر اني تعرفت على كتابات طه
حسين الدينية قبل الادبية ، "على هامش السيرة"، "الشيخان"، "الفتنة الكبرى". وتولعت
بأسلوب هذا الكاتب كثيرا، وصرت أقرأ له كلّ شي. ذات يوم، كنت في مكتب الجماعة
الاسلاميّة، ووجدت كتبا له في المكتبة فاعلنت حبوري بعثوري على كتبه في المكتب،
ولكن حبوري لم يسرّ احدا بل صدمت بقولهم:" انه كافر" وانهالت التهم على رأس الراحل
الرائع طه حسين. هنا وجدت أنّ شعوري يميل إلى طه حسين لا إلى خصومه، إلى افكار طه
حسين لا إلى افكار خصومه. لم استوعب تكفير قامة من اهم قاماتنا
الادبية.
القرآن دفعني الى الأدب
ثمّة كتب
كثيرة دخلت حياتي، في البدايات، اذكر منها "المعلقات العشر بشرح الزوزني" كان لقائي
بها صادما. كلمات ليست من واقعي، ولكن بقر|أت انها اهم نص شعري من القديم، فرحت
اقرأها رغم "النمور الكثيرة" التي تعترض عيني. كانت قراءتي تقوّي صلتي بالعربية
وتضعف صلتي بالفرنسية. اشعر انني احتاج الى ان اعرف تاريخ العربية وتراثها، والتهمت
سيرة عنترة لأنّ النبي احبّ عنترة، قررت ان ابدأ بالعربية من حذورها، كنت ميالا الى
الادب لا الى اللغة. كانت مكتبتي تنمو يوما اثر يوم ولكن تغيرت كليا في لحظة. كنت
قد وفرت حوالي ثلاثة الاف ليرة من عملي خلال فصول الصيف من النقود التي كان يعطيني
اياها والدي أجراً على عملي معه في المطعم في الاعطال والصيفية. كنت في السنة
الثانوية الاولى، سحبتها من المصرف بنيّة السفر الى فرنسا في عطلة الصيف لتقوية
لغتي الفرنسية. لم يتم السفر، ولكن لم اعد النقود الى البنك وانما ذهبت بكلّ المبلغ
الى المكتبة وانفقته على شراء الكتب، الكتب الاساسية، الكتب التي تعتبر امهات
التراث العربي، اشتريت "لسان العرب" و"الاغاني" و"قصة الحضارة" لديورانت، و"العقد
الفريد"، وغيرها من الكتب، والمجموعة الكاملة لميخائيل نعيمة التي قرأتها كلّها الا
كتاب "مرداد"، والمجموعة الكاملة لطه حسين. بين ليلة وضحاها امتلأت غرفتي بالكتب.
وكنت بدل ركوب السيارة من ابي سمراء صعودا ونزولا استعمل قدمي لتوفير ايجار الطريق
ومن توفير ايجار الطريق اشتري الكتب، هكذا اشتريت اغلب كتب نجيب محموظ ويوسف
السباعي، وكل الدواوين الشعرية الحديثة التي اصدرتها دار العودة، صلاح عبد الصبور،
محمود درويش، ادونيس، السياب، البياتي. كنت اشعر انني لا اعرف شبئا وانه لا بد من
القراءة لتعبئة فراغات روحي. كنت التمس طريقي بيدي، ولا اعرف ماذا اريد، واي طريق
اختار، فلم تطاوعني يدي في كتابة الشعر، الذي كان يخرج من قلمي باردا، خاليا من
الروح. ولم اكتب الرواية، ولا القصة، كنت اريد ان اعبر عن شيء في دخيلتي ولكن لا
اعرف ما هو؟ شعرت اني اميل الى الكتابة على الكتابة، اي اقرا ثم اكتب انطباعاتي عن
الكتابة. كان هناك مجلة بدأت بالصدور في طرابلس فاقترح عليّ استاذي خريستو نجم ان
اكتب بها، وجدت فرصة للكتابة والنشر حتى قبل وصولي الى الجامعة، وكان المقال الاول
عن "الملك لير". مسرحية قرأتها من اصدارات الكويت، وكنت من قبل قد نشرت وانا في صف
الفلسفة مقالا هو الاول لي عن سميح القاسم الشاعر الفلسطيني، وهكذا شعرت انه صار
بالامكان اطلاق كلماتي من من دفتي اوراقي. لعل الخجل الفطري فيّ هو ما دفعني الى
النقد لا الى الكتابة الابداعية. النقد حجاب اما الكتابة الابداعية تعرية. وجدت اني
ارتاح الى الكلام من وراء قناع. توقفت المجلة" نداء الشمال" عن الصدور فتوقفت عن
الكتابة. وهذا خطأ ارتكبته بسبب خجلي اذ لم اكن املك الجرأة للذهاب الى مجلة او
جريدة لأعرض عليهم الكتابة. القراءة تحثك على الكتابة. لا يمكن ان تكون قارئا ولا
تكون كاتبا، يشعر القارىء الذي لا يكتب بالم في الروح، بحرقة في الروح لا اجد لها
شبها الاّ "حرقة البول". كنت في هذا الوقت اشتري الكتب واقرأ بنهم، حين تسجلت في
الجامعة اللبنانية قسم الأدب العربي، كانت مراجع السنوات الاربع في مكتبتي. السنة
الاولى كانت الاتعب والاخصب. كنت اعمل في الصباح حتى الساعة الواحدة في المطعم، ثم
اصعد الى البيت اغير ملابسي واتحول الى طالب، وما ان تنتهي الدروس حتى اعود الى
المطعم، لاغلاقه، وانهاء التنظيفات وغيرها. ثم اصعد الى البيت، وادلف الى غرفتي حتى
الحادية عشرة ليلا. اقرا واكتب، ثم انام للنهوض في اليوم التالي الساعة السادسة
صباحا. لم يكن عندي اكثر من خمس ساعات يوميا للقراءة. وقت ضيق. خمس ساعات لا تكفي
لاشباع عيني. كان نهار الجمعة وهو يوم عطلة اعتبره فرصة لتعويض نقص قراءات الايام
السابقة. كان لي زيارة اسبوعية الى المكتبة للبحث عن الجديد في الادب. كانت اغلب
قراءاتي في الادب والنقد. ولكن كنت اشعر في اعماقي اني لم اصل بعد الى ما اريد. ثمة
نوع من المعرفة اريده ولكنه سديم لا اعرف له شكلا. الى ان اكتشفت بعد زمن اني أريد
الفكر لا الأدب، ورحت أميل إلى الأدباء المفكرين وإلى علم النفس والعلوم
الاجتماعيّة والانتروبولوجيّة والنقد الثقافيّ. لم يعد الأدب هو ما يثيرني، صارت
أمور أخرى من قبيل الدراسات الدماغيّة، علوم التواصل البشريّ والحيوانيّ، كيفيّة
انبثاق المعنى من الأشياء، الدراسات السيميائية من قبيل دراسات امبرتو ايكو، أو
الدراسات التي تتناول الجانب الخفيّ من الثقافات كدراسات ادوارد هول، كما اهتمّ
بالكتب التي تتناول رؤية الشعوب للعالم وكيف تشكل الثقافة نظرة الانسان للعالم. من
هنا، صرت على يقين بأنّ كلّ ثقافة تدّعي انّها الأفضل او الأصدق أو الأقرب الى
الحقيقة هي"ثقافة أنانيّة" وإقصائيّة وثقافة لا بد من محاربتها وتفنيد أضاليلها،
وتفكيك أنانيتها.
ليس هناك
شعب افضل من شعب، ولا امة افضل من امة، ولا دين افضل من دين، وكلّ المفاهيم المطلقة
هي مفاهيم تقوم على أسس واهية، وعنجهيّة لا مبرّر لها. ولعل ما اوصلني الى هذا
البرّ الآمن، هو عدم انغلاقي على منهج واحد من المناهج، ولا على ايديولوجيا واحدة
دينية او غير دينية، ولا اجد نفسي في الصراعات الايديولوجية التي ترضّ لحم العالم
ولحم عالمنا العربيّ.
ضالتي
الفكرة التي تبعث الفرح في النفس قد أجدها في آية قرأنية أو انجيليّة أو توراتية أو
بوذيّة أو كونفوشيّة أو لاوتزية. وقد أجدها في نصّ عن "تقنية النانو" كما قد أجدها
في نصّ عن عين النحلة أو في كتاب عن عالم المنامات أو في قراءة لصورة فوتوغرافية.
لم يعد يقيّد قراءتي شيء، أمارس القراءة كما تمارس النحلة صيد الرحيق. وأتجول في
الكتب كما يتجوّل متسوّق في الأسواق بل اني اتعامل مع السوق كما اتعامل مع الكتاب،
اراه جملا ونصوصا قابلة للقراءة كايّ نص. الناس كتب، الشوارع كتب، المحلات كتب،
نقلة الاقدام على الأرصفة كتب. وصار العالم ابجديات متناثرة ليس عليّ الا تجميعها
لإعادة تركيبها في شكل نصّ تتغير دلالته مع كل نظرة كما يتغيّر شكل غيمة في السماء،
أو شكل ظلّ على الأرض….
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق