نجد كلمة 英语 في المكان الذي كان يفترص ان يكون فيه كلمة 阿拉伯语 |
مصدر الترجمة يشير الى موقع الشعب المترجم بين الحضارات
كيف يترجم العرب؟
وكيف يترجم غير العرب؟
كيف تترجم الشعوب التي تحترم احلامها واهدافها ولغاتها؟
وكيف تترجم الشعوب الذي لا تضع نصب اعينها اهدافا واضحة المعالم؟
سأشير أولا الى نقطة سيئة تمارسها ذور نشر عدّة وهذه النقطة هي تغييب المترجم.
المترجم الغائب أمر معيب من قبل بعض دور النشر.
كيف ذلك؟
وهل القارىء مسؤول عن هذا الأمر؟
وما هدف الناشر من تغييب المترجم؟
العرب يحبّون نفخ الذات من جهة، وجلد الذات ، من جهة أخرى.
لا النفخ يجدي، ولا الجلد يغيّر من واقع الحال.
عندما تشتري كتابا مترجما يغيب اسم المترجم عن صفحة الغلاف، وكأنّ من قام بالترجمة نكرة لا يحقّ له أن يظهر.
والاسم ضرب من ضروب التعريف.
فلماذا التنكير؟
ومن جهة ثانية ، حين يكتب اسم المترجم ، داخل الكتاب يكتب احيانا بحرف صغير ، كأنّ المقصود هو رفع العتب لا غير، ولكن احيانا يغيب اسم المترجم تحت كلمات فضفاضة ، كأن تكون لجنة من المترجمين، وما العيب في ذكر اسماء افراد هذه اللجنة الموقّرة.
ان المسألة تتعدّى مسألة الحقوق، أو رغبة الناشر في نهش حقوق المترجم الى امور ابعد من ذلك، الى أمور ترتبط بالعقلية التي تتحكّم في كيفية إدارة الشؤون الادارية والفكرية.
كنت قد كتبت مقالا بعنوان " #تَرجموا_قبل_أن_تُرجموا" ونشرته في كتابي " #لعنة_بابل"، لأنّ الترجمة فعلا مسألة حياة أو موت بالنسبة للعالم العربيّ في هذا الزمن الراهن.
والترجمة فنّ صعب وفنّ جائر في آن.
أعود الى اظهار فكرتي عن مصدر الترجمة.
يفترض بالأمم الكبرى أن تتقن كلّ لغات العالم.
طبعا يستحيل على فرد أن يقبض على نواصي كلّ اللغات.
ولكني هنا اتكلم على الأمم لا الأفراد.
لننظر ، كمثال، الى الروايات الصينية واليابانية والهندية والكورية والفيتنامية المترجمة الى اللغة العربية، ونضع السؤال التالي: هل تمّت ترجمتها من اللغات المذكورة، أم كانت الترجمة ترجمات عن ترجمات فرنسية او انكليزية؟
هناك ترجمة وهناك ترجمة الترجمة؟
لم يصل العرب بعد الى درجة الترجمة، لا زالوا عند اعتاب " ترجمة الترجمة".
مثلا تجد شخصا لا يعرف ولا كلمة صينية يترجم لك رواية صينية من الفرنسية او الانكليزية,
ما السبب؟
السبب قلّة من يعرف اللغات الاصلية للنصوص التي يترجمها.
وسؤالي هو التالي: هل تعاني الشعوب التي تحترم نفسها من هذا النقص الذي تعاني منه الأمّة العربية؟
اليابان حين تترجم كتابا الى لغتها فإنما تترجمه من لغته الاصلية، هكذا تفعل فرنسا والمانيا والصين.
"قلّة مروّة" الأمّة العربية يمكن ان تراها في اماكن كثيرة، تجدها في الزرع كما تجدها في الصناعات.
يقولون لك الترجمة ناشطة في العربية، هذا صحيح الى حدّ ما.
ولكن هل فعل الترجمة الذي تقوم به اليوم مؤسسات جيّدة فعل صحيح، سليم؟
ما هو كمّ الخسائر الفكرية والروحية الذي تسببه الترجمة غير المباشرة من النصوص الأصلية؟
وما معناه غير اننا لا نحترم ذواتنا ولا نسعى للإتقان في أعمالنا؟
ومن الطريف ان هناك اخطاء مثيرة للضحك نتيجة الترجمة عن ترجمة، وسأعطي مثالا مهضوما.
اللغة الانكليزية تحولت بسحر ساحر الى اسم " اللغة الانكليزية".
كنت أقرأ في كتاب وضعته دار نشر sinolingua وهي مؤسسة تنشر مجمةعة من الكتب عن الثقافة الصينية بلغتين صينية وانكليزيةأي انك أمام النص بلغة الأصل ولغة الترجمة. وهي كتب هدفها تعليم اللغة الصينية ونشر الثقافة الصينية، ولقد قامت " الدار العربية للعلوم ناشرون" بنشر مجموعة من هذه الكتب الى العربية ، واغلب من قام بترجمات النصوص لا يعرف الصينية، ولكنه قام بترجمة النصوص الانكليزية الى العربية ووضعها بجوار النصوص الصينية.
وهذا خير من لا شيء!
ولكن الطريف ان تبقى كلمة " الترجمة الانكليزية" باللغة الصينية او عبارة "اللغة الانكليزية" باللغة الصينية في مكانها، 英语 بدل ان تسحب وتوضع مكانها عبارة 阿拉伯语. خطأ طفيف! ربما. ولكن خطأ طريف، ويدلّ على ان من قام بترجمة الكتاب لا يعرف " خنزة واحدة" من " خنزات" اللغة الصينية.
هذا لا يعني ان الكتاب ليس جيّدا، فهو من الكتب المفيدة جدا لمن يريد ان يتعلم الصينية ويكتشف مفكرين صينيين واسماء كتب صينية مهمة من التراث الصينيّ.
وهناك مترجمون يعرفون اللغات ولا يغرفون الحضارات، وأذكر اني كنت اقرأ ذات يوم كتابا مترجما وورد فيه اسم مدينة " طنجة"، ولكن تغير جذريا اسم مدينة طنجة في الترجمة لجهل لدى المترجم غريب في جغرافيا المغرب على ما يبدو، فمدينة طنجة تكتب في الفرنسية Tanger ، والمترجم نقلها الى العربية هكذا" طنجير" ، اي اننا خرجنا من عالم المدن لندخل في عالم الطناجر!
فلا حول ولا قوّة الاّ بالله!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق