لفت نظري في كتب اللغة العربية المكتوبة باللغة الفرنسية نقطة محيّرة. فمن يعرف العربية يعرف ان من خصائص مفرداتها الجذور، فالمعاجم في أغلبها ترتّب الكلمات وفق الجذور التي تتوالد منها صيغ كثيرة ، ولقد اختار اللغويون العرب جذر " فعل" ليكون حاضن كل الكلمات.
فعندنا " الفاعل" و " المفعول" و " المنفعل" الخ، وكذلك اختار علم العروض جذر " فعل" لتسمية تفعيلاته او تفاعيله.
ولكن الاستشراق ، وهنا أتكلم على الاستشراق الفرنسي، وهو أمر قد نراه في لغات أخرى غير الفرنسية، كان له نظرة أخرى!
فجذر " فعل" تتوسطه " عين"، واللغات الأوروبية لا يتوفّر فيها حرف عين، مما يجعل تبني جذر " فعل" ثقيلا على الأفواه الغربية، في النطق، ففضلوا ابداله بحرف آخر، واستبداله بحرف آخر أدّى الى اختيار جذر آخر، كانت الجذور كثيرة المطابقة لمواصفات اللغة الفرنسية، فالجذور العربية الخالية من الأحرف غير الموجودة في اللغة الفرنسية كثيرة ، وبعضها يحمل دلالات جميلة، محبّبة، إلاّ أنّ الفرنسيين اختاروا جذرا داميا ليكون بديلا عن جذر " فعل"، وهو جذر " قتل"، ( QTL a été choisie comme racine-type par les sémitisants) ، كما وردت العبارة في Dictionnaire des langues المنشور عن دار puf . فكلما ارادوا استعمال " فعل" استبدلوه بجذر " قتل" ومشتقاته!
ولا اعرف السبب الكامن وراء اختيار "القتل" ليكون بديلا عن " الفعل"؟
ازالة " العين" بل فقء العين هو ما يثير الاستغراب في الاستشراق.
الفكرة يمكن أن تفصّل أكثر وينظر اليها من زوايا متعددة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق