النحت اللغويّ مجال حيويّ لتوليد كلمات جديدة في عدة لغات كالفرنسية والصينية، والصينية ذات قدرة نحتية رهيبة غير محدودة. واليوم كنت أقرأ مقالا عن الطاقات الاقتصادية الرقمية فقرأت كلمة فرنسية هي ثمرة من ثمرات الإنترنت . mobinautes و " موبينوت" هي كلمة أخذت من كلمتين وجودها كما يأخذ الإنسان وجوده العضويّ من والدين الا اذا ادعّى انه آدم أو حواء! فالكلمة من #mobile ومن internaute. وكلمات كثيرة لتولد ولادة جديدة تضحّي ببعض عناصرها. في العربية يندر النحت بسبب طبيعة اللغة الاشتقاقية، ولكن من يمكنه أن يغلق الباب أمام طاقات النحت الكامنة في تضاعيف الحروف؟. بل يمكنني القول ان اللغة العربية ذات طبيعة نحتية ايضا ولكن قلّما ما انتبهنا إلى ذلك. الجذر الغالب للكلمات العربية هو الجذر الثلاثيّ. هذا صحيح غير انّ الجذر الرباعي موجود ويطلّ برأسه كثيرا في مناسبات عديدة، ولكن عصا الفصحى بالمرصاد للجذور الرباعية الجديدة، إذ تغلق أمامها أبواب المعاجم وابواب الكتابة الفصيحة، وتدهشني الفصحى في مقدرتها على توليد دلالات فائقة الروعة في الاستخدامات الرباعية. ما معنى أن يتحالف الجذر الرباعي مع " النحت"؟ ما معنى أن نستعين بالجذور الثلاثية لدعم وتخصيب الجذور الرباعية؟ هذا يعني بكلّ بساطة امتصاص كل الكلمات الغربية الوافدة بعدتها وعديدها وجديدها ، وتدجينها وإلباسها الزيّ العربيّ. ويمكن الاستفادة ايضا من افواه الناس العاديين الذين يطاوعهم اللسان المطواع والطيّع والمطيع في تدجين الأصوات الجديدة وتدجين الكلمات الوافدة. وكم أحب الإنصات الى الناس العاديين شبه الأميين وهم يتلفظون بالكلمات الأجنبية، واعتقد انه يمكن الاستفادة من فطرتهم اللغوية الساذجة في ايجاد الشكل المناسب للكلمات الأجنبية. فالإنسان الأمي ، في بلادنا، يتعرّض سمعه يوميا لأصوات غريبة عليه ولكنه يأخذها ويعيد صياغتها بحسب ما يملكه من رصيد لغويّ. وأحيانا كثيرة أندهش لمقدرته اللغوية في التقاط المعادل الصوتي العربي الطريف والجديد. #بلال_عبد_الهادي #لغة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق