الانسان يتقدم علميا في اتجاهين:اتجاه نحو
الامام، واتجاه نحو الوراء. والتقدّم الى الوراء من اهم خصوصيات التقدّم الى
الأمام. لا يستطيع ان يتقدّم دون أن يتأخر، وكل تأخر هو قفزة الى الأمام. قد يكون
في كلامي، في نظر البعض، شيء من اللامنطق، وقد يقول قائل: وكيف يكون التقدم في خط
الزمن الى الوراء؟
فكرتي بسيطة جدا، وسأحاول تركيب قدمين لها لتمشي في ارض اللغات التي منها سوف ادخل الى اعطاء المثال.
الانسان قسّم الزمن الى مراحل وتواريخ. وهناك تاريخ وهناك ما قبل التاريخ. اي ان التاريخ، في نظر الانسان، تاريخان، تاريخ التاريخ وتاريخ اللاتاريخ.ما الفارق بينهما؟ لماذا اعتمد الانسان على هذه القسمة؟ وما مبرر هذه الثنائية في النظرة؟
الحرف المكتوب لا المنطوق هو الفاروق.
التاريخ هو الذي له آثار مدوّنة، مكتوبة.المكتوب هو التاريخ. المنطوق المتبخر في الهواء هو اللاتاريخ.
اي ان حياة الانسان مديدة، المكتوب منه المعروف، ومنه اللامعروف ( بعض المكتوب لا يزال مجهولاً، لغزاً ينتظر الحلّ). اللامعروف هو تاريخ مؤجّل، مرجأ، ينتظر وجود "عدّة عمل" كفيلة بإخراجه من مجهوليته الى معلوميته. من العتمة الى الضوء.
من يقارن تاريخ المكتوب باللامكتوب يدرك أنّ عمر المكتوب بالنسبة لعمر اللامكتوب قصير جدّاً، ما عمر الكتابة؟ لافترض جدلا انها عشرة الاف سنة. وما تبقى هو اللاتاريخ او ما قبل التاريخ. ما هو عمره؟ لافترض جدلاً انه 200 الف سنة ( تم العثور في كهف فرنسي على آثار حياة بشرية عمرها حوالي 176 الف سنة). وهو اكثر من ذلك بكثير بحسب ما تقول الحفريات.
وهذا يعني ان الانسان لا يعرف الا القليل القليل عن ماضيه. مئات السنوات من عمر الانسان ليست في متناوله. كيف يساهم التقدم في معرفة الماضي؟ فلننظر الى اللغة المصرية القديمة. كانت اللغة ميتة. وكانت النصوص الهيروغليفية طلاسم بالنسبة لعيون الناس الى ان جاء شامبليون وفكّ اسرار الكتابة المصرية . كان التقدّم اللغويّ عودة الى الوراء لمئات السنوات فبمجرّد ما تمّ كشف النقاب عن الكتابة المصرية انكشف وجود حضارة بكلّ حذافيرها.
المجهول قسمان: مجهول من الماضي ومجهول من المستقبل. وتقليص حجم مجهول المستقبل تقليص في آن لمجهول الماضي.
مجهول الماضي لا يحدّ، ومجهول الآتي لا يحدّ.
متعة الحياة أنّ الانسان يتجوّل بين مجهولين.
لا أعرف إن كنت قد وضحت فكرتي حول التقدّم المزدوج.
فكرتي بسيطة جدا، وسأحاول تركيب قدمين لها لتمشي في ارض اللغات التي منها سوف ادخل الى اعطاء المثال.
الانسان قسّم الزمن الى مراحل وتواريخ. وهناك تاريخ وهناك ما قبل التاريخ. اي ان التاريخ، في نظر الانسان، تاريخان، تاريخ التاريخ وتاريخ اللاتاريخ.ما الفارق بينهما؟ لماذا اعتمد الانسان على هذه القسمة؟ وما مبرر هذه الثنائية في النظرة؟
الحرف المكتوب لا المنطوق هو الفاروق.
التاريخ هو الذي له آثار مدوّنة، مكتوبة.المكتوب هو التاريخ. المنطوق المتبخر في الهواء هو اللاتاريخ.
اي ان حياة الانسان مديدة، المكتوب منه المعروف، ومنه اللامعروف ( بعض المكتوب لا يزال مجهولاً، لغزاً ينتظر الحلّ). اللامعروف هو تاريخ مؤجّل، مرجأ، ينتظر وجود "عدّة عمل" كفيلة بإخراجه من مجهوليته الى معلوميته. من العتمة الى الضوء.
من يقارن تاريخ المكتوب باللامكتوب يدرك أنّ عمر المكتوب بالنسبة لعمر اللامكتوب قصير جدّاً، ما عمر الكتابة؟ لافترض جدلا انها عشرة الاف سنة. وما تبقى هو اللاتاريخ او ما قبل التاريخ. ما هو عمره؟ لافترض جدلاً انه 200 الف سنة ( تم العثور في كهف فرنسي على آثار حياة بشرية عمرها حوالي 176 الف سنة). وهو اكثر من ذلك بكثير بحسب ما تقول الحفريات.
وهذا يعني ان الانسان لا يعرف الا القليل القليل عن ماضيه. مئات السنوات من عمر الانسان ليست في متناوله. كيف يساهم التقدم في معرفة الماضي؟ فلننظر الى اللغة المصرية القديمة. كانت اللغة ميتة. وكانت النصوص الهيروغليفية طلاسم بالنسبة لعيون الناس الى ان جاء شامبليون وفكّ اسرار الكتابة المصرية . كان التقدّم اللغويّ عودة الى الوراء لمئات السنوات فبمجرّد ما تمّ كشف النقاب عن الكتابة المصرية انكشف وجود حضارة بكلّ حذافيرها.
المجهول قسمان: مجهول من الماضي ومجهول من المستقبل. وتقليص حجم مجهول المستقبل تقليص في آن لمجهول الماضي.
مجهول الماضي لا يحدّ، ومجهول الآتي لا يحدّ.
متعة الحياة أنّ الانسان يتجوّل بين مجهولين.
لا أعرف إن كنت قد وضحت فكرتي حول التقدّم المزدوج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق