الخميس، 26 مايو 2016

عن الكتاب



القراءة تنشط العقل
القراءة في اساس معناها تلقيح، فالقراءة " حمل" تسمح للفكر ان " يحبل " بالأفكار
وهي أيضاً فنّ، وجدت انه من المفيد ان يقرأ القارئ ولو كتابا واحدا عن فنّ القراءة او كيف نقرأ، وقد يكتشف القارئ طريقه في القراءة من خلال الخبرة. لذلك اقترح على القارئ ان ينتهز معارض الكتب ليكتشف الكتب، ويكتشف ما يحبّ وما يكره، لنفترض ان قارئا يحبّ الزهور فليقرأ كتبا عن عالم الزهور اي يقرأ كتباً حول ما يحبّ وسوف تعرّفه عواطفه على طريقته في اختيار ما يحبّ.
وعن رأيه في مدى فقر عقل من لا يقرأ قال:"القراءة تشبه المطر او السقي ، بالقراءة تخطر لنا افكار تساهم في النظر الى الحياة بشكل مختلف، واشير إلى أن المسلمين هم ابناء نصّ اسمه القرآن وكلمة القراءة هي مصدر آخر لكلمة القرآن. نقول: قرأ قراءة وقرآنا.
ثم إن القراءة هي امر الهيّ ، ولا اعرف لماذا نسمع كلمة الله في الصلاة والصيام، ولا نسمع كلمة الله حين امرنا بالقراءة. بالنسبة لي عدم القراءة عصيان دينيّ. فالمعرفة قوة ولا تأتي المعرفة الا من القراءة."
وتابع قائلاً :"كل الدول القوية، اليوم، دول شعوبها قارئة. والدول الضعيفة شعوبها لا تقرأ ، أمّة لا تقرأ امة لن تبرأ، واحب هنا ان اربط بين ثلاث كلمات: التطلعات، والطلوع، والمطالعة، وكأن اللغة العربية الجميلة تقول لنا: لا يمكن لك ان تحقق تطلعاتك، وتطلع من التخلف الذي أنت فيه الا بالمطالعة. المطالعة صعود الى الأعلى، وهذا يعني ان بمقدور الانسان ان يرى مدى أوسع، فما تراه من قمة جبل لا تراه وانت في سفح الجبل.





وسأل سيد العتاقي عن كيفية أختيار الكتب المناسبة ؟
فأجاب دكتور بلال عبد الهادي قائلاً :"الشكل خدَّاع، لذلك عليك أن تقرأ قبل شراء الكتاب : فهرس الكتاب، مقدمة الكاتب، مراجع الكتاب، فالمقدمة عادة ما تكشف الكاتب.
وعلينا ان نأخذ حذرنا من عناوين الكتب. فالعناوين- كما قال الراحل مصطفى لطفي المنفلوطي- خدّاعة.
ثم قبل شراء الكتاب نقرأ عيّنات منه، اذا اعجبنا اشتريناه، واذا لم يحرك فينا شيئا نعيده الى مكانه، فشراء الكتب كشراء الملابس، عادة نقيس الملابس، ونجرّبها قبل شرائها. فلنفعل هكذا بالكتاب، وتلك الطريقة بسيطة وفعالة. فالكتب اذواق كالأكل والشرب ، فما يعجب صديقي قد لا يعنيني...
الكتاب الذي لا تجد فيه لذة اتركه الى غيره ،و ليتعلم القارئ من النحلة كيف تختار الرحييق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف نزرع حب القراءة في الاطفال ؟
 وكيف نحول قرية من قرى الوطن العربي من أمية القراءة والكتابة الي قرية لها وعي ومعرفة ولديها مناعة ضد عمليات غسيل المخ من الاعلام والاستغلال الفكري ؟
ذكرت في مقال لي عن كتاب فرنسي اسمه "من يقرأ صغيرا يقرأ طوال عمره "إجابة عن القراءة في الكبر،  فيه تجربة عن إحدى المدن الغربية التي تخصص يوما للقراءة في كل المدينة، ونشرت الكتب في كل المحلات عند اللحام والخباز والسمان وسحبت كل الالعاب من دور الحضانة ، وجلبت مكانها لعبا ذات صلة بالكتب والقراءة والعاب الحروف والكلمات. كانت النتيجة ان الاطفال الذين كانت الكتب لا تعني لهم شئا ، أصبحوا مولعين بالكتب والقراءة.

هل من الممكن تحويل شخص أمي لا يقرأ إلي شخص يحب القراءة؟
أقترح دكتور بلال أن يبدأو بالقراءة عن أسماء الله الحسني ، و قال:"هناك علم حديث اسمه العلاج بالقراءة يسمي" البيبليوترابيا ، من وحيه كتبت مقالا بعنوان :"هوايتك هويتك" ،عن شخص غيرت القراءة حياته المادية والنفسية والروحية .
ما وجهة نظرك في ضيق افق الكثير من الخرجيين وعدم ارتباط الدراسة بسوق العمل قائلاً : هل يأتي ذلك من فشل المنظومة التعليمية في الوطن العربي والتزام الكثير من اساتذة الجامعات بكتاب واحد فقط ملزم للطالب وعدم اللجوء لقراءة المراجع ..؟
فأجاب قائلاً :" على الطالب ان لا يعتمد فقط على المقررات، عليه ان يكتشف طريقته بعينيه عبر التجوال في فضاء الانترنت، والطالب الذي يكتفي بمقررات الجامعة قد يحصل على شهادة، ولكن العلم الحقيقي الخلاق لا يحصل عليه الا بمجهوده الشخصي.
علي الكاتب أن يطارد المعنى لا اللفظ
بعض الأفراد يجدون في أنفسهم موهبة الكتابة ويعزمون علي تأليف الكتب ولكن بعدما يبدأوا لا يستطيعون الإكمال فبماذا تنصحهم؟
فرد:"الكتابة بنت القراءة، في نظري. والقراءة دم يضخ في افكارنا التي نكتبها. فاعطي وقتا للقراءة اكثر من وقت الكتابة. وبعد جمع الخلفية المعرفية الكاملة حول موضوع كتابك ، تبدأ في الكتابة ثم تعطيه لأهل التخصص، في هذا المجال لإعطاء رأي فيه ، وبعد إكتمال المراحل الأولى تتصل بدور نشر تهتم بالمجال الذي يتخصص فيه الكتاب،أما الأسلوب الخاص في الكتابه فيولد مع الوقت. من الطبيعي في البداية ان يتأثر الكاتب بمن يحب، ولكن حين يشتد عوده يكتشف أسلوبه الخاص وبصمته الذاتية. والمحافظة على الأسلوب الخاص هي بأن يكرّس الكاتب فكره وروحه للفكرة التي يكتبها أي يطارد المعنى لا اللفظ.

نصيحة لكل كاتب و قارئ يصيبه اليأس والإحباط
كل كاتب يكتب عليه أن لا ييأس، وليس بالضرورة أن يبدأ بكتاب. قد ينشر في مجلة أو جريدة. واليوم النشر متاح للجميع في زمن المدونات ومواقع الاتصال، فعلى الكاتب أن يعتمد استراتيجية قطرة الماء التي تحفر مع الوقت اقسى الصخور، ولعلّ قطره وقطره تصنع حفرة أعمق وأكثر تأثيراً.
القراءة رغم أهميتها إلا أننا نجد قراء بلا طموح ؟
قال دكتور بلال:انصح القارئ الذي يفتقد الى الطموح ان يقرأ كتبا عن الطموح والنجاح والفرح والأمل ، فالطموح يمكن ان يتعلمه المرء كما يتعلم القراءة والكتابة ، في مكتبتي كتب كثيرة عن الطموح واشير الى كتابات الكاتب الرحل ابراهيم الفقي فهي كتب موجودة كلها على الانترنت، وهي تساعد على غرس نبتة الطموح.
أختم بالقول: من اسماء الكتاب في العربية" سِفْر" ، أي بين الكتاب والسَّفر علاقة جميلة.
أليس الكتاب سفراً وتجوالا دائما في الحضارات والأفكار.
القارىء سائح لا يكفّ عن اكتشاف أماكن جديدة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق