الخميس، 19 مايو 2016

نصوص العناوين/ دراسة في تشكيل العناوين

نصّ محاضرة ألقيت في مؤتمر في الجامعة اللبنانية عن السيمياء
1) مقدمة
دراسة العناوين والكشف عما تحمله من مدلولات وتعقده من أواصر وصلات، خفية أو مرئية، مع النصّ دراسة حديثة الميلاد لم ينشط لها الباحثون إلا في النصف الثاني من القرن العشرين على مستوى التنظير. ولكن أودّ الإشارة بداية إلى أنّ الاهتمام بالعنوان لم يكن غائبا عن أذهان قدامى الكتّاب، وإنّما عن النقّاد والدارسين (الفكرة لا يدحضها كون الناقد كاتبا، فهو كان، فيما يبدو، يرى عناوينه ولكن لا يرى عناوين غيره!). إذ كان كلّ كاتب، فيما أظنّ، يضنى ويتعب في توليد عنوان كتابه، أو الكثير منهم، لأن الصناعة الأدبية البادية في كثير من العناوين العربية تشي بأنها لم تكن صناعة مرتجلة وإنما كانت تنطوي على كثير من الجهد والتفكير والعناء.

والعنوان في الكتابات العربية لعب دورا بارزا ولافتا، بل يمكن القول ان الأمّة العربية هي أمة عنوان بامتياز من حيث هي أمّة نصّ شديد الخصوبة والخصوصية، وكان القرآن بمثابة النص الأوّل والعنوان الأوّل أيضا.- وفي كتب علوم القرآن دراسات ثريّة حول التسمية القرآنية- (
[1])، وإذا ما التفتنا إلى الموروث الثقافي نجد أنّ الاهتمام بالعناوين يتجلّى في مجموعة كتب منها كتاب الفهرست لابن النديم الذي وضعه عام 377 للهجرة، وهو بحسب قول المؤلف "فهرست كتب جميع الأمم، من العرب والعجم، الموجود منها بلغة العرب"([2]).وكذلك الأمر فيما يخصّ كتابا آخر، وافر الثراء بالعناوين التي رصّعت فضاء الحضارة العربية، وسمه كاتبه الحاجي خليفة باسم شفّاف الدلالة على مقاصده وهو"كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون"، وإدراج كلمة الظنون في تضاعيف العنوان تفصح عن هاجس في ذهن الرجل بخصوص ما يعتري العناوين من غوامض تتطلب من يميط عنها لثام الظنّ.

وممّا لا ريب فيه أنّ دراسة العناوين مسألة تختلف عن محض ذكرها. وهذا أمر لم يكن من هموم من اشتغل على أرشفة عناوين الكتب. هل لغياب عناوين القصائد العربية، باستثناء العناوين الفونيمية، كأن نقول داليّة المتنبي أو تائيّة ابن الفارض مثلا، دور في عدم الالتفات إلى هذه النقطة؟ ولكن ماذا نقول عن الاهتمام لدى النقاد القدامى بمطالع القصائد التي لعبت دور العناوين؟(
[3]) وهنا أحبّ أن أشير إلى بعض التشابه بين أدوات درس المطالع أو فواتح القصائد بل وحتى أسماء السور وفواتحها وأدوات درس العناوين وما يتضمنه ذلك من إمكانيات بوسعها ان تستثمر في سبيل إنشاء "علم عنونة" ينبت من أديم النصّ العربي نفسه.([4])

2) موت المؤلف، حياة العنوان
موت المؤلف(
[5]) يعني في المدرسة النقدية الحديثة التي دعت إلى ذلك إفساح المجال أمام القارىء لممارسة سلطانه التأويلي على النصّ، فالنصّ اليوم يعيش تحت عباءة القارىء وليس المؤلف،كما بشّر بذلك أنصار نظرية التلقي، وهنا تجدر الإشارة إلى أن موت المؤلف تزامن أيضا (والأمر ليس محض مصادفة) مع ولادة الدراسات التي عززت من حضور العنوان وبروز دوره من حيث هو رسالة موجََّهة(بالفتح) إلى القارىء وموجّهة(بالكسر) لمجرى القراءة ([6]). وقامت هذه الدراسات بتفتيق دلالات العنوان من حيث هو نصّ مواز([7]) ومتفاعل تفاعلا حميما مع النصّ الموصول به.

والعلاقة بين الكاتب والعنوان علاقة أشبه بالصراع، ويتبدى ذلك وبشكل لا تخطئه العين من خلال استثمار الخطوط والألوان والأمكنة. إذ أننا نلحظ حتى على مستوى النظر العاجل في المطبوعات العربية والغربية على حد سواء ما يدعو إلى الحيرة، فلا نعرف أيّهما الأهمّ الكاتب أم العنوان؟ فالطباعة لم تحسم إلى الآن هذا الأمر، إذ نلحظ أحيانا، في ثبت المصادر والمراجع ان عنوان الكتاب يسبق اسم الكاتب، وأحيانا أخرى يكون السبق لاسم الكاتب إلا أننا نرى تمايز العنوان طباعة وحبرا، فهو طورا ببنط عريض خلافا لاسم الكاتب، وطورا بخطّ ممال، أي ان المسألة، طباعيا على الأقلّ، لم تحسم بعد بين الفريقين:أسماء المؤلفين والعناوين.ويمكن القول ان بين الكاتب وعنوان كتابه حرب مواقع تدور رحاها على صفحة الغلاف، حيث نرى عنوان الكتاب يعلو أحيانا اسم الكاتب، وان لم يعله تميّز عنه بحجم الخطّ أو نمطه أو لون الحبر، حيث نلحظ ان العناوين تأتي بأحرف أشدّ نصاعة وأكبر حجما، ولا ريب في ان تقنية الطباعة أدخلت مسألة جديدة لم تكن شديدة الألفة والحضور قديما وهي تقنية النقش الناتىء للعنوان التي تزيد من ألقه وبروزه الفعليّ.

3) العنوان عين الكتاب
اللافت للنظر في كلمة "عنوان" حين نريد ان نتبيّن أصلها اللغوي أو جذرها إنها كلمة محيرة، أربكت المعجميين وعذبتهم، وهذا الإرباك هو ابن طبيعتها الصوتيّة، ان الواو المدرجة في وسط الكلمة أوقعتهم في حيرة وتعب كما كانت حال ذلك اللغوي القديم الذي قال:"من فكّر في الياء أصيب بالإعياء"، وحرفا الواو والياء توأما علّة واحدة.

حين نفتش عن كلمة عنوان في معجم" العين"نجد ان كلمة عنوان مدرجة في مادة "عنو".(
[8]) ولم يلتفت الخليل في هذه المادة إلى المضامين التي تحملها الكلمة غير انه يشير إلى كون مفردة العنوان "مشتقّة من المعنى"([9]) أي ان الخليل يحيلنا إلى مادة أخرى وهي "عني" لتلمّس دلالات الكلمة.

أما في "لسان العرب" فان كلمة عنوان تأتي في مادة "عنن" وهنا تلفتنا استفاضة ابن منظور في ذكر الدلالات المتعددة للكلمة مع إعطاء شواهد نثرية وشعرية تضيء هذه الدلالات ومنها ان الكلمة تحمل معنى "الأثر"، وتفيد" الاستدلال"، و"التعريض" و"الظهور" أو "البروز" كما يشير صاحب اللسان إلى ان العنوان بمثابة" السمة" للكتاب. وهي كلها تشكّل شبكة دلالات شديدة الثراء . فضلا عن الأشكال المختلفة لكتابة هذه الكلمة منها "عنّان" معتبرا ابن منظور ان هذه اللفظة هي الأصل الصوتي ولكن طرأ عليها ما يعرف بالمخالفة الصوتيّة(
[10]) مما أدّى إلى ولادة مفردة جديدة نالت رواجا في الاستعمال وهي العنوان، وهي مفردة أنسلت، بدورها، تحت ضغط الإبدال الصوتي مرادفا لها هو "علوان".

وما يلفت النظر ان النحاس صاحب "عمدة الكتاب" يوسّع من آفاق هذه الكلمة من حيث ربطها بمعنى العناية (وهذا أمر دالّ على العناية التي يقوم بها أصحاب العناوين) والمثير في كلام ابن النحاس عن العنوان انه يعقد صلة بين العنوان والعين، ( والتقليب الصوتي في بعض الجذور العربية لا يسقط هذه المسألة من الاعتبار).فيقول" وان كان اشتقّ له[أي العنوان] من العين ليكون دليلا على صاحبه كالعين التي يستدلّ بها على الشيء"(
[11]). أيكون العنوان بهذا المعنى هو العين التي تغمز القارىء الافتراضي لجذبه وتحويله إلى قارىء فعلي للكتاب؟

4) وظائف العنوان
لعل أهم وظيفة يقوم بها العنوان هو قدرته على تسويق الكتاب، أي لا بد من الشروط الاغوائية والاغرائية وأيضا المراوغة التي يتطلبها أي تسويق.من هنا لجوء بعض النقاد إلى تشبيه العنوان بالقوّاد (
[12]) أو بالثياب الداخلية([13]). قد لا يكون بمستطاع اسم الكاتب نفسه القدرة على تسويق الكتاب، وهذا ما يحصل اغلب الأحيان، باستثناء نذر الأسماء، منها نزار قباني في العصر الحديث مثلا، مما يلقي على كاهل العنوان عبئا كبيرا، ومسؤولية كبرى، من هنا لجوء العنوان إلى بلاغة الإعلان، ليصل إلى يد القارئ وعينه.

متصفّح الكتب القديمة، يجد أنها اعتمدت إلى حيل كثيرة في جذب القارىء منها استخدام عناوين تنتمي إلى الحقل الدلالي للمرأة فيدعى الكتاب "دمية القصر" أو "ريحانة العاشق" أو "ريحانة القلوب" أو "عرائس المروج"أو "تاج العروس"أو" عرائس المجالس" أو تنتمي إلى حقل الفحولة بكل تضميناتها الجنسية كما نرى في عنوان كتاب الأصمعي "فحولة الشعراء"، أو "طبقات فحول الشعراء" لابن سلام الجمحيّ وقد ينتمي العنوان إلى مجال الطبيعة لتحفيز حاسّة من حواسّ متلقي العنوان، كحاسة الشمّ أو النظر أو اللمس، حيث نرى العناوين الفوّاحة من مثل "نفح الطيب"(
[14]) أو "زهر الآداب"([15]) . وقد يفتن العنوان القارئ لأنه مستمد من معجم الحلي والجواهر فالعنوان " عقد فريد"([16]) و"عقود زبرجد"([17]) و "وشذور ذهب"([18]) و"أطواق ذهب"([19]).أو "نثر درّ"([20]) أو"شجرة درّ"([21])

العنوان لافتة، بالمعنى الحرفي إذا عدنا إلى الدلالة اللاتينية، وبمعنى البروز إذا عدنا إلى معناه العربي، من هنا اعتبره محمد شكري أشيه بعرف الديك أو بذيل الطاووس(
[22])، ومعروف الدور الاغوائي لكل من ذيل الطاووس وعرف الديك، أما دريدا فاعتبره بمثابة الثريا التي "تشرف وتشرق" على النصّ([23]). وأشير أيضا إلى ذلك الرابط بين العنوان والعنان وكلاهما من جذر واحد بحسب بعض المعجميين وهذا يعني، بشكل من الأشكال، أن العنوان "عنان" يقود القارىء إلى النص كما يقود إلى مسار النصّ في آن.

5) ميلاد العنوان
ان العنونة وسم وتسمية، وفيها ما في التسميات من مصادفات وأقدار واختيارات أيضا، ولا ريب في أنها تمرّ بمخاضات لا تخلو من مكابدات، والكتّاب يعرفون كم أجهضوا من عناوين كادت تزيّن اغلفة كتبهم لو لم تستبدل في اللحظات الأخيرة وهنا أيضا تحلو دراسة العناوين الملغاة، أو قراءة "عناوين ما قبل الولادة"(
[24]) وهي تنتمي إلى جملة النصوص الموازية لأنها تعين وتضيء سيرة حياة العنوان وهذا أمر لم يؤخذ كثيرا بعين الاعتبار فيما أتصور في دراسة النصوص التي كان ممكن ان تتوجها هذه العناوين لان هذه العناوين بمثابة خيوط ينسج منها حكما ضوء جديد على النصّ وعلى الشكل النهائي الذي استوى عليه العنوان. وأظن الحيرة أو "التردد"([25]) التي تنتاب المؤلف أو واضع العنوان تعود إلى وجهة النظر التي تحكم النص المكتوب، فهو في مجال القصة قد يتردد بين ان يكون مكان الحدث هو مولد العنوان وبين ان يكون الزمان هو الذي يختار ليعلو النصّ أو ان يكون القائم بالأحداث، أو ان يريد الكاتب من العنوان ان يكون معتما يدفع الدلالة صوب الإلغاز.هنا استشهاد من ايكو

وعليه فانه ليس من السهل ولادة العنوان.، مخاضه عسير، تماما كمخاض أسماء الأعلام، التي تشترك في صنعها المصادفات والأقدار والاختيارات طبعا، فمن العناوين ما يكون جاهزا، سهلا، كاسم وليد بكر العائلة الذي لا يلاقي صعوبة في تسميته. فالاسم حاضر قبل مجيء الصبي(في المجتمعات العربية على الأقلّ) أي ان اسمه يخالف القول الشائع الذي يقوم على تأجيل التفكير بالاسم. ولا ريب في اختيار الاسم مسؤولية أو وعد(
[26])، وفيّ أو مراوغ، لأنه يقوم بدور المفتاح إلى دهاليز النص، ولا أحد ينكر دور الاعتباط في اختيار بعض الأسماء([27])، إلا أننا لا يمكن ان نجزم بان كل الأسماء اعتباطية، أو ان شئنا هي اعتباطية نسبية على ما يذهب إليه دي سوسير([28]) في تعليله لبعض الصلات غير الاعتباطية القائمة بين الدالّ والمدلول. فعنوان" الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل" يخلو تماما من الاعتباطية وهو عنوان لا يمكن لنا إلا أن نستشف منه مسار السرد في الرواية الشهيرة للكاتب الفلسطيني إميل حبيبي القائم على المفارقة والتضاد وهو هنا كالدخان المتوالد من لهب النصّ نفسه.

6) العناوين المحظورة
ثمة عناوين ممنوع استخدامها، في العالم العربي على الأقلّ، فالتابو صارم، إلا ان من طرائف الأمور ان العنوان قد يكون ممنوعا وليس ما وراء العنوان، والتحريم مسألة نسبية ومتغيرة فما هو مباح اليوم قد يحرم في الغد شأنه شأن الكلمات التي لا تثبت على دلالة واحدة. وما لا ينال شبهة اليوم قد يتغير فيما بعد، ويذكر الكاتب سهيل إدريس وهو خبير بالعناوين بصفة مزدوجة من حيث هو أديب ومن حيث هو صاحب دار نشر، يذكر في مذكراته التي كتبها مؤخرا الجزء الأوّل ما يلي بخصوص عنوان من عناوين شعر نزار قباني، " وفي هذا السياق تحدثت عن نقد أنور [المعداوي] لديوان الشاعر نزار قباني بعنوان "طفولة نهد" أو "طفولة نهر" على ذمة منضّد حروف الرسالة، وواضح انه تشويه مقصود لجأ إليه الأستاذ [احمد حسن ] الزيات تحرّجا من ذكر كلمة "نهد"، وهو تزمت مزعج دون شكّ!"(
[29]). وهو هنا بقدر تنديده بموقف الزيّات المتزمّت بحسب قوله بقدر ما يندّ هذا التنديد عن صلة العنوان بالواقع الاجتماعي الذي يشكّل رقيبا قاطع المقصّ والكلمة. التحريف هنا يقوم بوظيفة التغليف القاتم لبعض الدوريات الغربية الإباحيّة. ومن الطريف أيضا ان عنوان كتاب ما قد يختفي أحيانا من مقابلة مع إحدى الصحف بسبب ملامسته لما يعدّ من المحرّمات، وهنا أذكر مقابلة مع الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي، عن روايتها "ذاكرة الجسد" في إحدى المجلات النسائية (هي) حيث تمّ استئصال العنوان من المقابلة بأسرها فأضحى الكلام يدور على قصة لا يملك عنوانها حقّ المشاركة والحضور، مما أدّى إلى ملابسات والتباسات فريدة الدلالة على واقع المحظور في العالم العربي. ويذكر الشاعر محمد علي شمس الدين ان ديوانه "غيم لأحلام الملك المخلوع" لا يحقّ له عبور حدود الدول العربية الخاضعة للنظام الملكيّ لأنه يفتح عين القارىء على إمكانية خلع الملوك([30]). هذا لا يمنع بعض الكتاب أو بعض الناشرين من اللعب على العنوان، أو اللعب على استفزاز المشاعر الدينية ككتاب " الدنيا أحلى من الجنّة"([31])، أو كتاب بعنوان صريح الإطلالة على المحرّمات "النصوص المحرّمة"([32]). والمحظور لا يكتمل حضوره وسلطانه إلا بخرقه. وما نلحظه ان الاعتراض على بعض الكتب لا يكون بسبب محتوى الداخل وإنما على رعونة وجرأة محتوى الخارج، أي الغلاف، وتعديل أو إزالة الدال المثير من العنوان دون المس بالداخل لا يعيق الكتاب من التداول. هذا ما حصل لديوان شعر بعنوان "أعتقد أنني سكران"([33])، حيث بترت الرقابة في إحدى الدول العربية طرفا من أطراف العنوان وهو كلمة "سكران"، وأبقت "أعتقد أنني..." مبتورة على الغلاف وسمحت بعد ذلك، بإدخال العنوان الأبتر إلى المعرض، أي ان بمكنة الرقابة أن تستحدث عناوين لكتب ليست مقطوعة من شجرة.

7) كتاب بعناوين كثيرة
هناك كتب تعيش باسمين أو أكثر، من دون رغبة من الكاتب أو برغبة منه، أتوقف عند كتاب تراثي للنحّاس، وهذا لا شك يوقع كثيرا من الناس في الالتباس. لا يد للكاتب القديم فيما أتصور في اللعب بأسماء عناوينه وتغييرها، فالميت لا يلام. انها لعبة النسّاخ والمحققين، والمحققون أحيانا يتصرفون بالكتاب وكأنه ابن قاصر لهم، بل يقومون بما لم يخطر على بال الرقيب نفسه ان يقوم به. للنحاس كتاب بعنوان "صناعة الكتاب"، ولكن يصعب فيما يبدو معرفة الاسم الأصلي، فالكتاب مذكور بعدة أسماء: "صناعة الكتاب"و "كتاب الكتاب"و"أدب الكتاب"و "صنعة الكتاب"و"أدب الكاتب"و"مراتب الكتاب"و"وكل ما سبق علم على مضمون واحد"(
[34]). يبدو ان الكاتب كان لا يملك القدرة على الاحتفاظ بعنوان كتابه، في الزمن القديم خصوصا.

8) عناوين منحولة
يذكر الجاحظ انه في بداية اشتغاله بالحرف كان يكتب الكتاب وينسبه إلى غيره(
[35])، ولم يكن الجاحظ هو أول من فعل ذلك، في أدبنا العربي، إلا ان له فضيلة الاعتراف، ويبدو ان الآخرين أغاروا على اسمه وانحلوه كتبا وأنسلوه عناوين ليست من صلبه. إذ وصلتنا كتب منسوبة للجاحظ، منها كتاب "المحاسن والأضداد، و كتاب" التاج" الذي تحوم حول نسبته للجاحظ شبهات كثيرة. ومسألة الانتحال مسألة طويلة عريضة في تراثنا العربي، في المجال الأدبي وفي المجال الديني أيضا، فالأحاديث النبوية لم تنج من ذلك. إلا ان قضية العناوين المنحولة، تترك خلفها مشكلة سوريالية إذا صح التعبير وهو أن الموتى لا يكفّون عن توليد الكتب والعناوين.

9)واضع العنوان: الكاتب أم الكتاب؟
أشير هنا إلى خاصية بعض الكتب العربية التي لم يكن لكاتبها يد في وضع عناوينها، وهذا ممكن الحدوث، بل يمكن القول انه من الممكن ان لا يعرف الكاتب عنوان كتابه، كما يتعذّر علينا معرفة ما إذا كان الكاتب راضيا أم لا عن عنوان كتابه. غياب الكاتب قبل ان ينتهي من وضع اللمسات الأخيرة على كتابه أمر ممكن، بل هو حاصل ويحصل باستمرار. ومن هذه الكتب كتاب سيبويه الذي قضى نحبه قبل ان يضع خطبة كتابه أو مقدمته وقبل ان يسم كتابه بالاسم الذي أراده.الكتاب عار من التسمية، ولكن لم يجرؤ احد فيما يبدو إلى نحله اسما، فوصل الينا تحت اسم الكتاب،و الكتاب بهذا التجريد في التسمية اكتسب شيئا من التمجيد. منحه ميزة لم ينلها غيره من الكتب إلا نادرا. ولعل هذه التسمية المميزة هي التي شجعت بعض النحاة إلى إضفاء لقب شديد الفرادة لا يخلو من جرأة وطرافة في آن وهو "قرآن النحو"، أي ان الحياة عوّضته اسما خيرا من اسمه الذي أجهض.

وأشير إلى نمط آخر من التسمية وهي كانت شائعة في التراث السامي، وهي تسمية الكتاب بفاتحته أي ان فاتحة النص تكون بمثابة الرحم التي ينبثق منها الاسم، ومن هذا النمط معجم العين للخليل، لم تأت تسميته إلا من كون الكاتب بدأ معجمه بحرف العين، وكتاب القرآن أيضا لم يكتسب اسمه إلا من الآية الأولى(إقرأ)، وحين نعرف ان ترتيب المصحف غير ترتيب النزول ندرك ان عنوان القرآن ينتمي إلى الشفاهية لا إلى المكتوب، لانّ" إقرأ" هي التي افتتحت التنزيل.

ونعرف ان أبا تمّام لم يسمّ كتابه ب"ديوان الحماسة" إلا لأنه بدأ بالأشعار التي تنطوي تحت هذا الغرض الشعريّ، ولو بدأ بالهجاء أو المديح لكان عنوان الكتاب تغيّر ولجرّ ذلك تغيير عناوين كتب كثيرة كانت لا تزال في رحم الغيب، منها حماسة البحتريّ، وحماسة الشجريّ، وغيرها من الحماسات(
[36]). هنا نلحظ ان العنوان قادر على ان يتخطى نفسه، حين يكون له من القوة ما يساعده على التحول إلى جنس أدبي، كما نرى ذلك في عنوان مقامات بديع الزمان الهمذاني، التي استطاعت ان تتحول إلى رحم مخصاب أنتج عدة عناوين أخرى، مقامات الحريري، مقامات الزمخشري، مقامات السيوطي، وصولا إلى مقامات اليازجي التي وان أعطاها عنوانا آخر " مجمع البحرين" فهو في العنوان متأثر بالمقامات من حيث احتواء هذه الأخيرة على مجمع البحرين أي على بحر النثر وبحر الشعر.

أشير هنا إلى ناحية لا ريب في ان دراستها مجلبة لمتعة ونجعة وهي التناصّ في العنونة، فان" أسواق الذهب" لأحمد شوقي كعنوان هو وليد عنوان آخر لكتاب وضعه الزمخشري تحت اسم" أطواق الذهب"، والتناص في العنونة مسألة لا تزال سارية المفعول إلى اليوم، وتكفي الإشارة إلى سلسلة العناوين الكثيرة التي أنجبها عنوان كتاب الطاهر بن جلّون "العنصرية مشروحة لابنتي". يشير المعجميون إلى طبائع الجذور اللغوية العربية، فمنها المنجاب، ومنها قليل الإنجاب، ومنها ما هو عقيم، ويبدو أن أمر العناوين لا يبعد كثيرا عن أمر الجذور العربية.

ولنا في التراث العربي بعض العناوين التي لا نعرف من واضع عنوانها، وهي تنتسب إلى أشخاص كالمفضليات(
[37] )والاصمعيات([38])، هل وضعها صاحب المختارات أم الحقت به من قبل الآخرين، تلاميذ أو غيرهم، وهذه العناوين لمن لا يعرفها توقع في الشرك فحين نقارن الاصمعيات بالشوقيات نجد ان العنوانين يحيلان إلى شخصين إلا ان الأوّل يحيل إلى راوٍ، بينما الثاني يحيل الى الكاتب .

رغبة الكاتب لا تتحقّق دائما في عملية اختيار العناوين، فرأس المال يتحكم أحيانا حتى بالعناوين، ولامبرتو ايكو قصة مع روايته اسم الوردة، فهي تسمية ليست من صنعه وإنما من صنع الناشر، كان يريد امبرتو ايكو تسميتها بـ"دير الجريمة" أو بـ" ادسو ماك" إلا ان الناشر لم يحبّذ انتماء عنوانها إلى العناوين البوليسية أو أسماء العلم.(
[39])، وهنا نلحظ دور الناشر في عملية تعميد الكتاب بعنوان جديد.

10) العنوان والسياق
يلعب السياق دورا هامّا في عملية مواجهة العنوان وتأويل معناه وتعديل مساره، يقول رولان بارت ان تغيير عنوان النص يغير النصّ وهذا صحيح إلى حد بعيد في الكتابات الإبداعية، الشعريّ منها والنثريّ، فالإنسان لحظة احتكاكه بكتاب شعري غير لحظة احتكاكه بكتاب نثري روائي أو قصصي. لغالب هلسا كتاب بعنوان " الوقوف على الأطلال"(
[40])، وغالب هلسا ناقد وروائي مما يجعلنا نواجه احتمالات متعددة لقراءة العنوان. العنوان هنا لا يمكن له ان يحدد بمفرده نمط الكتاب أو جنسه. هل هو كتاب في قراءة الغرض الشعري الذي احتلّ موقعا مميزا في القصيدة العربية،وفي التراث العربي أم شيئ آخر، ان تذييل صفحة الغلاف بكلمة رواية تزيل الالتباس ولكنها لا تمحو ذاكرة العبارة، وتهيىء القارىء لقراءة شيء آخر من خلال وضع كلمة رواية على الغلاف. كما ان العنوان لا يملك معنى ثابتا. فالكلمة، بداية، لها ذاكرتها المقرونة بما في ذاكرة القارىء من دلالات وخبرات معها، ولكن هذه الدلالات تتعدل ذهابا وإيابا في عملية القراءة، أي ان دلالات العنوان تتغير مع كل نقلة عين في النص، إلى ان تصل إلى ختام المقروء، هنا تكتمل قراءة واحدة من قراءات العنوان المفتوحة. بحكم أن كلّ قارىء يرى في النصّ ما لا يراه غيره. ومن الطرائف في أمر القراءة، التضليل الذي يمكن أن يسببه خطأ ما متعمّد أو غير متعمّد، وهنا أحيل إلى نصّ "حكايتي شرح يطول"([41]) للروائية حنان الشيخ حيث عمد الناشر إلى وضع كلمة رواية على الغلاف، أي وسم النص بجنس أدبي معيّن، وهذا أدّى إلى قراءة مضللة للكتاب لان الكاتبة تعلن إن "حكايتي شرح يطول" لا صلة لها بالجنس الروائي، فهي سيرة والدتها، ولكن كلمة "رواية" في ذيل الغلاف غيّرت مجرى النصّ ومجرى القراءة، وعلاقة القارىء مع النصّ، هذه البلبلة الطريفة نقلت النصّ من حيّز السرد الواقعي إلى حيّز المتخيل السردي، وهذا لا ريب يولد أفق قراءة مغايرا تماما لما أرادته الكاتبة. والعبارة تتغير دلالتها بتغير موقعها وتتغير طبيعتها اللغوية واكتفي بمثال واحد، هو عبارة دعائية لجريدة "الحياة "تعلن فيها الجريدة أنها تطبع في نيويورك، والعبارة "الحياة تطبع في نيويورك" لا تعدو كونها خبرا وإعلانا وإبلاغا نثريا لا أكثر ولا أقلّ، ونثريّة العبارة وليدة اسم جريدة" الحياة"، إلا أن الشاعر سامر أبو هوّاش([42]) اصطاد العبارة ونقلها من محيطها النثريّ إلى محيط شعريّ ووضعها عنوانا لأحد دواوينه، وكان هذا تغييرا جذريا للحمولة الدلالية العبارة برمّتها.

11) قراءة في نصوص العناوين

أ- عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات
ما يلفت النظر في كتاب القزويني هو اهتمامه بالعنوان اهتماما ملحوظا، إذ لا يكتفي على غرار كثيرين صاغوا عناوينهم هذه الصياغة القائمة على السجع والتوازي، وهي عادة استمرت قرونا، وهذا العنوان المشغول كغيره من العناوين يعتبره البعض من علامات الاهتمام بالقشرة اللغوية لا غير(
[43] )، ولكن ما يميّز عنوان القزوينيّ في بداية كتابه هو الاهتمام المفصل بدلالات كل كلمة فيقوم بشرح وتعليل هذه التسمية ثم يشرح معنى كل كلمة من الكلمات ليس تفسيرا لغويا باردا، وإنما تفسيرا فلسفيا وأدبيا ودينيا. وكلّ كلمة من كلمات العنوان الأربع استمدت منه مقدمة كما سماها.المقدمة الأولى في باب العجب(10-13)، المقدمة الثانية في تقسيم المخلوقات(14-15)، المقدمة الثالثة في معنى الغريب(15-18)، المقدمة الرابعة في تقسيم الموجودات(18-19)، ينهيها ببيتي شعر، يكشفان سريرة العنوان:
ولله في كل تحريكة وتسكينة أبدا شاهد
وفي كل شيء له آية تدل على انه واحد
[44]
ولا ريب ان عنوان الكتاب وما فاض عنه من شروحات في المقدمة يرجحان كون الكتاب نابتا من رحم العنوان، بخلاف أنماط أخرى من الكتب يأتي فيها العنوان بعد ولادة الكتاب. وذلك بسبب هذا التلاحم العضوي بين العنوان ومقدماته الأربع الطوال. وان كانت خطبة الكتاب كما كانت تسمى قديما هي إعلان عما في داخل الكتاب نرى الخطبة هنا فتح صدفة العنوان لتبيان ما في جوف الصدفة من دلالات محكومة بالحكمة.

ب- تخليص الإبريز في تلخيص باريز (الديوان النفيس بإيوان باريس)
يستوقفنا في العنوان الجناس المصحف بين كلمتي تخليص وتلخيص ثم بين كلمتي إبريز وباريز. ولكن المؤلف لا يبدو انه يكتفي بعنوان واحد لكتابه فإذ به يلجأ إلى عنوان آخر ، والعنوان الثاني لا يخرج عن نمط العنوان الأوّل من ناحية عدد الكلمات ومن ناحية نمط التركيب" الديوان النفيس بإيوان باريس".

ما نلاحظه في العنوانين وجود كلمة غريبة، كلمة مجهولة، لم تظهر في اللغة العربية قبل أوائل القرن التاسع عشر، هي اسم العاصمة الفرنسية. فلم يذكر "باريس" إلا نقولا الترك الذي عاصر حملة نابليون وأرّخ لها. ويبدو من تردد كتابة رفاعة في كتابة هذا الاسم بين السين والزاي، كما لو انه يخطّه بالحروف العربية للمرة الأولى. وسواء كتب باريس أو باريز فهو ينظم الكلمة الجديدة في سلك عنوانه، باريس التي ترمز إلى حضارة العالم الحديث تتجاوب مع ألفاظ عبارة عربية بالية الاستعمال أو نادرته، هنا لقاء القديم والجديد، هذه الثنائية بين القديم والحديث يعادلها ثنائية في اسم باريز /س (
[45]). ألم يكن الخلاص من وطأة القديم في أخذ خلاصة الدرس من الغرب الذي كان يتجلى آنذاك في باريز/س؟

ان غرض كتابه موجود في عنوانه فقد " كان استخلاصا للذهب من مقامه الثمين في باريز، وتلخيصا لمعارفة التي استقاها عن باريس ومعارفه التي حصلها في باريس.(
[46])

ولعب الكتاب دورا هاما أي حقق جزءا من هدفه المتمثل كما ورد في فاتحة النصّ "أن يوقظ من نوم الغفلة أمم الإسلام من عرب وعجم." (
[47])، أشير أخيرا إلى ان الثنائية في العنوان هي الثنائية نفسها في شخص رفاعة الطهطاوي الواقف بين حضارتين، فهذه الثنائية في العنوان هي ثنائية الطهطاوي نفسه الإمام الأزهري المعمم الذي يطوي تحت عباءته وعمامته روحا باريزية لا يخطئها قارىء الكتاب.

ج- حديث عيسى بن هشام
أول ما يلفت النظر في عنوان الكتاب انه يحيل إلى شخصية تراثية متخيّلة، أي شخصية لم يكن لها وجود حقيقي في عالم الناس، وان كان تأثيرها كبيرا في أقلام عدد كبير من الكتاب في العربية بل وتعدى أثرها إلى بعض الكتابات العبرية في العصر الوسيط(
[48])، إذ ما ان تقرأ العين العنوان والاسم حتى تستعيد الذاكرة التراثية فنّ المقامات ولا سيما مقامات بديع الزمان الهمذاني بحكم ان عيسى بن هشام هي الشخصية الرئيسية في المقامات، وهي شخصية لحمتها الحيلة وسداها المغامرة. هنا يحيلنا الكاتب إلى المقامات إلا أننا ندرك ان الكاتب لم يرد استعمال كلمة مقامات وإنما فضل اللجوء إلى كلمة حديث، وهذه الكلمة أيضا غنية الدلالة خصوصا أنها كلمة لها ظلّ ديني حين يحيل إلى أحاديث الرسول. العنوان ذو حمولة دلالية غنية تفسح أفق انتظار يهيىء للقارىء ان يلج الكتاب من مدخل العارف، ولكن سرعان ما يصطدم في فاتحة الكتاب بشخص آخر لا صلة له ببطل الهمذاني، ثم انه يروي شيئا لا وجود له تماما كشخصية عيسى ابن هشام، وهو شخصية تنتفض من قبرها وتستوي بشرا سويا، هنا يعود القارىء فيما أظن إلى العنوان لتعديل دلالته أو إضافة بعض المعاني التي لم تكن لتخطر له، ربما، على بال، فالقراءة، أية قراءة بحكم أنها علاقة ذهاب وإياب دائمين في النص، تفرض تغيرات في طريقة التلقي، ان الميت الحيّ تربط العنوان بالسيد عيسى الذي نهض من موته بحسب التفسير المسيحي، وهذا يمنح إضاءة جديدة يستعين بها القارىء في قراءة العنوان وفي قراءة نصّ الحديث نفسه، وقصة الميت الذي يستعيد حياته بعد فترة قرن من الزمان تقريبا تحيل أيضا إلى "أهل الكهف" ([49] ) والكاتب يعمد إلى هذه الحيلة الخيالية ليكسب البطل سلاحا لا يملكه الأحياء وهو الدهشة"دهشة الحيران"([50]) ، مما يخوّله رؤية التغيّرات التي كانت تحصل في مصر، في فترة التحوّلات إبّان الوجود البريطانيّ في مصر.

خاتمة
إن كل قراءة لا تعدو كونها تأويلا، أو قراءة "مغرضة"(
[51]). وبحسب مقولة عبد الفتاح كيليطو ان القارىء شبيه، بشكل من الإشكال، ببروكوست، قاطع الطرق والأرجل، أي ان القارىء يمارس "قطع رجلي النصّ"([52]) أو مطّهما، ولا أنكر ان قراءتي للعنوان لا تخلو من بعض البتر، إذ هي لا تستنفد كلّ الدلالات الثاوية في تضاعيف كلمات العناوين. فما زال العلم بكراً، وأرضاً لم تستصلح كلّ تربتها بعد.ولكن لا ريب في أن الانغماس في عوالم العناوين بكل أبعادها وتجلياتها قمين باستحلاب جماليات بذور النصوص الكامنة في العناوين كمون الشرر في الحجر.


د. بلال عبد الهادي
أستاذ في الجامعة اللبنانية
كلية الآداب- الفرع الثالث




******





























مسرد المصادر والمراجع


1. ابن رشيق، العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، ت:محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الجيل، بيروت، 1981.
2. ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، د.ت.بيروت.
3. ابن النديم، الفهرست، ت:إبراهيم رمضان، دار المعرفة، بيروت، 1997.
4. أنور لوقا، عودة رفاعة الطهطاوي، دار المعارف للطباعة والنشر، تونس، 1997.
5. بسمة الخطيب، كيف نجد عنواناً، تحقيق منشور في جريدة السفير، بتاريخ 25/3/2005.
6. أحلام مستغانمي، ذاكرة الجسد، دار الآداب، بيروت، 19
7. أحمد إبراهيم الهواري، نقد المجتمع في حديث عيسى ابن هشام للمويلحي، دار المعارف، القاهرة، ط1، 1981.
8. احمد مختار عمر، دراسة الصوت اللغوي، عالم الكتب، القاهرة، 1981.
a. بسام قطوس، سيمياء العنوان، وزارة الثقافة، عمّان، 2001.
9. البقاعي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، ت:عبد الرزاق غالب المهدي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1995.
10. الجاحظ، رسائل الجاحظ، ت:عبد السلام محمد هارون، ج1، دار الجيل، بيروت، 1991.
11. جميل حمداوي، السيميوطيقا والعنونة، عالم الفكر، م 25، ع3 ،1997.
12. حسين محمد نقشة، حماسة أبي تمام وشروحها، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1987.
13. حميد لحمداني، عتبات النصّ الأدبي، علامات في النقد، جدّة، م12، ج، 46.
14. خالد البري، الدنيا أحلى من الجنة، سيرة أصولي مصري، دار النهار، بيروت، 2001.
15. الخليل بن احمد الفراهيدي، ترتيب كتاب العين، ت:مهدي المخزومي وآخرين، انتشارات اسوه، قم، 1414هجرية.
16. رفاعة رافع الطهطاوي، تخليص الإبريز في تلخيص باريز، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1993.
17. الزركشي، البرهان في علوم القرآن، ت:محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الجيل، بيروت، 1988.
18. سامر أبو هواش، الحياة تطبع في نيويورك، دار الجديد، 1979، بيروت.
19. سهيل إدريس، ذكريات الأدب والحب، ج1، دار الآداب، بيروت، 2002.
20. السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1987.
21. شبيب الأمين، اعتقد أنني سكران، دار الجديد، بيروت، 1994.
a. عادل الاسطة، النص الموازي في "الوقوف على الأطلال"، عن الانترنت. www.najah.edu/arabic/articles/75.htm - 122k -
22. عبد الفتاح كيليطو، الغائب، دار طوبقال، المغرب، 1987.
23. عبد الفتاح كيليطو،الحكاية والتأويل،دار توبقال،المغرب،1988.
24. عثمان بدري، وظيفة العنوان في الشعر العربي الحديث:قراءة تأويلية في نماذج منتخبة، المجلة العربية للعلوم الإنسانية، الكويت، ع81، 2003.
a. عصام العسل، ثريا النص، قراءة في شعرية العنوان، من موقع الإمبراطور،على الانترنت. / Shaitalaika_Stuff/Shaitalaika61.htm - 32k
www.alimbaratur.com/All_Pages

25. القزويني، عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات، دار الشرق العربي، بيروت، د.ت.
26. محمد فكري الجزار، العنوان وسيميوطيقا الاتصال الأدبي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1998.
27. محمد المويلحي، حديث عيسى ابن هشام، كتاب الهلال، جزءان، ع 97و 98، القاهرة،1959.
28. محمد الهادي المطوي، شعرية عنوان كتاب الساق على الساق في ما هو الفارياق، عالم الفكر، الكويت، م28، ع1، 1999.
29. محمود الهميسي، براعة الاستهلال في صناعة العنوان، الموقف الأدبي، دمشق، ع313، 1997.
30. ميجان الرويلي، قضايا نقدية ما بعد بنيوية، النادي الأدبي بالرياض، 1996.
31. النحّاس، عمدة الكتّاب، بعناية بسام عبد الوهاب الجابي، دار ابن حزم، بيروت، 2004.

a. Ferdinand DE SAUSSURE، Cours de Linguistique Générale، Payot، Paris، 1982. -
32. Gérard GENETTE، Seuils، Paris، Le Seuil، 1987.-
[1] هذه النقطة يجدها القارىء مفصّلة في كتب علوم القرآن ككتاب" الإتقان في علوم القرآن" للسيّوطيّ, ج1, ص 111- 125, و"البرهان في علوم القرآن" للزركشي, ج1, ص273- 282.[2] الفهرست, ابن النديم, ص 7.[3] ينظر ما كتبه ابن رشيق في كتابه "العمدة" تحت باب "في المقاطع والمطالع" ج1, ص215- 224.[4] وهذا ما يقوم عليه تفسير البقاعي في كتابه "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور".[5] حول نظرية موت المؤلف, ينظر قضايا نقدية ما بعد بنيوية, ص 129-141.[6] القصد ان الكاتب وهو يضع العنوان لا يغيب عنه القارىء, كما لا يغيب عنه النص الذي بين يديه.[7] ينظر حميد لحمداني, عتبات النص الأدبي, ص22 وما بعدها.[8] ترتيب كتاب العين, ج2, ص1300[9] ن.م.ص 1300[10] ينظر احمد مختار عمر, دراسة الصوت اللغوي, ص 329.[11] عمدة الكتاب, النحّاس, ص457.[12] عبارة استخدمها الكاتب, ينظر Gerard GENETTE, Seuils,ص[13] كينو, ورد الشاهد في معجم روبير الكبير.تحت مادة titre[14] للتلمساني.[15] للحصري.[16] لابن عبد ربه.[17] للسيوطي.[18] لابن هشام النحوي.[19] للزمخشري.[20] للآبيّ.[21] لأبي الطيّب اللغوي.[22] عصام عسل, ثريا النص.[23] الغائب, عبد الفتاح كيليطو, ص 27.[24] Genette, seuils, p,70[25] op.cit.p,70[26] op.cit.p,[27] كعنوان كتاب "ذاكرة الجسد"لأحلام مستغانمي, بحسب ما أخبرتني خلال محادثة هاتفية.[28] De Saussure,Cours de Linguistique Generale,p.181[29] سهيل إدريس, ذكريات الأدب والحبّ, ج1, دار الآداب, بيروت, ط 1 ,2002.[30] بسمة الخطيب, تحقيق في جريدة السفير.[31] منشورات دار النهار.[32] دار رياض الريّس[33] للشاعر شبيب الأمين.[34] عمدة الكتاب, ت:الجابي,ص 15[35] الجاحظ كتاب فصل ما بين العداوة والحسد, رسائل الجاحظ, ج1, ص 351.وقوله"وربما ألّفت الكتاب[...], فأترجمه باسم غيري, وأحيله على من تقدمني عصره مثل ابن المقفع والخليل".[36] ينظر حماسة أبي تمام وشروحها ص 86-89[37] للمفضل الضبي.[38] للأصمعي.[39] عصام العسل,ثريا النصّ.[40] مرجع من الانترنت[41] صادرة عن دار الآداب 2004.[42] صدر الديوان عن دار الجديد.[43] ينظر عصام عسل, ثريا النصّ.[44] ن.م.ص 19[45] عودة رفاعة الطهطاوي, أنور لوقا, ص 74-75.[46] ن.م. ص.149[47] رفاعة الطهطاوي, تخليص الإبريز, ص63.[48] تخطى تأثير فن المقامة اللغة العربية, وقلدته بعض الآداب المتصلة بالعربية, كالأدب الفارسي والأدب العبري, ينظر مادة "مقامة" في الموسوعة الإسلامية.[49] يشير الهواري في كتابه "نقد المجتمع في حديث عيسى بن هشام", ص 128, إلى أنّ المويلحي استوحى مادته الروائية من قصة " أهل الكهف" القرآنية.[50] عبارة استعملها محمد مهدي علام, الهواري, ص 280.[51] كيليطو, الحكاية والتأويل, ص 21.[52] ن.م. ص 21.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق