الأحد، 13 مارس 2016

الحاج نور الدين الصيني米广江، أحد أبرز رواد ومجددي فن الخط العربي المعاصر




الحاج نورالدين، واسمه الصيني مي قوانغ جيانغ(米广江)، ولد في مقاطعة شاندونغ لعائلة صينية مسلمة عام 1963، وحصل على الإجازة في فن الخط العربي بمصر سنة 1997، ثم عاد إلى الصين لتدريس الخط العربي بجامعة العلوم الإسلامية بشنتغشو الصينية. بعد أن عاد إلى بلده، وفتح ورشات الخط العربي، سرعان ما سطعت شهرته في أرجاء الصين والعالم الإسلامي، بإبداعه وتجديده في هذا الفن العريق، وحازت أعماله الكاليغرافية شهرة واسعة في مختلف الأوساط الفنية العالمية، حيث قام المتحف البريطاني في عام 2005 بإقتناء لوحة " أسماء الله الحسنى"، ليعرضها بصفة دائمة، كما أختير من 2010 إلى 2015 لأربع مرات متتالية من بين أهم 500 شخصية في العالم الإسلامي. وعرضت أعماله في عدة متاحف عالمية، مثل المتحف البريطاني ومتحف أصلان بسان فرانسيسكو والمتحف الوطني بسكوتلاندا ومتحف جامعة هارفرد وغيرها.

إلى جانب إبداعه في فن الخط العربي، تميز الحاج نور الدين الصيني، بأسلوبه الصيني الفريد، حيث يعمل على مزج فن الخط العربي التقليدي بتقنيات ووسائل الكاليغرافية الصينية التقليدية، في لوحات لا تعبر عن أسلوب فني رائع فحسب، بل تجسد تمازج بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافة الصينية، وتعيد إلى أذهاننا علاقات التأثر والتأثير الحضاري التي نشأت على طريق الحرير منذ القرن السابع الميلادي بين الحضارة العربية الإسلامية والصين، وتبعث على التفاؤل بإنبعاثها من جديد في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، خاصة في ظل وجود فنانين يعبرون على هذه الروح، مثل الحاج نور الدين الصيني. وفي تقديمه للأسلوب الصيني لفن الخط العربي، يقول الحاج نور الدين في مقابلة أجرتها معه شبكة الشعب على هامش معرضه الذي إنتظم مؤخرا بجامعة بكين، أن الفارق بين فن الخط العربي التقليدي وأسلوبه الصيني في كتابة الكاليغرافية العربية، يكمن في أربعة نقاط: أولا، يستعمل نورد الدين أدوات كتابة صينية، من أقلام وفرشاتات، وعادة ماتكون مختلفة القياسات والأشكال، ثانيا، يستعمل أوراقا عرضية وأخرى أفقية ملفوفة في كتابه أسلوبه الصيني، ثالثا، يستعمل في هذا النوع من الكاليغرافية العربية خاصية من خصائص الكاليغرافية الصينية، وهي التوقيع إما من خلال ختم أحمر يحتوي على أسمه، ومن خلال إمضاء صينية تكتب عموديا. رابعا، يستعمل في لوحاته من هذا الأسلوب تقنية الكتابة الفورية والمسترسلة، وهي تختلف عن أسلوب فن الخط العربي الذي ينقسم إلى مراحل.

من جهة أخرى، يتميز أسلوب الحاج نور الدين بالتجديد، حيث يسعى من خلال لوحاته إلى كسر حاجز اللغة لدى المشاهدين الصينيين والعرب على حد السواء، فتطور أعمال فنية تحمل كلمات أو جمل يمكن قرائتها بالعربية والصينية في آن واحد، وتحمل نفس المعاني في الثقافتين، مثل الله و主 أو السلام و 宁. أما بالنسبة للخط العربي التقليدي، فيبدع الحاج نور الدين الصيني، المنمات العربية التقليدية، ويجسدها داخل رموز ثقافية صينية، مثل أواني الخزف. ويقول الحاج نور الدين، إن إسلوبه يلقى إعجابا كبيرا من الزائرين الصينيين لمعارضه، كما يبدى الصينيون تذوق كبير لأعمال الكاليغرافية العربية دون حاجة إلى فهم معاني الكلمات،" لأن الكاليغرافية العربية لديها يمكنها إيصال معانيها ودخول قلوب المشاهدين الصينيين من خلال محتواها الفني الثري" يقول الحاج نور الدين الصيني. ولا شك أن ما يقوم به الحاج نور الدين الصيني، ليس فقط فنا كاليغرافيا، وإنما محاولة ترجمة معاني التبادل الحضاري والصداقة بين الشعوب من خلال أعماله الفنية.

https://www.facebook.com/cctvcom.ar/photos/pcb.985664314853478/985664178186825/?type=3&theater

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق