بلال عبد الهادي هذا الإسم
سيذكره التاريخ حتماً!.
بالأمس بتاريخ 2014/02/ 21 تمّ
الإحتفال باليوم العالمي للغة الأم.
من محاسن الصُدف أن يتوافق
هذا التاريخ
مع مولد الكاتب العظيم، الأستاذ
الكريم،
الدكتور السيميائيّ المدهش، الألسني
الرائع المذهل، فيلسوف الفيحاء، والجاحظ الصغير(كما يطيب لي تسميته)
بلال عبد الهادي.
هو ليسَ رجلاً كباقي الرجال ،ولا
أستاذاً كباقي الأساتذة، ولا دكتوراً كأقرانه، ولا دكتاتوراً، ولا سفاحاً ولا
إرهابيا، أو حتى داعشيًّا.!ً
هو إنسانٌ عاديّ المظهر، متوسط
الحجم لكن إلى الطول أقرب،يمتاز ببسمةٍ وضَّاءة تكادُ لا تفارقُ شفتيه، وفمٍ صغيرٍ
كحبَّة اللؤلؤ،وأسنانٍ عاجية،تظهرُ مدى اهتمامه بنظافة لثَّته، وعينان نجلاوتان
دعجاوتان تقدحان بالذكاء والألمعية،وأنفٌ مستقيمٌ تنبسطُ عليه أبراجُ بابل،وتستلقي
بخفّة على مؤخّر الأنف نظّارة فضّية اللون، ذات عدستين بين التربيع والتدوير، تنفذان
إلى عالمنا الواقعي المليء بالإفتراضات والتكهّنات، الباحث عن السلام المفقود.!
الوجه المستدير إلى جانب
الخدود المتورّدة الأسيلة،والمنسدرة في تواقيع ذاكرته الرطيبة،وأذنين صغيرتين
مخصصتين ليسمع أكثر مما يقول،أما اللسان فهو أطول ما فيه،ليكاد يوازي طول عظمة
الفخذ، وهو إلى ذلك بشاشة الوجه ، حسن السريرة، سليم الطويّة، قويّ الشكيمة، كريم
الشمائل، عظيم السجايا، حلو المعشر، غزير المطالعة، كثير القراءة ،حتى لكأنه مكتبة
تمشي بين الناس.
عن علمه حدّث ولا حرج، وعن
اسلوبه تراه يوافق أساليب الأوائل من أهل الأدب واللغة والبيان ، له بصمة صوتية
خاصة به، لا تجدها عند سواه، ومن يندلق إلى صفحته يجد العجب العجاب، من خضرةِ
أفكاره السيَّالة في شتى صنوف العلم واللغة والحكمة، هو صديق للكلمة والحرف متحررٌ
من ذاته، منسلخٌ عن قودد المجتمع المكبّلة، يرفض الظلم والجور والتعسف ويدعو إلى
كلمةٌ سواء.
له من المواليد ثلاث- أسيل ،
سدير، ولعنة بابل-! وهذا الأخير أشقى أولاده، وأكثرهم شغباً ، ومن ألعابه المفضلة،
أبو جهل الفيحاوي، الداعشيات وجاكي شمعون، ولا يمنع تلهّيه بألعاب أخرى يفرزها
مجتمعنا المريض! هو لا شك سلوة لمحبيه، ورفيق لروّاده، وما تفنّنه في عالم حبّة
الحمّص المدللة، إلاّ دليلاً دامغاً على عراقته في المهنتين.
هنا ينقطع نفسي فلست من خريجي الكادرات الجامعية، ولا أحسن تنظيم ابمقالة حتى توافق الأصول، حسبي مما ذكرتُ، ما أسعفتني به الفاكرة، ألست القائل:للمذاق ذاكرة.!
والمنتهج قول الخليفة -عمر-،
رحم الله امرئٍ أهدى إليَّ عيوبي.
والداعي إلى التمسك بالأمر
الإلهي-إقرأ-
نشكرك من صميم قلوبنا على
المودة والمحبة والرصيد الهائل لجموع زائريك الذين يقفون طوابير
أمام مدوّناتك الفكرية
ليصفّقوا لها وليرفعوا لها
ولك القبعة.
أكتفي بالتوجه لقامتكم
الباسقة وهمّتكم العالية بالمباركة بعيد مولدكم،والمتوافق مع عيد اللغة
الأم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق