الثلاثاء، 1 مارس 2016

جبن العرب وشجاعة العربية

 الإنسان العربيّ، لغويّاً، اليوم، جبان.
يخاف ان يفتح شبابيك لغته على الهواء لتستنشق أوكسجينا نديّاً!
كان العربيّ القديم يقول وبصوت مرفوع : "ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب"، وهي قاعدة تفصح عن رحابة صدر وبعد نظر.
وكان ابن جنّي سيّد اللغة العربية وكاشف بدائع خصائصها قد وضع فصلاً في كتابه البديع " الخصائص" تحت هذا العنوان الطريف " باب في شجاعة العربيّة"، افتتحه بالعبارة التالية: "اعلم أن معظم ذلك إنما هو الحذف والزيادة والتقديم والتأخير والحمل على المعنى"، ومنه استوحيت عبارة هذه الخاطرة.
الشعب الجبان يعلّم لغته الجبن! والعربية بريئة من جبن الناطقين بها!

وشجاعتها لا تزال كامنة فيها كمون الشرر في الحجر، ولكنّها - أي هذه الشجاعة- تحتاج إلى عقول لغويّة غير متحجّرة وغير مستهترة لتقدح شررها وطاقاتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق