الجمعة، 6 مايو 2016

فتاة اسمها سوريّا



أعرف أن اغلب الناس سيخطئون في قراءة هذه الكلمة، رغم انها واضحة وضوح الشمس. ولكن الوضوح كذّاب، مراوغ. الوضوح فخّ شفّاف.
لا علاقة لهذه الكلمة بسوريا من قريب ولا من بعيد، لا هي مع النظام ولا هي مع الثورة ولا هي بين بين.
للكلمة علاقة مع مشكلة لبنانية داخلية، لا علاقة لسوريا بها.
سوريا التي وضعتها عنوانا لهذه الفسبوكة هو اسم علم علاقته بالنجوم أكثر بكثير من علاقته بسوريا الشقيقة!
العنوان نقطة من بحر العبثية التي نتعامل بها مع لغتنا العربية.
وما أكثر العبث اللاسع في عالمنا العربيّ!
لقد قالت لي اليوم صديقة ان اسم امها " سوريا" في الهوية.
واسمها يوجعها.
الاسماء اقدار ومصائر وأفكار.
ثمة اناس اساميهم غيرت حياتهم نحو الافضل او نحو الأسوأ.
ولكن ليس كل الاقدار اقدارا. هناك اقدار اصيلة واقدار مزيّفة. 
اسم المرأة قدر مزيّف!
نتهم الاقدار كما اتهم اخوة يوسف الذئب بافتراس أخيهم غير الشقيق.
أراد أهل سوريا ان يسموا ابنتهم الوليدة " ثريّا"، ولكن المختار كتب سوريا  في سجلّ القيد كما سمعها، والاذن لا تعشق قبل العين احيانا وانما ترتكب الفواحش اللفظية!
كان الأمر يحتاج الى وضع فتحة على الراء مثلا، او اعادت الثاء الى السين المنطوقة.
فالثاء لأسباب متعددة صارت " سينا" وصار تاء. كما حال الثريا.
انشقت هذه اللفظة الى لفظين"
سُريّا، وتريّا.
فالثاء جبانة، في لبنان، او لأكون اكثر علمية من اغلب اللهجات اللبنانية، فليس في لبنان لهجة واحدة، وهذا طبيعي في عالم الاصوات اللغوية. والجبن يعرض صاحبه للانقراض، والثاء صارت حرفا ميتا في كثير من اللهجات اللبنانية.
أجد انه من المفترض ان يكون هناك مدقق لغوي في اماكن السجلات الرسمية لتصحيح الاسماء.
فـ" سوريا" المرأة انتج لها اسمها مشاكل وخصوصا في الازمة السورية الراهنة.
وان نأت المرأة بنفسها، فكيف لاسمها ان ينأى بنفسه عن سوريّا.
خطأ من يد مختار، ما المانع من أن تضع الدولة معايير لتصحيح الاسم من دون اجراءات هزلية ومأساوية.
من حق الأب لو شاء ان يسمّي ابنته " سوريا" الدولة، ولكن رغبتة في الثريا وإذ ب#اسم ابنته في الثرى.
قرأت مرة عن فتاة انتحرت بسبب اسمها!
لا شيء يمنع من ان تفترس الأسماء مسمّياتها!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق