الأحد، 8 مايو 2016

أول باحثة صينية تحصل على الماجستير فى الآداب من جامعة القاهرة كتبت: آمال عويضة

شهدت قاعة المؤتمرات بكلية الآداب، جامعة القاهرة, مناقشة أول رسالة ماجستير فى الآداب تقدمها باحثة صينية, هى شيو روى (أو باسنت كما اختارت أن يناديها أصدقاؤها المصريون)، والتى تعقد مقارنة بين روايتى الأرض للأديب المصرى الراحل عبد الرحمن الشرقاوي، والذرة الرفيعة الحمراء للأديب الصينى حائز نوبل "مو يان". أشرف على الدراسة أ.د.خير دومة من آداب القاهرة، وأ.د. حسانين فهمى حسين من ألسن عين شمس، ورأس لجنة المناقشة أ.د. أحمد شمس الحجاجي، وشارك فيها أ.د. عبد الناصر حسن.
اعتمدت شيو (باسنت) روين- التى تبلغ من العمر 25 عامًا، فهى من مواليد 6 نوفمبر 1989- فى بحثها على المنهج المقارن لتحليل نقاط التشابه والاختلاف بين العملين، مع الاستفادة من دراسات علم السرد فى تحليل النص، وذلك فى محاولة لإلقاء الضوء على أوجه االتماثل التى تربط بين الروايتين، مع توضيح الخصوصية التى تتميز بها كل رواية, فهما يتشايهان من حيث سرد الأحداث على لسان الراوي، الذى لا يعيش فى القرية فى تلك اللحظة، وإنما يحكى الأحداث عن طريق استعادة الذكريات، وهو ما يعد عنصرًا مهيمنًا يمثل القلب فى كلتا الروايتين.


علاوة على ذلك، ثمة مزاج متشابه بين الأديبين، فكلاهما من أصل ريفي, مولود فى العالم الثالث، وينتمى لبلد ذات حضارة عريقة، وقد تربى كلاهما على نتاج ثرى من تراثه الأدبى القومي، وفى الوقت نفسه استفاد من التيارات الأدبية الأجنبية المتنوعة، ثم اتجه للإبداع بأسلوبه الخاص.وهذا الأسلوب الخاص هو سر التباين بين الروايتين.
تنقسم الدراسة إلى أربعة فصول: الفصل الأول مدخل نظرى وتاريخى عن الأدبين الصينى والمصري، فضلًا عن الخلفية التاريخية والثقافية لعبد الرحمن الشرقاوى ولمو يان، ومدى تأثير ذلك على أدائهما، إضافة إلى التعريف بروايتى الأرض والذرة الرفيعة الحمراء. ويتعرض الفصل الثانى للموضوعات المشتركة فى كلتا الروايتين، بينما يتركز الفصل الثالث على تحليل أوجه التشابه والاختلاف بين الروايتين من حيث تقنيات السرد، ويتناول الفصل الأخير اختلاف الواقعية عند عبد الرحمن الشرقاوى ومو يان، ومدى تجسُّد هذا الاختلاف فى الروايتين.
وتشير الباحثة شيو (باسنت) روي, فى معرض تعليقها بعد مناقشة بحثها وحصولها عنه على درجة الامتياز, أن أعمالًا كثيرة من الأدب المصرى الحديث والمعاصر حظيت بإعجاب القارئ الصينى وتقديره، ومن ذلك أعمال أديب نوبل الكبير نجيب محفوظ. وفى الوقت نفسه فإن الأعمال الأدبية الصينية وجدت طريقها إلى القارئ المصرى عبر ترجمات عربية متميزة، خاصة أعمال لو شيون، على الرغم من حداثة عهد الاهتمام بالثقافة الصينية. ومع ذلك فلابد من الاعتراف بتمتع الثقافة الغربية بنصيب الأسد من الاهتمام فى العالم العربي، وأن ندرة من القراء العرب يعرفون مو يان الفائز بجائزة نوبل فى الأدب فى عام 2012 بسبب ندرة أعماله المترجمة، ومن جهة أخرى فإن هناك جهلا مماثلا على الجانب الآخر من القراء الصينيين بعبد الرحمن الشرقاوي. وهكذا، فالدراسة المقارنة بينهما قد تفتح الباب لمعرفة متبادلة على الجانبين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق