الأحد، 8 مايو 2016

مقال للدكتورة الصينية أ. د تشانغ هونغيي زاهرة P.D Zhang Hong Yi عن الشاعر اللبناني الأخطل الصغير

. د    تشانغ هونغيي  (زاهرة)
P.D  Zhang Hong Yi
لقد رحل الشاعر اللبناني الكبير بشارة الخوري (1885-1963) عن شعبه وبلده نحو نصف قرن، لكن اسمه لا يزال مسموعا وشعره لا يزال مدروساً سواء في الدول العربية أم في الجامعات الصينية. ولأجل معرفته – نحن الباحثين الصينيين – نزور المواقع الإلكترونية، ونتابع القرائن الإعلامية، ونقرأ ما كُتب من مقالات عن كل ما يتعلق بشعره ومراحل حياته وتلقيبه لقب أمير الشعراء بعد أحمد شوقي.  ولعل الشاعر قد كفى القارئ والباحث كليهما مشقة البحث في خصائص شعره وسر حياته لمّا لقّب نفسه بالأخطل الصغير، فهو قد طمح في حياته الأدبية إلى أن يقتدي بالأخطل الأموي في شاعريته الجياشة وقدرته البيانية.
كانت حياته سلسلة من المعارك الأدبية والسياسية خاض فيها بقلمه وشعره للدفاع عن أمته وإيقاظ هممها ضد الاستعمار، وكان شعره نسيماً عليلاً يهب على نفوس الشعب اللبناني، يواسيهم وينعشهم ويشجعهم على النهوض والتخلص من النير الاستعماري.
فعلا، شعره عن الحب والهوى والصبا كان أشهر، وقد جاء هذا التصور بسبب شهرة ديوانه “الهوى والشباب” الذي نشر في عام 1953م وتضمن مجموعة من القصائد والمقطوعات الشعرية تهافت عليها المطربون والمطربات يتغنون بأبياتها الجميلة. فقد لا يجوز أن ينسى الناس أبياته الجميلة التي كان محمد عبد الوهاب يغني بها:
الصِّـبَا وَالجَمَـالُ مُـلْكُ يَدَيْـكِ       أيُّ تَـاجٍ أعَـزُّ مِـنْ تَاجَـيْـكِ
نَصَـبَ الحُسْـنُ عَرْشَـهُ فَسَألنَـا     مَـنْ تُرَاهَـا لـهُ فَـدَلَّ عَلَيْـكِ
فَاسْكُبِي روحَـكِ الحَنـونَ عَلَيْـهِ    َكانْسِكَابِ السَمَاءِ فِـي عَيْنَيْـكِ
كُلَّمَـا نَافَـسَ الصِّـبَا بِجَمَـالٍ        عَبْقَـريِّ السَّـنَا نَمَّـاهُ إلَـيْـكِ
مَـا تَغَنّـى الهـزارُ إلاّ لِيُلْـقِـي       زَفـرَاتِ الغَـرَامِ فِـي أُذُنَـيْـكِ
سَكِرَ الـرَّوضُ سَكْـرَةً صَرَعَتْـهُ   ِعنْدَ مَجْرَى العَبِيـر مِنْ نَهدَيْـكِ
قَتَلَ الوَرْدُ نَفْسَـهُ حَسَـداً مِنْـكِ     وَألْـقَـى دِمَـاهُ فِـي وَجْنَتَيْـكِ
وَالفَرَاشَـاتُ مَلَّـتِ الزَّهـرُ لَمَّـا     حَدَّثَتْهَا الأنْسَـامُ عَـنْ شَفَتَيْـكِ
رَفَعُـوا مِنْـكِ للجَـمَـالِ إلَهـاً        وَانْحَنَوْا سُجَّـداً عَلَـى قَدَمَيْـكِ
غير أننا اخترنا موضوع الوطن والوطنية للشاعر، اهتماماً منا بوحدة الوطن العربي عامة والوطن اللبناني خاصة تجاوزاً لخلافات الطوائف الدينية والسياسية على اعتبار الشاعر رمزاً للوطن ونصبا للوطنية ونموذجاً للشعر العربي المعاصر الداعي دائما وأبدا الى التقدم والارتقاء.
“الوطنية” أصلها اللغوى اسم منسوب من “الوطن” الذى هو البقعة من الأرض التى ينشأ فيها الإنسان ويعيش.
كان مفهوم الوطن في العصور التاريخية القديمة يشير إلى مسقط الرأس أو مكان النزول الدائم فقط. لم يحمل معناه السياسي العصري، لأن الشعب إما عاش في قبائل أو على قطعة أرض،  أما فى العصر الحديث فأصبح اصطلاح “الوطن” من الناحية السياسية يطلق على الدولة، والمواطنون هم أفراد الشعب الذين يعيشون فى ظل هذه الدولة، ويحملون جنستها، ويتمتعون بكافة الحقوق والواجبات المكفولة داخل نطاقها.
وبالتالي تكون كلمة “الوطنية” تبيّن علاقة الإنسان بوطنه وشعوره تجاهه، أو تعني بالضبط حب الإنسان لوطنه وارتباطه به وشعوره بالولاء نحوه والتزامه بالنظم والقوانين السائدة فيه، وبذل الجهد للدفاع عنه والنهوض به وتطويره.
ربما موضوع الوطن عند بعض الناس قد فات أوانه، والروح الوطنية قد صارت وردة ذابلة في ظل العولمة أثناء تقلص الدنيا حيث أصبحت قرية واحدة صغيرة، نتيجة تقدم تكنولوجيا الاتصالات والمواصلات. كأن الإنسان له ميلاده ووفاته، مفهوم الوطنية والقومية ليس إلا مفهوم نسبي مؤقت، ومشهد من مشاهد المسرح التاريخي أو فقرة من فقرات مسيرة البشرية. غير أن الروح الوطنية كانت إيماناً لم يقف ضده قط أي واحد ينتمي الى دولة مظلومة قبل نصف قرن، لأنه رد فعل طبيعي أمام الذل والاضطهاد ومنشّط فعال لإثارة قوم وشعب بالوعي بنفسه وقومه والنهوض بهما سعياً وراء الحقوق والحريات.
بشارة الخوري أحد أبرز الشعراء الرواد الذين جعلوا الوطنية والقومية من أهم مواضيعهم. نظموا فبلغوا وصاغوا فبرعوا، نريد هنا أن نسترجع تلك القصائد الخالدة التي غذّتنا وتغذينا. بشارة الخوري الذي تفتحت موهبته الشعرية منذ صغره، لما أصدر جريدته “البرق” جعلها فوراً منتدى الشعراء والأدباء والمفكرين الذين يؤيدون حركات التحرر الوطني ويناهضون الاستبداد العثماني في بلاد الشام. 
ولما نشبت الحرب العالمية الأولى سنة 1914 اضطر إلى إغلاق جريدته ولكنه تابع نشاطه السياسي خفيةً، حتى إن اسمه ورد في لائحة المغضوب عليهم من قبل الحكم العثماني، فاضطّر إلى التواري في منزل صديقه للتخلص من الملاحقة.
وكان ما حدث شهر مايو عام 1916 قد زاد في قلبه حزناً وألماً، فقد شهد هذا الشهر شنق نخبة من المناضلين في كل من  لبنان وسوريا على يد الحاكم العثماني، والأخطل نفسه كاد يموت على أعواد المشانق. وكانت الحوادث المتتالية والمحن المتواصلة قد أثّرت فيه أيّما تأثير فشعر بعواطف تتدفق فقال:
لُبْنَانُ ما لَكَ إنْ غمَزْتُكَ تَغضَـبُ    أيَجِدّ غَيرُكَ فِي الحَيَـاةِ وَتَلْعَـبُ
إنّي هَززْتُكَ فِي البَلاء فَلَمْ أجِـدْ    عَزْماً يَفُـلّ وَلا إبَـاءً يَغْضَـبُ
أمّا الشّعُوبُ فَقَدْ تَألّفَ شَمْلُـهَا                    فَمَتَى يُؤلَّفُ شَعْبُـكَ المُتَشَعِّـبُ
نَضَبَتْ مَوَارِدُهُ وَجَـفّ أدِيْمُـهُ                    وَتَقَلّـصَ الرّيّـانُ وَالمُعشَوْشِـبُ
كمْ مَوْرِدٍ لكَ فِي السّرَابِ وَغُصّةٍ            أرَأيتَ كيفَ يَغَصّ مَنْ لا يَشرَبُ؟
__ غصة السراب
هنا الشاعر شبّه بلده لبنان بحبيبه فقال له: يا حبيبي، لماذا أيقظتك فتغضب وتلهو وتلعب بنفسك رغم صعوبة الحياة؟ لماذا نبهتك بما وقع فيه البلد من البلاء لكن وجدت الصرم الشديد والرفض القاطع؟ لقد صارت الشعوب والأمم جميعها موحدة قوية فمتى يجتمع شملك ويرتفع شأنك ؟ فانظر إلى أرضنا، لقد جفت المياه وتشققت التربة عطشاً فلا نبات يزرع ولا عشب ينمو، فهل تبقى تتمتع بسراب بعيد كأنك شربت منه وارتويت حتى تغص؟ 
من المعروف أن حب الوطن يتضمن، بطبيعته، حب المواطنين الذين ينتمون إلى ذلك الوطن، مثل جميع الشعراء الوطنيين، كان شاعرنا رقيق المشاعر، يتأثر بأصغر ألم وكانت قصيدته “المسلول” تبكي على شاب مريض لشدة ألمه وضعفه:
سَـنَـةٌ مَـضَتْ ، فإذا خرجتَ إلى        ذاكَ  الـطـريـقِ بِـظـاهرِ البَلَدِ
وَلَـفَـتَّ وَجْـهَـكَ يَمْنَةً ، فترى             وجـهـاً مَـتـى تَـذكُرْهُ تَرْتَعِدِ :
هـذا  الـفتى في الأمسِ صارَ إلى       رَجُـلِ هَـزيـل الـجِـسْمِ مُنجَرِدِ
ُمـتَـلَـجـلِجِ الألفاظِ مُضطربٍ              مـتـواصـلِ الأنـفـاس مُـطَّرِدِ
مُـتَـجَـعِّـدِ الـخدينِ مِنْ سَرَفٍ             مُـتـكَـسِّـرِ الـجفنين مِنْ سُهُدِ
وكان يتعاطف مع كل الكادحين والمساكين، ويشعر في جوانحه بجرح عميق يصيب شعبه، حملته عاطفته المرهفة على تصوير آلامهم ومعاناتهم، ومن روائع ما قاله في هذا الجانب سلسلة قصائده عن الحرب العالمية الأولى التي صوّر فيها ما فعله أصحاب الحرب بشعبه، منها:
طلتَ يا ليلي أو لم تطلِ           مثلك الفجرُ الذي سوف يلي
أيها الليل استطلْ مهما تشا           وتحكم يا كرى في المُقَلِ
ما يفيد النورُ في إشراقه            إن يكن أُطفئ نورُ الأمل
أنا، مهما تطردِ الشمسُ الدجى         لا تزلْ نفسي بليلٍ أليل
أعشق الليلَ وما لي والضحى      عشت يا ليل: ألا فانسدل
إنسدل تحجبْ عن الطّرفِ الشقا   يا لطرفٍ بالشقا مكتحل
لا يرى، إذ تطلعُ الشّمسُ، سوى   سائلٍ أو عاجزٍ أو وَكَلِ
عصف الفقرُ بهم، فانتشروا          كانتشار الوابئ المستفحِلِ
يلهَمون العشبَ من جوعهم          َوْيحَهم ما تُركوا للهَمَل؟
بجسومِ هَزْلٍ، تحملها          بِعَيَاءٍ واهياتُ الأرجلِ
ووجوهٍ، كتب الموتُ على          صفحتيها: هذه الأوجه لي
صدق الموت بما قد قاله         ما ترى أشلاءَهم في السبل ؟
__ نحن في لبنان
ينادي الشاعر أيام الليل المظلمة وهي أيام الحرب التي جلبت لشعبه مصائب كبرى، فقال: لقد طال الليل لكن الفجر يذهب بسرعة كأنه لم يأت،  ففي هذا الليل الطويل ليس للإنسان إلا الكرى والنوم، وحتى إذا أشرق النور والنور بدون أمل فلا فائدة، ولا تزال نفسي مظلمة سوداء. فما أحسن الليل الذي يحجب التعس والنكس عن العين، فلا ترى مشاهد الفقر ولا الوباء والجوع ولا تنظر إلى الأجسام الضعيفة الهزيلة والأرجل الواهية والمرهقة والوجوه التي تلوح فوقها أشباح الموت الأكيد.
وبعد ذلك أولى اهتمامه بالوطن أكثر فأكثر، حتى صار في فترة غير قصيرة من أكبر موضوعاته وأغراضه. وكان الشاعر يواظب على مناهضة الظلم والاستبداد ومعارضة التخلف والفساد، يقف موقف العداء ضد الحكام الظالمين، رغم ضيق الحاكم ومحاولاته المستمرة لإغلاق جريدته واغتياله شخصيا، لم يخف ولم يتراجع، بل واصل انتقاد السياسة الاستعمارية والانتداب الفرنسي وفضح الجرائم التي ارتكبها الظالم الفاسد، فتجد شعره قد دار حول الهموم القومية والوطنية والتغني بجمال لبنان والدفاع عن العروبة واستنهاض همم الشباب ومقاومة الطغيان. وقد قال في ذلك:
يا أمةُ غدتِ الذئابُ تسوسها            غرقتْ سفينتُها فـأين رئيسُها
غرقتْ فليس هناك غيرُ حطائمٍ      يبكي مؤنبها ويضحك سوسُها
تتمرغ الشهواتُ في حِرمانِها          وتعيث في عظماتها وتدوسها
تعساً لها من أمة .. أزعيمُها          جلاّدُها .. وأمينُها جاسوسها
خلال أيام المخاوف كان الشاعر وزملاؤه يعيشون في ألم الغربة والوحشة، ينتظرون الخبر من البادية أو من البحر، متمنيا الأمن والسلم، وكانت الحاجة ماسة الى بث الأمل ورفع الثقة وإثارة الخواطر تعجيلاً ليوم الخلاص، ولم يكن أحد يجرؤ على أن ينبس ببنت شفة في ظل تلك الظروف، إذ شاعرنا يرسل قصائد واحدة تلو الأخرى يتردد صداها الرنين متخذا لنفسه لقب الأخطل الأموي إعجابا بخفة روحه وحسن انتقائه للألفاظ والمعاني وتيمنا به أن تفتح أبواب الأمن والسلم أمام شعبه كما كانت تفتح أبواب الخلافة الأموية على الشاعر الكبير الأخطل الأموي.
لبنانُ ما لفراخ النسر جائعةٌ          والأرض أرضكِ أعلاها وأدناها
أللغريب اختيال في مسارحها          وللقريب انزواء في زواياها؟
لو مسَّ غيرَكِ هذا الذلُّ من أسدٍ     لعضَّ جبهتَه سيفٌ وحنّاها
كما قال لوطنه لبنان الذي يراود أحلامه فيتألم لأجله كما يتألم العشاق لنسائهم، فهو طفل لن يكبر، ساذج وفي لن يدرك المساوئ المدبرة عليه ولا يلم بالمؤامرت ضده، لكن الشاعر لا يزال يحتفظ به، يحرص عليه، لن يعاتبه أبدا، بل يكرر التسليم عليه ويقترب ليسمع غناءه الشادي وتاريخه الشاحن لأنه حبيب مغرم متيّم رغم حاله من الأحوال.
لبنان يا بلدَ السذاجةِ والوفا          حلمٌ .. وهل غيرُ الطفولة يَحْلُمُ
كبُرَ الزمانُ ولا تزال كأمسِهِ           فعساك تكبُرُ أو لعلَّك تُفْطِمُ
زمنٌ به تُشْقِي الفضائلُ أهلَها      الصدقُ يقتل والمروءةُ تُعْدِمُ
لبنانُ شاعرُك الذي غاضبتْه           ترك العتابَ وقد أتاك يُسَلِّمُ
صداحُك الشادي على هضباته     كم “معبدٍ ” في عوده يترنم
هو في كلا حاليك أنت غرامُه     وعلى كلا حاليه ذاك المغرِم ..
_ لبنان! عيد ما أرى
وهكذا له في لبنان قصائد كثيرة وفي كل قصيدة وكل موقف لم يطأطئ رأسه ذليلاً مستسلماً بل ظل مرفوع الرأس يعبر عن حبه لوطنه ويشد أزره في تلك الفترة الصعبة ويحاول أن يقدم له جهوده ومساهماته من أجل عزته وكرامته.
في العام 1968، توفي الشاعر بشارة الخوري المعروف باسم الأخطل الصغير، ثاني أمير للشعراء بعد أحمد شوقي.
واليوم، عندما نعيد قراءة مقتطفات قصائد هذا الشاعر العملاق ونذكر ما كان يعطي هذا الوطن وما يرغب أن يكون لمستقبل هذا الوطن قد نستفيد من جديد.

(الأبحاث المنشورة معرضة للتعديل قبل نشرها بصيغتها النهائية.
الأبحاث نشرت بإذن خاص من منسق الملتقى، الدكتور مسعود ضاهر،

رئيس الرابطة اللبنانية الصينية للصداقة والتعاون)

نبذة عن الباحثة: Zhang Hongyi  ( زاهرة)

الاسم: تشانغ هونغ يي  (Zhang Hongyi)  ( زاهرة)
الجنس : أنثى
العمر: 55 سنة
تاريخ الميلاد : 17 مارس عام 1954
موقع الميلاد : بكين
الجنسية : صينية
العمل: أستاذ بجامعة الدراسات الدولية ببكين
المنصب: عميد كلية اللغة العربية
المنصب الثانوي:  نائب بلدية بكين، نائب رئيس جمعية بحوث الأدب العربي، نائب رئيس المجمع العربي بالصين، عضو جمعية الصداقة الصينية العربية.
موجز سيرتها: درست اللغة العربية في المدرسة ثم الجامعة، وأكملت دراستها في جامعة دمشق وجامعة القاهرة ونالت شهادة دكتوراه الأدب العربي في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، واختصت باللغة العربية وأدبها وثقافتها . وقد سافرت الى عديد من الدول العربية للعمل قصيرا أو طويلا.
لها دراسات ومؤلفات مختصة عن الأدب العربي والنقد الأدبي عامة، عن الشعر العربي خاصة، ووضعت كتب تدريس جامعية متعددة وترجمت كمية كبيرة من القصص العربية والشعر العربي الى اللغة الصينية.
موضوع البحث الذي سوف تطرح في المؤتمر:
1-    الأدب الصيني منذ القرن الـ21 .
Director of Sino-Arabic Friendship Association
Deputy President of Chinese Arabic Literature Association
Deputy President of Chinese TAFL ( Teaching Arabic as a Foreign Language)- Association
Dean of Arabic Department in Beijing International Studies University
Dr. Pro. Zhang Hongyi
No. 1 Dingfuzhuang Nanli Beijing China   P.C. 100024
Tel: 010-89503495        65778977
Fax: 010—65778541,  89503495
Mobile:    13901237496
E-mail:zhhyzainab@263.ne
t

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق