السبت، 4 يوليو 2015

فضل حبّتي الحمّص والفول عليّ



لا أحبّ أن أنكر فضل حبّة الفول أو حبّة الحمص على حياتي الثقافية والعلمية.
لقد أمّنتا لي كلّ الأجواء الاجتماعيّة لأُحسن لحظات عزلتي في مكتبي مع كتبي وأوراقي.
لعلّ أهمّ فضل لهما عليّ هو أنهما جنباني السقوط في التزلّف، او الوقوف على أعتاب من يقلّ عن العتبة قيمة!
وسمحا لي أن أمارس حب المعرفة كما تمارس رابعة العدوية حب الله!
ليس هناك أحقر ممّن يحب المعرفة لأغراض تبعده عن المعرفة!
حبّة الحمص بوابتي الى المعرفة.
حبة الفول بوابتي إلى حبّ المعرفة حبّاً صوفيّاً.
قلت بوّابة، لعلي في هذا ظلمت، إذ قرأت في أحد كتب رولان بارت أن زاهداً هنديّاً راح يمارس تأملاته امام حبة فول فانفتح له قلب الحبّة على لعالم كلّه.
شعرت بودّ شديد تجاه هذا الزاهد الهندي الذي سبقني الى رؤية العالم وهو يتجلّى على بشرة حبّة الفول السمراء والناعمة.
في بعض ما قلت يكمن سرّ حبّي لـ"مطعم الدنون" إذ يعجب البعض من علاقتي، وأنا الاستاذ الجامعيّ، بما لاعلاقة له بالأدب!
علاقة الأدب بالطعام، من وجهة نظري، لا تختلف عن علاقة المبتدأ مع الخبر في تركيب الجملة الأسميّة.
أرى أطباق الطعام نصّاً أدبياً مكتوباً على صفحات الموائد، وهو نصّ أدبيّ لا تحسن ، للأسف، قراءته كلّ الأفواه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق