الثلاثاء، 14 يوليو 2015

غرائز وأقنعة

لن يجني إلاّ الندامة من لا تحرّكه الا غرائزه.
ولا أحد بمنجاة من السقوط المباغت.
كنت في طور قراءة رسالة ماستر عن القناع في شعر محمود درويش.
والقناع قد يكون اي شيء، شبهت القناع بقبعة ساحر ماهر، يخرج منها الأرانب وما يخدع الانظار.
ولكن القناع قد يكون اي شيء، قد يكون حجابا، او دشداشة، أو لحية.
وقد يكون القناع فخا، فخا خفيا.
فخّ متحرك كالرمل، ولكنه فخ ماكر يمشي على رؤوس اصابعه، فخّ يخدعك، يطعمك عسلا مسموما، وما ادراك ما العسل المسموم. اسأل من كان به خبيرا، ومن كان به خبيرا خبرة عالية معاوية رجل الخداع والمكر.
المكر الناعم، المكر المرهف كالشفرة.
قد يبدو كلامي عن القناع قناعا!
القناع رمال متحركة.
القناع شيطان أخرس، ولكنه شيطان شديد الطلاقة اللغوية.
فاللغة لا تخرج فقط من الشفتين، وليس مقرّها اللسان الموّار.
القناع لا هوية ثابتة له.
العمر قناع!
العلم قناع!
الجهل قناع!
التجاهل قناع!
الخداع قناع!
الانخداع قناع!
كان معاوية، رجل الخدائع يقول لابنه: من خدعك فانخدعت له فقد خدعته.
من المخادع هنا ومن المخدوع؟
أليس الانخداع، هنا، قناع؟
لا تثق بمن يثق بك فقد تكون ثقته بك فخّا مقنعا .
الثقة صيّاد ماكر!
قد يلذّ للمرء أن ينخدع، الانخداع ضرب من الاستسلام المحنّك.
النوايا الحسنة قد تذهب بك الى الجحيم!
فلتذهب في هذه الحالة كل النوايا الحسنة الى الجحيم!
السقوط عيش في عالم سفليّ.
والخيانة عيش سفليّ، قد نجد له التبريرات,
ولكن كلّ تبريراته اقدام من خشب! وعيون من زجاج فيها بريق أعمى.
الغرائز جنائز.
وفي العرائز زجه شبه مع العالم السفليّ، اليس الانغراز هو فعا او حركة من عالم فوق الى تحت اي من عالم النور الى عالم الديجور؟
تعبت نفسي من العيش في الدياجير، 
وليس في الاسرار ما يمنح السرور أو يفرج السرائر.
فلتذهب الخيانة الى الجحيم ولو تقنعت بقناع الحور العين.










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق