الأربعاء، 1 يوليو 2015

" لعنة بابل " بقلم: الياس عشّي

يوم توقيع الكتاب في مركزالصفدي


    انتهيت، لتوّي، من قراءة كتاب " لعنة بابل " لمؤلّفه الدكتور بلال عبد الهادي. وهو مؤلَّف متنوّع الانتماءات، يأخذ بيدك ويعرّفك على كلمة نشأت في بوادي العرب، وأخرى في تايوان، وثالثة في الصّين، ورابعة تحت قوس النصر الباريسي؛ وكلّ ذلك بأسلوب قصصيّ ظريف وبارع سعى من خلاله، كما جاء في مقدّمة الكتاب، " إلى إيقاع من لا يحبّ اللغة في حبّ اللغة ".

انتهيت من قراءة " لعنة بابل "، وبدلاً من أن أشعر بالفرح الذي رافقني منذ الصّفحة الأولى، شعرت بالكآبة، وأنا قلّما أشعر بها، إذ كيف يمكن لمدينة كمدينة طرابلس أن تتحوّل عناوينها الإذاعيّة إلى برميل من البارود، وإلى خطوط تماس، وإلى منبر يتناهش من فوقه الخطباء، وإلى منصّة إعلاميّة يتسابق الإعلاميّون لتسلّقها وتعميق جراحها، ولا يأبهون لحدث ثقافيّ هامّ هو صدور هذا المؤلّف.

كتابٌ بمستوى " لعنة بابل " تقام لمؤلّفه، لو كان المؤلّف ينتمي إلى بلد حضاريّ، مهرجانات التّكريم، ويمنح الجوائز، وتسعى الوزارات المختصّة إلى تعميمه والترويج له، واختيار الكثير من فصوله كنصوص إلزاميّة في مادتي اللغة العربيّة والآداب العربيّة. وقد لفتني ما كتبه الدكتور بلال: "معروف، على مستوى العالم المتحضّر، أنّ إنساناً لا يحترم لغته لا يمكن أن يحترم، وأمّة لا تتعامل مع لغتها بودّ، مشكوك في مستواها الحضاريّ".

لم أتقابل مع الدكتور بلال حتّى اليوم، على الرغم من أنّنا نعيش تحت سماء واحدة، ونكتب أحياناً في اسبوعيّة واحدة، ولنا صداقات مشتركة، واهتمامات مشتركة، لكنّني تعرّفت الآن، وقد قرأت كتابه، على الكثير من ثقافاته المتعدّدة، وانفتاحه على الآخرين، وحضوره اللافت في المنتديات، واختصاصاته الجامعيّة، وأعرف أكثر عن طرائقه في التّعبير، معيداً إلى ذهني ما قاله الجاحظ: " المعاني مطروحة في الطريق، يعرفها العربيّ والبدويّ والعجميّ، وإنّما الشأن في إقامة الوزن وتحبير المعنى ". وبعد ألفٍ ونيّف من الأعوام قال الفرنسيّون: " الأسلوب هو الرّجل ".

وعلى الرغم من كلّ ما يقال، وما يكتب، عن مدينة طرابلس، فهي ما زالت تختزن في ذاكرتها عبير البساتين، ورائحة البحر، وأسماءً خرجت من رحمها كأنطون فرح، وجولييت المير سعاده، وسابا زريق، وحسيب غالب، وميخائيل فرح، وغيرهم ممّن رحلوا عنّا، أو ما زالوا أحياء
يؤدّون دورهم لتبقى مدينتهم مفتوحة للجميع، ومتآخية مع الجميع.

بلال عبد الهادي واحد من هؤلاء.

بلال.. أمتعتني بلعنتك البابليّة! فهل ننتظر منك " لعنة" أخرى؟

طرابلس2013/10/18
  

وكانت هذه التعليقات على المقال:

1- هذا المقال سينشر غداً في جريدة البناء في زاويتي الاسبوعيّة (الياس عشي)

2- عزيزي الأستاذ إلياس
أخجلتني كلماتك جدا. وأفرحتتي جدّا.
أعرف أن هناك ودّاً متبادلاً بيننا عن بعد يشهد له الأخ العزيز مايز الأدهميّ الذي تحتضن جريدته " الإنشاء" كلماتنا الأسبوعيّة.

وأعرف أنّك تعرف ان الأمم لا تنهض الا برافعة لغوية من صلبها.
أشكرك أستاذي إلياس حتّى ولو لم أتشرّف بأن أكون تلميذا من تلامذتك المباشرين.
ولكن تعرف كما أعرف أن هواة الحرف يعجزون عن عدّ أساتذتهم الجوّالين في الكتب.
أشكرك على كلماتك الحارّة والتشجيعيّة ، والتي أعتبرها " عيديّة أدبيّة" حلوة
دمت بخير ، ودام قلمك فيّاضاً بالخير (بلال عبد الهادي)


3- أطربتني كلمات صديقي الاستاذ الياس عشي... في الثناء على صديقي بلال عبد الهادي من خلال كتابه "لعنة بابل" الذي نشره "مركز محمود الأدهمي للتوثيق والأبحاث والمعلومات" كما أطربتني كلمات بلال رداً على ثناء الياس... وطربت أكثر بصداقتي للإثنين.. اذ تحلو الحياة على الجمع بين الصداقة والفكر ( مايز أدهمي)

4- أمتعك الله بالطرب الروحي والفكري عزيزي مايز (بلال)

5- انا دائماً مطروب بتحليلاتك وآرائك عزيزي بلال ( مايز)

6- وانا ايضا من المطروبين ( مصطفى العويك)

7- غدونا في جوقة فنّية، وأمسى للغاشقين،،باب ( ناجي لبدة)
التعليقات من الفايسبوك : https://www.facebook.com/bilal.abdulhadi.9/posts/679156998769023
تتمة التعليقات على الفايسبوك:

8-  العزيز بلال .. هل صحيح أنّ الحبيب مايز سيوجّه إلينا، نحن الاثنين، دعوة غداء أو عشاء ، للتعارف ؟ أم هي إشاعة كحكاية البطاقة التي يعرفها مايز جيّداً؟ (الياس)

9- عزيزي الياس اذا كان المقصود احراجي فقد باءت محاولتك بالفشل، الدعوة قائمة في الزمان والمكان الذي تحددانه انت وبلال.... أما حكاية البطاقة فتلك قضية أخرى لها ما لها... ولن تتمكن من ليّ يدي ايها العزيز الياس ( مايز)

10- العميد مايز ،إذا قال فَعل (ناجي)

11- مطعم الدنون حاضر ناضر (بلال)

12- هل تريدُ -بادي غارد-مرافقاً خاصاً.؟ أنا جاهز ( ناجي)

13- بلال .. في مطعم الدّنون تصبح الدعوة منك . مايز الحبيب .. لم يخلق من يريد ليّ يدك . وللاثنين معاً : أنا جاهز .. حدّدا الزمان

14-  يبدو ان الجهوزية قد نضجت قبل نضج المكان والزمان

15- إذا سمحتم لي بإبداء الرأي.

العميد لا يهمّه المال،إنما يكترث لجمع الأحباب في بوتقة واحدة،،لذا أقترح أن يكون المكان،بحيرة بنشعي.!
جلسة رواق وتفاهم وأبّهة وعظمة (ناجي)

16- ما يقوله الياس صحيح، عند الدنون تصبح الدعوة منك يا بلال... حتى لا يتدخل ناجي ويبدي رأيه في المكان والزمان سنتصل غداً ببعضنا لتحديد الوقت والمكان، سأتصل انا بكما تلفونياً... بعدين يا ناجي نحنا مش بتوع باديغاردية (مايز)

17- حصرم مايز لا يضرّس. (بلال)

18- وزير الإتصالات صديقي و-الداتا- صلة جامعة.
سأطّلِع حُكماً على المكالمات،تحت قاعدة -التنصّت- وستفاجؤن بوجودي،فقط للتحية (ناجي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق