خيط حبر أحمر على رقبة منمنمة
هناك من يظنّ ان الرسم حرام، وان النحت اعتداء، وأنّ التمثيل بالتماثيل يقرّبه الى الله زلفى، وأنّ قصّ رؤوس الصور واجب شرعيّ، هذا ما لاحظه الناقد المغربي عبد الفتاح كيليطو في قسم المخطوطات الشرقية في المكتبة الوطنية في باريس إذ لاحظ خطا أحمر على إحدى منمنمات الواسطيّ التي تزيّن مقامات الحريري. أثار حشريته الموضوع الى ان استنتج ان احد المؤمنين بتحريم التصوير وتجريم المصوّرين بسبب ان " المصوّر" اسم من اسماء الله الحسنى، وعليه يكون المصور بمثابة من يعتدي على اسم من اسماء الله الحسنى. وليبطل مفعول الرسمة قام بجزّ رقبة الصورة بقلم أحمر. صار لون الحبر نزيفا، اراد ان يصفّي دم الصورة ليرتاح ايمانه.
الجاحظ رضي الله عنه كان يعتقد ان تحريم التصوير مرهون بوقت. وكان الفقيه الاندلسي ابن حزم قد ذكر في كتابه البديع" طوق الحمامة" ان حمّامات الاندلس كانت تزدان بالتصاوير الآدمية. وهو من هو علوّ كعب في الفقه !
وقرأت ايضا في نصّ للعلامة محمد عبده شيخ الأزهر، ومحقق نهج البلاغة للإمام عليّ ان العرب ارتكبوا خطأ حضاريا بمنعهم النحت، لأننا خسرنا من وراء هذا المنع أرشيفا حضاريا كان يمكن ان يساعدنا في قراءة ماضينا وتراثنا.
فنّ النحت أرشيف من حجر يمكن ان يقاوم عبث الزمان بخلاف الورق الهشّ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق