الجمعة، 8 فبراير 2013

مختارات الثعالبي من لقصيدة الساسانية

وهذا ما اخترته ( اي اختيار الثعالبي في كتابه يتيمة الدهر) من قصيدته الساسانية التي أولها:


(جفون دمعها يجري * لطول الصد والهجر)
(وقلب ترك الوجد * به جمرا على جمر)
(لقد ذقت الهوى طعمين * من حلو ومن مر)
(ومن كان من الأحرار * يسلو سلوة الحر)
(ولا سيما وفي الغربة * أودى أكثر العمر)
(تعريت كغصن البان * بين الورق والخضر)
(وشاهدت أعاجيبا * وألوانا من الدهر)
(فطابت بالنوى نفسي * على الإمساك والفطر)
(على أني من القوم * البهاليل بني الغر)
(بني ساسان والحامي * الحمى في سالف العصر)
(تغربنا إلى أنا * تناءينا إلى شهر)
(فظل البين يرمينا * نوى بطنا إلى ظهر)
(كما قد تفعل الريح * بكثب الرمل في البر)

(فطبنا نأخذ الأوقات * في العسر وفي اليسر)
(فما ننفك من صمي * وما نفتر من متر)
(فأحلى ما وجدنا العيش * بين الكمد والخمر) الهزج
الصمي الشرب والمتر والكمد هو النيك
(فنحن الناس كل الناس * في البر وفي البحر)
(أخذنا جزية الخلق * من الصين إلى مصر)
(إلى طنجة بل في كل * أرض خيلنا تسري)
(إذا ضاق بنا قطر * نزل عنه إلى قطر)
(لنا الدنيا بما فيها * من الإسلام والكفر)
(فنصطاف على الثلج * ونشتو بلد التمر)
(فنحن الميزقانيون * لا ندفع عن كبر)
(هم شتى فسلني * عنهم ينبيك ذو خبر)
(فمنا كل كماذ * اللبوسات مع الهر)
(ومنا كل صلاج بكيذ وافر نكر) الهزج
الكماذ النياك واللبوسات الأحراح والهر الدبر والصلاج الذي يصلح أي يجلد عميرة والكيذ الأير
(قد استكفى بكفيه * عن الثيب والبكر)
(فلا يخشى من الإثم * ولا يؤخذ بالمهر)
(ولا يحذر من حيض * ولا حمل على طهر)
(ومنا الكاغ والكاغة * والشيشق في النحر) الهزج
الكاغ والكاغة المتجانن والمتجاننة والشيشق الحدائد والتعاويذ

التي يلقونها على أنفسهم
(وأشكال وأغلال * من الجلد أو الصفر)
(ومن دروز أو حر * زأو كوز بالدغر)
دروز إذا دار على السكك والدروب وسخر بالنساء حرز إذا كتب التعاويذ والأحراز كوز إذا أقام في المجلس والمكوز هو الذي يقوم في مجالس القصاص فيأمر القاص أصحابه بإعطائه ثم إذا تفرقوا تقاسموا ما أعطوه والدغر المقاسمة
(ومن درع أو قشع * أو دمع في القر)
درع إذا جاء الهراس وطلب قصعة من الهريسة فإذا أعطاه إياها لحسها قشع إذا مشى وعينه إلى الأرض لطلب القطع دمع إذا بكى في الأسواق عند البرد حتى يعطى
(ومن رعس أو كبس * أو غلس في الفجر)
رعس إذا طاف على حوانيت الباعة فأخذ من هنا جوزة ومن هنا تمرة وتينة كبس إذا دار فإذا نظر إلى رجل قد حل سفتجته كبسه وأخذ منه قطعة غلس إذا خرج إلى الكدية بغلس
(وحاجور وكذابات * أهل الأوجه الصفر)
الحاجور الذي يثقب بيضة ويجعلها في حجره وهي تسيل ماء أصفر الكذابات العصابات يشدونها على جباههم فيوهمون انهم مرضى
(ومن شطب أو ركب * للضربات والعقر)
شطب إذا عقر نفسه بالموسى وجعل يكذب على الأعراب والأكراد واللصوص ركب إذا طلى جسمه بالشيرج حتى يسود جلده وأوهم أنه جلد أو لطمته الجن ليلا
(ومن ميسر أو مخطر * واستنغر للثغر)
ميسر إذا كدى على أنه من الثغر ويقال له الميسراني مخطر إذا بلع لسانه وأوهم أن الروم قطعوه
(ومن ناكذ في القينون * من جوف أبي شمر)
المناكذة أن يتقاسموا ما يأخذونه من الثياب والسلاح بعلة الغزو والقينون موضع القسمة أبو شمر أول من كدى بعلة الغزاة
(ومن رش وذو المكوى * ومن درمك بالعطر)
رش إذا كدى بعلة ماء الورد يرشه على الناس ذو المكوى الذي يبخر الناس درمك إذا باع العطر على الطريق
(ومن دكك أو فكك * أو بلغك بالحر)
المدكك الذي يخرج اللوى من العصيان ويحتال على من به وجع الضرس حتى يجعل دود الجبن فيما بين أسنانه ثم يخرج ويوهم أنه أخرجه بالرقية فكك إذا فك السلاسل على الطرق بلعك إذا جر الخواتيم بالإبريسم الرقيق
(ومن قص لإسرائيل * أو شبرا على شبر)
من قص هو الذي يروي الحديث عن الأنبياء والحكايات القصار ويقال لها الشبريات
(ومن بشرك أو نوذك * أو أشرك بالهبر)
بشرك تزيا بزي الرهبان تزهدا نوذك إذا كدي على أنه من الحجاج أشرك بالهبر إذا قاسم شركاءه ما يأخذه
(ومن قدس أو نمس * أو شولس بالشعر)
قدس إذا أكل الكبد المطحونة المجففة في شهر رمضان خاصة وأوهم أنه يطوي ولا يفطر في الشهر إلا مرة أو مرتين نمس من الناموس شولس من الشالوسة وهم الزهاد يكدون بلباس الشعر
(ومنا العشيريون * بنو الحملة والكر)
العشيريون الذين يتثاقفون على دوابهم كالغزاة يكدون
(ومنا المصطبانيون * من ميزق بالأسر)
المصطبانيون قوم يزعمون أنهم خرجوا من الروم وتركوا أهاليهم رهائن عندهم فطافوا البلاد ليجمعوا ما يفكونهم به وتكون معهم شعورهم ويقال لذلك الشعر المصطبان ميزق كدى
(ومنا كل زمكدان * غدا محدودب الظهر)
(ومنا كل مطراش * من المكلوذة البتر)
المطراش الذي معه يده يكدى عليها ويقال اليد المقطوعة المكلوذة
(وفي المدرجة الغبراء * منا سادة الغبر)
المدرجة هؤلاء قوم يقعدون وينامون في السكك والأسواق على طريق لمارة ومدرجة الرياح فتعلوهم غبرة التراب حتى يرحموا ويعطوا
(ومنا كل قناء * على الإنجيل والذكر)
القناء الذي يقرأ التوراة والإنجيل ويوهم أنه كان يهوديا أو نصرانيا فأسلم
(ومن ساق الولا بالماء * أو قوس أبي حجر)
ومن ساق هؤلاء قوم يسقون الناس الماء والولا أن يقف فيقول أنا المولى الأبطحي ومنهم من يكون معه قوس عربية وأول من فعل ذلك في الحضر أبو حجر
(ومن طفشل أو زنكل * أو سطل في السر)
طفشل إذا علق لسانه وتشبه بالأعراب زنكل إذا احتال في سلبهم سطل إذا تعامى وهو بصير يقال للأعمى الإسطيل
(ومن زقى الشغاثات * غداءات وبالعصر)
زقى صلى والشغاثات المساجد واحدها شغاثة يكدون فيها إذا صلى الناس
(ومن دشش أو رشش * أو قشش يستدري)
دشش إذا جعل في استه شبه حشو كحقنة وينام على الطريق ويخرج من استه كالدشيشة رشش إذا كانت معه مبولة مع خصاه فإذا جاءه البول رششه على الناس ويقال له المرشش قشش إذا فسا في المساجد فيتأذى به المصلون فيعطونه حتى يخرج
(ومن يزنق أو يخنق * أو يذلق بالدبر)
يزنق يثقب في بدنه ثقبة وينفخ فيها حتى يتورم بدنه يخنق يصنع المنديل في رقبة نفسه ويفتله حتى ينتفخ رأسه ووجهه يذلق يمشي عريان الأست
(ومنا كل مستعش * من النعارة الكدر)
مستعش قوم يدورون على أبوابا الدور فيما بين العشاءين ويقولون
رحم الله من عشى الغريب الجائع وينعرون بذلك حتى يأخذوا من كل دار كسرة ويرجعوا بها
(ومن شدد في القول * ومن رمد في القصر)
ومن شدد قوم يكون معهم دفاتر حديث يروونها ويشددون على الناس في اللواط وشرب الخمر القصر هو الأتون يدخله الواحد من القوم فيطرح نفسه في الرماد ثم يخرج وعليه غبرة الرماد ويوهم أنه أولى إليه من شدة البرد وعدم الملبوس
(ومن يزرع في الهادور * تكسيحا من البذر)
ومن يزرع في الهادور قوم ينظرون في الفال والزجر والنجوم ويعطون قوما دارهم حتى يأتوهم ويسألوهم عن نجمهم وعما هم فيه فينظروا لهم ثم يردون الدراهم عليه وربما أخذوها وقالوا لا نأخذها لأن نجمك ما خرج كما تريده
الهادور كلام الحلقة التي يجتمع الناس عليها والتكسيح الممانعة
(إلى أن يقع التنبل * في محصدة الجزر)
التنبل هو الأبله الذي يقبل المخاريق على نفسه ويغتر بما يورد المنجم عليه فيخرج هو أيضا دراهمه طمعا في ردها فيأخذها منه ويسخر به
(ومن قنون أو بنون * أو طين بالشعر)
وقنون من المقنون وهو الذي يقول كان أبي نصرانيا وأمي يهودية وإن النبي صلى الله عليه وسلم جاءني في النوم وقال لا تغتر بدين أبويك واتبع ملتي فأسلمت
بنون إذا انتسب إلى البانوانية وهم الشطار وقال كنت محبوسا فاحتلت بكذا حتى خرجت طين إذا طين وجهه وساعديه بطين الحمرة وروى الأشعار على رؤوس الأشهاد في الأسواق
ومنا منفذ الطين * وأصحاب اللحى الحمر)
منفذ الطين قوم يخضبون لحاهم بالحناء ويدعون أنهم شيعة ويحملون السبح والألواح من الطين ويزعمون أنها من قبر الحسين بن علي رضي الله عنهما فيتحفون بها الشيعة
(ومن شقف بالماء * ومن شقف بالجمر)
والمشقف هو الذي يأخذ ماء النوشادر فيكتب بها الرقاع ويتركها بين يديه فإذا مر به الأبله قال له جرب بختك وخذ رقعة من هذه فيأخذها ثم يعطيه إياها فيقذفها في النار فيظهر المكتوب أسود وقد يعمل هذا الجنس بماء العفص فإذا غمس في ماء الزاج خرج أسود ويقال للرقعة الشقيفة
(ومن كدى على كيسان * في السر وفي الجهر)
كيسان قوم عرفوا قوما من الكيسانية والغلاة فيجيبونهم ويكدون عليهم بالمذهب
(ومنا النائح المبكي * ومنا المنشد المطري)
والنائح المبكي قوم ينوحون على الحسين بن علي ويروون الأشعار في فضائله ومراثيه رضي الله عنه
(ومن ضرب في حب * علي وأبي بكر)
ومن ضرب في حب قوم يحضرون الأسواق فيقف واحد جانبا ويروي فضائل أبي بكر رضي الله عنه ويقف الآخر جانبا ويروي فضائل علي رضي الله عنه فلا يفوتهما درهم الناصبي والشيعي ثم يتقاسمان الدراهم
(ومن يروي الأسانيد * وحشو كل قمطر)
ومن يروي الأسانيد هؤلاء قوم يروون الأحاديث على قوارع الطرق
(ومنا كل ممرور * غدا غيظ بني البظر)
كل ممرور قوم يلبسون الثياب المخرقة ويحلقون لحاهم ويوهمون أنهم موسوسون وأن المرار غلب عليهم فيروون ما يريدون من فضائل أهل البيت وينسبهم العامة إلى الجنون فلا يؤاخذونهم بما يقولون ويأخذون من الشيعة ما يريدون
(ومن يكحل من مستعرض * دمعته تجري)
ومن يكحل هو الذي معه قطنة مغموسة في الزيت يمرها على عينيه لتدمع ويأخذ في شكاية حاله واستعراض الناس في مسألته وذكر قصته وأنه قطع عليه الطريق أو غصب على ماله والمستعرضون أمهر القوم
(وفي الموقف منا كل * جبار أخي الصبر)
كل جبار هو الذي يقف في المقام قائما أو قاعدا ولا يبرح أو يأخذ ما يريد
(متى يحف يقل بشباشة * الخشني في خصر)
البشباشة اللحية والخشنى الذي لا يكدي وهو عندهم عيب كبير
(وقراع أبي موسى * لديه دبة البزر)
وقراع رأس أبي موسى هو الخشني يقول إن رأس هذه السفلة عنده أهون من دبة البزر استخفافا به وبجفائه
(ولا ينطس أو يلحن * ما يطلب بالقسر)
(وجرار عيالات * عليهم أثر الضر)
ولا ينطس لا يذهب أو يلحن يعطي وجرار عيالات هو الذي يكتري الصبيان والنساء ويكدي عليهم
(ومن ينفذ سبحات * حلوى وأبا شكر)
ومن ينفذ سبحات هو الذي يطرح على أبواب الحوانيت السبحات وأقراص الحلوى فمنهم من يعطي ويرد عليه ومنهم من يلقي الملح ويقال للملح أبو شكر
(ومنا حافر الطرس * بلا خرط ولا جهر)
حافر الطرس هو الذي يحفر القوالب للتعاويذ فيشتريها منه قوم أميون لا يكتبون وقد يحفظ البائع النقش الذي عليه فينفذ التعاويذ إلى الناس ويوهم أنه كتبها ويقال للقالب الطرس
(وبركوش وبركك * ومعطى هالك الجزر)
بركوش هو الذي يتصامم ويقول للإنسان تكلم على هذا الخاتم باسمك واسم أبيك فيسمع ما يقول وينبئه به وبركك هو الذي يقلع الأضراس ويداوي منها والهالك الدواء والجزر البصر ويقال للعين الجزارة
(ومن قرمط أو سرمط * أو خطط في سفر)
قرمط هو الذي يكتب التعاويذ بالدقيق والجليل من الخط وسرمط كتب والسرماط الكتاب
(وحراق وبزاق * بني الشخير والنشر)
(ومن ذكر والقوم * الزكوريون في الصدر)
الحراق الذي تكون معه مرآة تشعل منها النار وتسمى حراقة والبزاق الذي يرقي المجانين وأصحاب العاهات ويتفل عليهم ذكر كدى على الأبواب وهو من أجلائهم
(ومن دهشم بالكرش * ويستبرد في النهر)
من دهشم مخرق وموه بأنه صائم والكرش الصوم والجوع أيضا ويكون قد أكل في منزله فإذا عطش نزل في النهر بعلة الاستبراد وشرب ما أراد
(ومن يعطي الضمانات * من الزنكلة العفر)
الزنكلة والعفر واحد وهم المعافرون يأخذون الحجيج ويضمنون الجنة
(ويشري عش رضوان * بنذر الثمن النزر)
ويشري عش رضوان يعني أنه يقول إن لم أحج عنك فحظي من الجنة وقف عليك اللهم اشهد بشراء البيع والعش البيت يريد به الجنة
(ومن حنن كفيه * وحف الطست كالحر)
حنن هو الذي يخضب كفيه بالحناء وحف شاربه فيتركه كالطست المجلوة وكالحر المنتوف فيدعى أنه من الصوفية العلماء الزهاد فيتشبث به لذلك
(ومنا الشيخ هفصويه * ويحيى وأبو زكر)
هفصويه هؤلاء الذين سماهم قوم نبط وعجم يكدون ولا يتكلمون العربية
(ومن كان على رأي * ابن سيرين من العبر)
ومن كان على رأي ابن سيرين هؤلاء من البصراء يعبرون الرؤيا ويكدون من هذه الجهة
(وشكاك وحكاك * ومعطى بلح الأجر)
الشكاك الذي يبيع دواء الفار واسمه الشك والحكاك الذي يكون معه
حجارة محمولة من در بند يظهر فيها الحديد من الدارهم والدنانير يقال للواحد منها المحك بلح الأجر هو السبح التي تحمل من الجبل يقال لها دموع داود عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام
(وسمقون عليه السرمل * الكحل وذو الغزر)
سمقون الصبي الذي يأخذ بيد الضرير يوهم أنه ابنه والسرمل القميص المخرق
(ومن ربى ومن فتى * وأجرى عقد الزر)
ومن ربى هؤلاء قوم شطار يقولون بالصاحب والغلام فيربون الصبيان
(ومنا قافة الرزق * وأهل الفال والزجر)
وقافة الرزق قوم يتعاطون التنجيم
(ومن يعمل بالزيج * وبالتنور والجفر)
الجفر الذي يكون بين أيديهم على هيئة الفلك يدور
(ومنا البشتداريون * تحت الرحل كالحمر)
والبشتداريون قوم يستأجرهم المكدون الذين يخرجون إلى القرى فيحملون رحالاتهم وما يجمعون بها من الحب والصوف وغيره
(ومن مرق في مصطبة * الفتيان في قدر)
ومن مرق يطبخون المرق في دار القوم فيبيعونها من المرضى والضعفاء منهم
(ومنا كل مراس * جسور جاهل هزر)
المراس الحواء معه سلال فيها حيات
يرى الخش فيأتيه * بلا خوف ولا ذعر)
الخش الأفعى
(فيستل الذي يخشاه * من شصوصة الخزر)
الشوص الأنياب بقلعها ويترك واحدة
(ويبقى منه ما يصلح * للمحنة والسبر)
(فقد أنزل فيه * ملك الموت على قبر)
(فهذا هالك لسعا * وهذا كفه يبري)
(وقد يلتمس الخبز * بمكروه من الأمر)
(ومنا كل نطاس * على البزرك مستجري)
النطاس القوي القلب من الدستكاريين تراهم على الدواب ومعهم الكلاليب والمباضع يداوون الرمدى وغيرهم من الأعلال والبزرك المواضع
(ومنا كل من شرشر * بالهلاب والكسر)
الشرشرة القمار والهلاب الثياب والكسر الدرهم والمرجان والدينار
(إذا حاف عليه بخته * سقف بالنحر)
وحاف عليه يعني أنه إذا قمر فانقلب الفص عليه رفع طرفه إلى السقف ونحر نحو السماء وتكلم بالكفر
(ومنا كل إسطيل * نفي الذهن والفكر)
الإسطيل الأعمى
(ومنا كل سباع * عظيم الليث والببر)
(ومن قرد أو دبب * من كل فتى غمر)
ومن قرد أو دبب هم الذين يكدون على الدببة والسباع والقردة
(وسمان ووسنان * ومن قتت كالكبر)
والسمان الذي يعطي النساء دواء السمن والسنان الذي يعطي دواء الأسنان وقتت أكل القت بين أيدي الناس كالجمل
(ودكاك السفوفات * لريح الجوف والخصر)
الدكاك الذي يرقى من القولنج ويكون معه حب مصنوع يحتال حتى يبلعه العليل فيزعم أنه انحل بالرقية
(ومنا ذو الوفا الحر المدلج * ذو الكر)
والمدلج الذي يأخذ حاجته من البقال والجبان ويحصل عليه أجرة الشهر لبيته فيهرب ليلا ويفوز بما يلزمه أداؤه
(ومنا شعراء الأرض * أهل البدو الحضر)
(ومنا سائر الأنصار * والأشراف من فهر)
(ومنا قيم الدين المطيع * الشائع الذكر)
(يكدى من معز الدولة * الخبز على قدر)
(ومن يطحن ما * يطحن بالشدة والكسر)
ومن يطحن هم الذين يطحنون النوى والحديد والزجاج بأيديهم وأضراسهم
(ومطلي دم الأخ * مع المصموغ كالبثر)
ومطلي دم الأخ هم الذين يضربون دم الأخوين والكثيراء والصموغ وينفخونها على أجسادهم فتخرج بهم بثور يمرضون منها فيكدون
(ومنا كل مشقاع * من الفتيان كاللغر)
المشقاع الأرعن الذي يكتري الثياب البيض ويلبسها واللغر هم السفل من الناس
(يلذ الشورز الوجدان * بالخب وبالمكر)
الشورز الأمرد ويلذ يدور به العرب من المكدين فيؤدبه ويقول هذه الفتوة ولا يجوز أن تكون وحدك فإما أن تصير غلاما لأحدنا وإما أن تخرج من دار الفتيان فإذا صار مع أحدهم طبخ له قدر الدسكرة ويقال للقدر بما فيها الخشبوب
(إلى أن يأكل الخشبوب * كرسا أكل مضطر)
(وما في البيت غير البت * أو بارية القفر)
(وما للشوزر السوء * سوى الغيلة والغدر)
(وأن يصميه حتى * تراه طافح السكر)
يصميه يسقيه الصمى وهو الخمر
(فتجري فيه كيذات * البهاليل ولا يدري)
الكيذات الأيور البهاليل رؤساء المكدين
(ومنا سعفة الريح * لضرب الكلب والهر)
وسعفة الريح قوم يرعدون رعدة شديدة تهتز لها مفاصلهم وتصطك أسنانهم ويقول أحدهم إنه قتل سنورا أو كلبا فلطمته الجن
(وذو القصعة والمسراد * والمكناس والعشر)
وذو القصعة والمسراد هؤلاء قوم ينخلون التراب في الطرق ويعلقون على أنفسهم القصاع ويغسلون الأسواق بالماء ويخرجون إلى البيادر فليقطون القصرى وهو ما بقي في السنبل من الحب بعد أن يداس
وفي الأسواق والأنهار * والبيدر والقصر)
(ومن يقرأ بالسبع * وإدغام أبي عمرو)
(وأصحاب المقالات * من الفاجر والبر)
(ومن علافة ركبت * الباز مع الصقر)
ومن علافة هذه امرأة تتزوج بمن يحسن أن يكدي فيشد يدها مجموعة الأصابع ويدعى أنها مقطوعة ويسمى الباز وربما عوجها كأنها مفلوجة والصقر هو أن يشد عينيها ويقول إنها رمدى أو عوراء ويقال لها أيضا النعلة
(ومنا الكابليون * ومن يلعب بالجر)
(ومن يمشي على الحبل * ومن يصعد بالبكر)
(ومنا الزنج الزط * سوى الكباجة السمر)
والكباجة اللصوص كبج إذا سرق
(ومنا من صما يوما * فقد هرب في المصر)
ومنا من صما يقول إن من شرب منا الخمر وعرف به فقد أفسد على نفسه البلد والشيء الرديء الفاسد يقال له الهريب والشيء الجيد يقال له الكسيح
(ومنا كل ذي سمت * خشوع القن كالحبر)
(يرقي وتراه باكيا * دمعته تجري)
(فإن كبن في السر * فبالمذقان يستذري)
كبن خري والكبن الاسم منه يقول إنه يظهر الورع والزهد فإذا خلا المسجد وأخذه البطن يخرى تحت السارية أو خلف المنارة ويمسح استه بالمذقان وهو المحراب
(وإن كرس لا * والله لا تم إلى الظهر)
(ومن صاح بآمين * من المزلق والذعر)
من المزلق يريد هؤلاء العراة الواحد مزلق يصيحون بآمين من الأسواق
(سخام القص قد نقعهم * مثل بني النمر)
سخام القصي سواد الأتون
(فذا بقالنا سطل * وذا استأذنا خري)
فذا بقالنا سطل يقول إذا صاحوا بآمين دعوا على أصحاب الحوانيت ذا بقالنا أعمه يا رب
(وذا فصابنا عسم * وذا البزاز لا تبري)
وعسم من العسوم وهو المفلوج
(ومن ردهم غلف * من غالبة الحجر)
(ومنا كل من يمرح * في الإسظيل كالمهر)
(ومن كدة بهلول * تخطى ثم كالحجر)
الإسظيل الجامع والكدة المرأة التي تسأل الناس ومعها زوجها في الجامع
(ومن يخرج باليابس يوم الفطر والنحر *)
من يخرج باليابس قوم يخرجون في أيام الأعياد إلى المصلى عراة حفاة يكدون
(ومنا من تمشى يمسح البلدان كالنسر *)
(ومن يأوي المصاطيب * مع المذلقة الضمر)
(ومن يأوي الشغاثات * مع العقة في الستر)
(وأصحاب التجافيف * من الثامولة الصبر)
أصحاب التجافيف قوم يأوون المساجد عليهم مرقعات كالتجافيف بعضها مركبة فوق بعض يقال لهم الثامولة الصبر لصبرهم على شدة فقرهم
(وأصحاب الشقاعات * من المشاطح العكر)
الشقاعات جمع شقاع وهو الوطاء إذا كان من ألوان أو لون واحد يكون مع جنس منهم فيدورون في المواضع ويبسطون الشقاع ويصلون عليها ولا يأوون إلى موضع فلهذا يقال لهم المشاطح لأن المشطح هو الذي يطوف دائبا لا يفتر
(بنو التضريب والتدريب * والتفتيق والأطر)
بنو التضريب والتدريب قوم ليس لهم عمل إلا جمع الخرق معهم فهم أبدا في رتق أو فتق
(ترى للقمل في كل * شقاع مائتي وكر)
(ومن دمج في الثلج * وفي الوحل بلا طمر)
دمج إذا قام في البرد
(ولا ينظر إلى كالحا * ذا نظر شزر)
(فلا يبرح أو يأخذ ما يأخذ بالصقر *)
(وفي الغميز منا فتية من رغل قذر *)
(هم بيت المشاميل * مع القنابر الحفر)
المشاميل الرغفان واحدها مشمول والقنابر جمع قنبرة وهو الكسرة من الخبز
(غدوا مثل الشياطين * عليهم أثر الفقر)
(فيأتون ببربازار * كالقفيا من المجري)
بربازار لأنه ذو ألوان والقفيا هو خبز السبيل الذي يجريه الأعلاء على
الفقراء والضعفاء فيكون لهم رجل مجرى
(وعبوه أنابير * من الزغبل والبر)
وعبوه أنابير يعني أنهم إذا جمعوا الخبز جعلوه كالأنبارات بين أيديهم من ألوان وكل ما خالف الحنطة فهو الزغبل ثم يتقاسمون ما يتجمع لهم منها
(كما يقتسم البيدر * بالقفزان والكسر)
(وظلوا يفتنون * على مالك بالعسر)
(وخصوه بجوازات * ونصف فجلة تمري)
وخصوه بجوازات يعني أن ما يبقى من المأكول يجعلونه لصاحب الموضع وإن كانوا في أتون جعلوه للوقاد
(سقى الله بني ساسان * غيثا دائم القطر)
(ترى العريان منهم ظاهر * السمرة والخطر)
(كنمرود بن كنعان * قوي الصدر والإزر)
(رجال فطنوا للثقل * والإغلال والإصر)
(خلنجيون ما حاضوا * ولا باتوا على طهر)
الخلنجي الذي يخرى ولا يغسل أسته ما حاضوا أي ما تطهروا
(رأوا من حكمة خرط القلادات مع العذر *)
(يقولون لمن رقى * تحول فينا تزري)
(وراحوا خارج الدار * بوارية مع الحصر)
(فحيثما اكتروا قالوا * من الخشني لا نكري)
(إذا ما سمروا القشقاش * ذا العثنون والزجر)
سمروا القشقاش أي رأوه وهو الشيخ الطويل اللحية ذو الزجر العالم المتقشف الورع
(لقوه بنثارات * من البندق والبسر)
(وحيوه بآلاف * من القنادر الفطر)
يعني أنهم إذا رأوا شيخا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ضرطوا عليه والقنادر الضراط والفطر الذي لم ينضج بعد من الفطير ويصيح الواحد إلى الآخر بندقه بسرة ويضرط
(وكم بين الغرابيب * وبين الببغ والقمر)
(ألا إني حلبت الدهر * من شطر إلى شطر)
(وجبت الأرض حتى صرت * في التطواف كالخضر)
(وللغربة في الحر * فعال النار في التبر)
(وما عيش الفتى إلا * كحال المد والجزر)
(فبعض منه للخير * وبعض منه للشر)
(فإن لمت على الغربة مثلي فاسمعن عذري)
(أمالي أسوة في غربتي * بالسادة الطهر)
(هم آل الحواميم * هم الموفون بالنذر)
(هم آل رسول الله * أهل الفضل والفخر)
(بكوفان وطي كربلاكم * ثم من قبر)
(وبغداد وسامرا * وباخمرى على السكر)
(وفي طوس مناخ الركب * في شعبان في العشر)
(وسلمان وعمار * غريب وأبو ذر)
(قبور في الأقاليم * كمثل الأنجم الزهر)
(فإن أظفر بآمالي * شفيت غلة الصدر)
(وألممت بأوطان * قوي النهي والأمر)
(وقد تخفق فوق عزة ألوية النصر *)
(وإما تكن الأخرى * وعز جائز الكسر)
(فلا أبت مع السفر * غداة أوبة السفر)
(ولا عدت متى عدت * بلا عز ولا وفر)
(وحسبي القصب المطحون * فيه ورق السدر)
(وأثواب تواريني * من الإيذاء والأزر)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق