السبت، 16 أبريل 2016

موظفة في مكتبة

 دخلت ذات يوم الى مكتبة ، وكان في المكتبة موظّفة، وأحبّ جسّ نبض الموظفين عن طريق طرح سؤال عن كتاب ما، أو مجلّة. وانتظر الجواب لأعرف تقييم الموظّف وتقييم المكتبة تقييما شخصيا.ومن جملة الأسئلة التي أطرحها فيما بعد سؤال لحبّ الموظّف أو الموظّفة للقراءة.قالت لي الموظفة انها لا تحبّ القراءة.الحقّ طبعا ليس عليها، ومن حقها أن لا تحبّ القراءة.ولكن الحق على من وظّفها. ما حجم الضرر الذي تلحقه بمكتبته؟
كيف يسمح لنفسه أن يشغّل فتاة لا تحبّ الكتاب، بل لا تعشق الورق والحبر والحروف والكلمات؟
ولقد سألتها عن كتاب فقالت لي انه غير موجود، ولكن كنت اعرف انه موجود، فذهبت وسحبته من مكانه ووضعته امام عينيها دون ان انطق ببنت شفة، ثم نقدتها سعره وتأبطته وخرجت .ولا يعنيني عشق القراءة ولا عشق الكتاب.أحبّ مثلا من يعمل بائع أحذية أن يشم رائحة الحذاء فيشعر انه يشمّ عطرا لم يخطر ببال عطّار!وأن يرى في ملمس جلد الحذاء جمالا أنعم من ملمس الحرير.اعشق مهنتك ولتكن المهنة ما تكون.كم أتأفّف ممّن يتأفّف من مهنته!وكم أشفق عليه!احترم من يعشق مهنته ولو كان زبّالا أو حفّار قبور.وأحتقر من لا يعشق مهنته ولو كان دكتور!جاء ذات يوم شخص يريد أن يعمل في مطعم والدي. أعطيته ورقة وقلما وقلت له: اكتب لي لماذا تعشق حبّة الحمّص، وما يجذبك الى حبّة الفول؟
زاغت عيناه وهو يسمع قولي، وارتبكت شفتاه من أسئلتي.كان جوابه المتوقّع بالنسبة لي هو الاستئذان بالانصراف.كان بحثه عن عمل لا عن انشغاف!#‏بلال_عبد_الهادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق