الاثنين، 4 أبريل 2016

النصوص العظمى


النصوص العظمى: دينية أو فلسفية لتعيش تحتاج إلى شروحات.
ماذا يفعل طالب مثلا بديوان شعر امرء القيس خالٍ من الشروحات؟ سيشعر أغلب الأحيان بضيق نفس أمام طلاسم من تلك التي نراها مكتوبة في " الحجابات" التي يستعملها أهل التدليس.
لا يستطيع الطالب العاشق للأدب ان ينسجم مع كلمات الملك الضلّيل وسيشعر أنه يعيش في ضلال شعريّ مبين.
وقد يشعر بندامة أو إحباط أمام هذا الشعر القهّار.
امرؤ القيس وأمثاله يحتاج قارئه المبتدىء إلى دليل شعري على نمط الدليل السياحيّ يهديه الطريق ويشرح له ويفسّر له ليستدرجه الى عالم المتعة الشعرية.
هذا فيما يخصّ نصوص الدنيا فما بالك بما يخصّ نصوص الدين؟
لفت نظري في نسخة لكتاب كونفوشيوس المختارات ان كتابه هو ثلاثة كتب أو أربعة كتب في كتاب.
وفي الصفحة الواحدة أربعة كتب موزعة على الشكل التالي:
١- نص كونفوشيوس كما كتبه طلابه، فكتابه " الحوارات" كتبه طلابه من بعده كما فعل أفلاطون إلى حدّ ما بكلام معلمه سقراط.
٢- وهذا ما لفت نظري ترجمة نصّ كونفوشيوس من الصينية القديمة الى الصينية الحديثة، 
وما لفت نظري هو استخدام كلمة " ترجمة".
٣- شرح بعض مفردات نص كونفوشيوس التي تغيرت دلالتها أو اعتراها القدم فسحبت من التداول الخطّي أو الشفهي.
٤- تفسير وشرح نص كونفوشيوس.
أي نصّ قديم أيا كانت صفته أو أيا كان مقامه لا يخطو الخطوات التالية يرمي القارىء -وحيدا- في ربع لغويّ يشبه الربع الخالي.
البركة ليست في الأصوات وإنما في الدلالات، ومن ظنّ أنّ البركة صوتية حتّى لو تسرّب المعنى من بين أصابعه تسرّب الماء من يد القابض.
ولكن الشرح بل الترجمة قد تكون خبيثة ويستهويها اللعب بالمعنى لمآرب ما خطرت حتّى ببال عصا ‫#‏موسى‬، فيقوم بليّ رقبة النصّ بل يسعى ليقرف رقبة النصّ.
الاختلاف بين أتباع النصوص الكبرى ليس حول ألفاظ النصّ وإنما حول دلالاته .
والدلالات قبّعات بين يدي سحرة مهرة في اللعب على ما تراه العيون!
وتعدد المذاهب حالة طبيعية ما دامت الدلالات مفتوحة على استقبال معاني متعددة.
وأقنعة الدلالات أكثر من الأقنعة التي تظهر في كرنفال البندقية!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق