الجمعة، 15 أبريل 2016

خسائر عربية من عدم ترجمة التراث الصيني

الصين ليست هاجسا عربيا، ليست هاجسا معرفيا عند العرب.
كان للصين على امتداد التاريخ العربي حضور، ولكنه حضور باهت.
تاجر العرب مع الصين، وذهب العرب الى الصين، ولكني لم اجد في كتب التراث العربي اهتماما معرفيا بالصين.
ما الذي منع العرب من التعرف على الحضارة الصينية ، والادب الصيني ، والفكر الصيني؟
وصل العرب الى الصين، وكتبوا عن الصين، ولكن ماذا كتبوا؟
هل الثقة الفائضة بالذات أعمتهم عن رؤية خيرات الصين؟
لا زلت ابحث عن جواب عن هذا السؤال المحيّر.
اشتغل العرب بالترجمة، وانتشرت خرافات حول اهمية الترجمة، ودور المترجمين.
هل كان بين العرب من قان بالترجمة من تراث الآخرين؟
المترجمون كانوا بأغلبهم من غير العرب.
فألف ليلة وليلة لم يترجمه عربي الى العربية وانما ترجمه فارسيّ عاش بين ظهراني العرب.
هل قام العرب الأقحاح بالترجمة من لغات الآخرين؟
لا أظنّ.
قبل اهتمامي بالصين كنت اهتم باليابان، وكانت اليابان تفتن العالم بابداعاتها وصناعاتها ، ولكنها لم تفتن العرب لغويا.
ما هو عدد من يقوم بالترجمة من اليابانية الى العربية مباشرة؟
لماذا ترعبنا لغات الاخرين؟
ولغات الآخرين ليست فقط الانكليزية والفرنسية.
ما نعرفه عن الاخرين لا نعرفه عنهم مباشرة وانما بالواسطة ، فما نعرفه عن اليابان نعرفه من خلال ما يقوله الغرب عنهم، لا من خلال ما يقولونه هم عن انفسهم.
اذا كانت الترجمة تعجز عن نقل الحقيقة دون نقصان فما بالك بترجمة الترجمة؟
ولا يمكن للمسألة ان تكون عملا فرديا ،لا بد من وجود مؤسسات رسمية تقوم بهذه المهمة، لا بد من وجود وعي استراتيجي لدى الدول العربية لتحقيق هذه القفزة النوعية في مفهوم المعرفة.
ولكن العرب مشغولون بالاقتتال وهدر الطاقات بدلا من التنسيق لمواجهة العالم .
شاء القدر العربي في الزمن الراهن ان يعيش العربي مرحلة سيئة جدا من تاريخه.
مرحلة ضياع متشعب، مركب، ومتعدد.
ضياع القيم والافكار والتطلعات.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق