السبت، 16 أبريل 2016

ما كل ما يتمناه المرء يدركه

هذا شطر من بيت #‏شعر للمتنبي، وهذا يعني انه من قصيدة للمتنبي. اغلب العرب يستعملون هذا الشطر من الشعر في مناسبات كتيرة ، وقد يستعملون البيت كاملا، فيسبقونه بشطره الأول: ما كل ما يتمناه المرء يدركهاذا سألت من يستعمل هذا البيت من هو قائله فستنخفض النسبة، فكثيرون ممن يستعملونه لا يعرفون من القائل، ولا يعنيهم من القائل وهم في ذلك محقّون فليس المطلوب معرفة من القائل، ومن حسنات اغلب الأمثال انها انفصلت عن قائليها وانفصلت عن مناسبات قولها فتحررت من اغلال الزمان والمكان، وراحت تسير في الأفواه ( أليست أقوالا " سائرة"؟).واذا سألت من يعرف هذا البيت ومن يعرف انه للمتنبي عن مطلع القصيدة التي ورد فيها هذا البيت لانخفضت النسبة أكثر وأكثر. وهذا يعني ان بيت الشعر لا يحتاج ليعيش الى شجرة عائلته وجوه اذا اعتبرنا القصيدة هي عائلة البيت أو مسكنه.لا ننسى ان تسمية بيت الشعر بالبيت لا تخلو من حميمية، فالانسان لا يرتاح كما يقال الا في بيته!انهي بالملاحظة التي اريد الحديث عنها وهي ان كل النصوص الكبرى هي فتافيت نصوص. هي كقطع لوحة البازل ، كل النصوص الشعرية والدينية والنثرية.تتمزق النصوص الكبرى الى نصوص صغرى ( شواهد، اقتباسات، #‏اقوال مأثورة، #‏حكم).وحين تتمزق الى قطع بازل تتفاوت حظوظ استعمالها، فهذا البيت للمتنبي هو اكثر استعمالا من قصيدته ككل، هو كالولد في البيت الواحد الذي يبرز اكثر من اخوته، ولا قيمة هنا للبكر الشعري اي لمطلع القصيدة.جردة بسيطة في المستعمل المكتوب والمنطوق في حياة الناس العادية تعطي الأولوية لهذا البيت.خذ الأمر نفسه في اسماء الله الحسنى هل لها الاستعمال نفسه؟ يمكنك ان تعرف ذلك من خلال اسماء الناس، فما هو عدد من اسمه عبد الرحمان ؟وما هو عدد من اسمه عبد الجبّار او عبد المتكبّر؟
هذه هي طبيعة اللغة تقوم على اختيارات واسباب وحظوظ في كل ميادينها ومجالاتها التي تصول فيها الألسنة وتجول.ولكن في هذه القصيدة بيت شعر لا يخلو من طرافة عن موت #‏المتنبي وبعثه! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق