2011:04:20.13:12
د. تشانغ هونغ يي عميدة كلية اللغة العربية بجامعة الدراسات الدولية في بكين
لو رجعنا إلى تاريخ الترجمة العام لطال الكلام، فقد نشأت الترجمة بين الصين وبلاد العرب منذ بداية العلاقات المقامة بينهما، التي جاء أول ذكر لها في سجلات التاريخ الصينية، في تاريخ أسرة هان الغربية الذي يرجع إلى ما قبل ألفي سنة. ورد في ((سجل داوان)) ( أخبار بلاد غربي الصين) أن: "تياوتشي" دولة تقع غرب "آنشي" (بلاد فارس) بعدة آلاف لي (لي وحدة مسافة تساوي خمسمائة متر)، وتطل على البحر الغربي حيث يميل الجو إلى الرطوبة صيفا، وتمارس الزراعة ولا سيما الأرز، وفيها طيور ضخمة بيضها كبير، شكله كالإبريق. سكانها كثيرون، وغالبا ما يحكمهم شيوخ، و"آنشي" تخضع لسيادتها باعتبارها دولة أجنبية. جاء هذا الوصف مقتضبا جدا وغير دقيق.
ازداد ذكر بلاد العرب أكثر فأكثر في سجلات التاريخ لكل عصر من العصور الصينية التالية إلى عام 651 الميلادي، حيث بدأت التبادلات الرسمية بين الإمبراطوريتين الصينية والعربية، فقد ورد في المصادر التاريخية الصينية: "أن سلطان داشي (اسم بلاد العرب في سجلات التاريخ الصينية) أرسل مبعوثا إلى الصين بهدية من الدرر واللآلئ في السنة الثانية من عهد يونغ هوي (عام 651 م) لفترة الإمبراطور قاو سونغ لأسرة تانغ الإمبراطورية". وهذه السنة تعتبر بداية دخول دين الإسلام إلى الصين. وهكذا لاح وجه العرب واضحا شيئا فشيئا أمام عيون الصينيين، وفي كتب الصين التاريخية. وبالمقابل، لاحظنا أن الجغرافي العربي المشهور الإدريسي (1100-1166م) ذكر في كتابه ((نزهة المشتاق في اجتياز الآفاق)) ملامح الصين، فقال: "الصين كانت وقتذاك دولة مترامية الأطراف كثيرة السكان، إمبراطورها يدعى ابن السماء، ويتمتع بهيبة وسلطة عظيمتين. وإنها كانت تشارك الهند في ديانة واحدة باستثناء اختلافات طفيفة، الخ ...". إذ لاحظنا أن الوصف العربي للصين متقارب جدا مع الوقائع حينذاك.
جدير بالذكر أن حركة الترجمة بين الأقليات العرقية بالصين والعرب ازدهرت داخل الصين خلال حكم أسرة يوان (عصر الحكام المنغوليين 1206- 1368م)، نتيجة اتساع رقعة الأرض التي احتلها المغول ودخول عدد ضخم من الفرس والترك والعرب إلى داخلها والاختلاط الشديد بينهم من جهة وبينهم وبين أبناء الأقليات العرقية الصينية وأبناء قومية هان الذين يشكلون غالبية الصينيين، من جهة أخرى. المهم أن هذا السطو العسكري قد جلب محنة كبيرة ومصيبة جليلة لشعوب الأقاليم، في حين أدت إلى انتشار دين الإسلام في غربي الصين، ونشأة قومية هوي التي كانت نتاج الامتزاج البشري والاختلاط القومي. كانت الأقليات القومية التي تدين بالإسلام أعلى منزلة سياسية من قومية هان، لا يسبقها في المنزلة غير قومية المغول. وصل بعض العرب إلى مناصب عالية في البلاط الإمبراطوري، وقيل منهم من وصل إلى درجة الوزير. نذكر منهم اسم عالم يدعى جمال الدين، خضع لهولاكو خلال الحملة العسكرية على بغداد، والتحق بالحرس الإمبراطوري المغولي، ووضع تقويما لهولاكو كما عمل سبع أجهزة فلكية، وأقام مرصدا فلكيا إمبراطوريا، وبالتالي أصبح ما وضعه من التقويم أهم مرجع لوضع التقويم الصيني في عصره، وما عمله من الأجهزة أصبحت نماذج لصناعة هذه الأجهزة. وبالمناسبة نقل كثير من الكتب العربية إلى اللغة الصينية، منها مؤلفات الرياضيات والفلكيات والطب والصيدلة، ومن أشهرها ((جامع المبادئ والغايات)) للفلكي العربي العظيم علي أبو حسن المراكشي، وكتاب ((وصفات طبية مفيدة لقومية هوي)) وهو من أمهات كتب الطب الصيني حتى الآن، وكذلك تم نقل ((القرآن الكريم )) و((الحديث النبوي)) وغيرهما من كتب العلوم الدينية. وكذلك تم نقل أول قصيدة عربية وهي ((البردة )) للشاعر الكبير البوصيري الصنهاجي المغربي.
وفي عام 1840، شن الاستعمار الإنجليزي حرب الأفيون على الصين، فاضطرت الإمبراطورية الصينية لفتح سواحلها لاستقبال السفن الغربية، وأجبرت أن تفتح عينها على العالم الخارجي، وعقلها على الأفكار الغربية الجديدة. فقامت ونشطت حركة ترجمة جديدة. لكن أصحاب تلك الحركة كانوا من الصينيين الذين درسوا في الدول الغربية، ومن الطبيعي أن الترجمة حدثت بين اللغات الغربية واللغة الصينية، فكانت الأعمال المترجمة هي المؤلفات الغربية الفلسفية والفكرية والأدبية وغيرها. وهذا مثلما حدث في بلاد العرب في القرنين الماضيين. لكن علينا أن نذكر منها كتاب ((النبي)) لجبران خليل جبران، وبعض أشعاره التي نقلها الى اللغة الصينية من اللغة الإنجليزية بعض كتاب النهضة الصينية خلال ثلاثينات القرن الماضي.
أرى أن الواقع الاقتصادي والاجتماعي أساس تطور الثقافة، فرغم أن الصينيين يحترمون ثقافة العرب منذ القدم، ولم يحدث أي سوء تفاهم في التاريخ المديد بين الشعبين، لكن همهم الكبير حينئذ كان وجودهم كجنس بشري، وكيفية الوجود، وتخلف التطور الاجتماعي يؤدي الى قلة التبادل وعدم الاهتمام المتبادل.
وعندما دارت عجلة التاريخ إلى أربعينات القرن الماضي، أرسلت هيئة دينية صينية أول بعثة طلاب إلى الأزهر، وقضى هؤلاء الطلاب في القاهرة 8 سنوات متتالية وأجادوا اللغة العربية إجادة جيدة. ثم عادوا الى الصين وبدؤوا يقومون بالترجمة، فقد لاحظنا ترجمة صينية لمجموعة كتب دينية وكذلك لكتاب ((ألف ليلة وليلة)) وكتاب ((كليلة ودمنة)) وغيرهما من الأدب العربي من اللغة العربية مباشرة. وهؤلاء الذين رجعوا من الأزهر أصبحوا البذرة الأولى لشجرة أسرة تعليم اللغة العربية في جامعات الصين، فقد دخلوا الجامعات بعد تأسيس الصين الجديدة، وفتحوا أقساما تخصصية لتدريس اللغة العربية وآدابها، وأعدوا الطلاب جيلا بعد جيل، فأصبح تلاميذهم دبلوماسيين وأساتذة وباحثين وعاملين في مجالات التبادل الأخرى وبدؤوا حركة ترجمة من العربية إلى الصينية بكل معنى الكلمة.
كانت الترجمة من العربية في الصين الجديدة قبل اتباع الصين سياسة الإصلاح والانفتاح على العالم حركة ضيقة النطاق وشارك فيها عدد قليل، فقد فتحت الدولة هيئة تدعى "دار النشر للكتب باللغات الأجنبية"، وجمعت عددا من المترجمين لمباشرة عمل الترجمة من الصينية إلى اللغات الأجنبية ومنها العربية حسب حاجة الدعاية الرسمية وبالتخطيط الدقيق، وقد أكملت ترجمة مؤلفات الرئيس ماو تسي تونغ والوثائق والمستندات الرسمية ومختارات للأدباء الصينيين، منها قصص لو شين، ومسرحيات تساو يوي، وقصص الأطفال للكاتب يه شنغ تاو وغيرها. وكانت الترجمة من العربية إلى الصينية أيضا مخططة ويقوم بها عدد ليس كبيرا من دور النشر الرسمية.
بعد بداية شاقة طويلة، أخذ برعم حركة الترجمة يتفتح مع نسيم الإصلاح الصيني، فقد أصبحت الترجمة عملا حرا منفتحا على الجميع، ونضج مترجمون صينيون يقومون بالعمل، كما كثرت دور النشر التي تهتم بالترجمة الرسمية والأكاديمية. وبالتالي ظهرت نتائج مرموقة لهذا العمل.
لكن الترجمة لا تزال تواجهها مشاكل وصعوبات. أولها حقوق النشر والتوزيع. معظم الأعمال الأدبية تم بيع حقوق نشرها وتوزيعها لدار نشر أو بلد آخر فمن الصعب جدا أن يحصل عليها المترجمون حتى بالمقابل النقدي؛ ثانيها قلة عدد المترجمين وضعف مستواهم اللغوي، إذ وجدنا أن الذين يباشرون عمل الترجمة قلة من المؤهلين لهذا العمل، في حين ينشغل المؤهلون بأعمال أخرى بين التدريس والإدارة والتبادل والبحث العلمي وغيرها؛ ثالثها هو ما يترتب عليه الثاني فإذا كان مستوى الترجمة ليس جيدا أو مقبولا قل قراء العمل المترجم وندر المهتمون به وبالتالي لا يروج ولا يعود بالفائدة على دار النشر؛ رابعها قلة الدعم الرسمي من كلا الجانبين الصيني والعربي وعدم وجود الآليات الأكاديمية والإدارية المتعلقة به. نأمل أن تنهض حركة جديدة لتبادل الترجمة في الزمن المقبل إذ أن الكفاءة الاقتصادية قد اكتملت والطريق قد مهدت، وقدرة اللغة قد تحسنت كثيرا في كلا الجانبين، فلمَ ننتظر ومَن ننتظر؟ أليس على كل منا أن يقول ها أنذا؟!
لو رجعنا إلى تاريخ الترجمة العام لطال الكلام، فقد نشأت الترجمة بين الصين وبلاد العرب منذ بداية العلاقات المقامة بينهما، التي جاء أول ذكر لها في سجلات التاريخ الصينية، في تاريخ أسرة هان الغربية الذي يرجع إلى ما قبل ألفي سنة. ورد في ((سجل داوان)) ( أخبار بلاد غربي الصين) أن: "تياوتشي" دولة تقع غرب "آنشي" (بلاد فارس) بعدة آلاف لي (لي وحدة مسافة تساوي خمسمائة متر)، وتطل على البحر الغربي حيث يميل الجو إلى الرطوبة صيفا، وتمارس الزراعة ولا سيما الأرز، وفيها طيور ضخمة بيضها كبير، شكله كالإبريق. سكانها كثيرون، وغالبا ما يحكمهم شيوخ، و"آنشي" تخضع لسيادتها باعتبارها دولة أجنبية. جاء هذا الوصف مقتضبا جدا وغير دقيق.
ازداد ذكر بلاد العرب أكثر فأكثر في سجلات التاريخ لكل عصر من العصور الصينية التالية إلى عام 651 الميلادي، حيث بدأت التبادلات الرسمية بين الإمبراطوريتين الصينية والعربية، فقد ورد في المصادر التاريخية الصينية: "أن سلطان داشي (اسم بلاد العرب في سجلات التاريخ الصينية) أرسل مبعوثا إلى الصين بهدية من الدرر واللآلئ في السنة الثانية من عهد يونغ هوي (عام 651 م) لفترة الإمبراطور قاو سونغ لأسرة تانغ الإمبراطورية". وهذه السنة تعتبر بداية دخول دين الإسلام إلى الصين. وهكذا لاح وجه العرب واضحا شيئا فشيئا أمام عيون الصينيين، وفي كتب الصين التاريخية. وبالمقابل، لاحظنا أن الجغرافي العربي المشهور الإدريسي (1100-1166م) ذكر في كتابه ((نزهة المشتاق في اجتياز الآفاق)) ملامح الصين، فقال: "الصين كانت وقتذاك دولة مترامية الأطراف كثيرة السكان، إمبراطورها يدعى ابن السماء، ويتمتع بهيبة وسلطة عظيمتين. وإنها كانت تشارك الهند في ديانة واحدة باستثناء اختلافات طفيفة، الخ ...". إذ لاحظنا أن الوصف العربي للصين متقارب جدا مع الوقائع حينذاك.
جدير بالذكر أن حركة الترجمة بين الأقليات العرقية بالصين والعرب ازدهرت داخل الصين خلال حكم أسرة يوان (عصر الحكام المنغوليين 1206- 1368م)، نتيجة اتساع رقعة الأرض التي احتلها المغول ودخول عدد ضخم من الفرس والترك والعرب إلى داخلها والاختلاط الشديد بينهم من جهة وبينهم وبين أبناء الأقليات العرقية الصينية وأبناء قومية هان الذين يشكلون غالبية الصينيين، من جهة أخرى. المهم أن هذا السطو العسكري قد جلب محنة كبيرة ومصيبة جليلة لشعوب الأقاليم، في حين أدت إلى انتشار دين الإسلام في غربي الصين، ونشأة قومية هوي التي كانت نتاج الامتزاج البشري والاختلاط القومي. كانت الأقليات القومية التي تدين بالإسلام أعلى منزلة سياسية من قومية هان، لا يسبقها في المنزلة غير قومية المغول. وصل بعض العرب إلى مناصب عالية في البلاط الإمبراطوري، وقيل منهم من وصل إلى درجة الوزير. نذكر منهم اسم عالم يدعى جمال الدين، خضع لهولاكو خلال الحملة العسكرية على بغداد، والتحق بالحرس الإمبراطوري المغولي، ووضع تقويما لهولاكو كما عمل سبع أجهزة فلكية، وأقام مرصدا فلكيا إمبراطوريا، وبالتالي أصبح ما وضعه من التقويم أهم مرجع لوضع التقويم الصيني في عصره، وما عمله من الأجهزة أصبحت نماذج لصناعة هذه الأجهزة. وبالمناسبة نقل كثير من الكتب العربية إلى اللغة الصينية، منها مؤلفات الرياضيات والفلكيات والطب والصيدلة، ومن أشهرها ((جامع المبادئ والغايات)) للفلكي العربي العظيم علي أبو حسن المراكشي، وكتاب ((وصفات طبية مفيدة لقومية هوي)) وهو من أمهات كتب الطب الصيني حتى الآن، وكذلك تم نقل ((القرآن الكريم )) و((الحديث النبوي)) وغيرهما من كتب العلوم الدينية. وكذلك تم نقل أول قصيدة عربية وهي ((البردة )) للشاعر الكبير البوصيري الصنهاجي المغربي.
وفي عام 1840، شن الاستعمار الإنجليزي حرب الأفيون على الصين، فاضطرت الإمبراطورية الصينية لفتح سواحلها لاستقبال السفن الغربية، وأجبرت أن تفتح عينها على العالم الخارجي، وعقلها على الأفكار الغربية الجديدة. فقامت ونشطت حركة ترجمة جديدة. لكن أصحاب تلك الحركة كانوا من الصينيين الذين درسوا في الدول الغربية، ومن الطبيعي أن الترجمة حدثت بين اللغات الغربية واللغة الصينية، فكانت الأعمال المترجمة هي المؤلفات الغربية الفلسفية والفكرية والأدبية وغيرها. وهذا مثلما حدث في بلاد العرب في القرنين الماضيين. لكن علينا أن نذكر منها كتاب ((النبي)) لجبران خليل جبران، وبعض أشعاره التي نقلها الى اللغة الصينية من اللغة الإنجليزية بعض كتاب النهضة الصينية خلال ثلاثينات القرن الماضي.
أرى أن الواقع الاقتصادي والاجتماعي أساس تطور الثقافة، فرغم أن الصينيين يحترمون ثقافة العرب منذ القدم، ولم يحدث أي سوء تفاهم في التاريخ المديد بين الشعبين، لكن همهم الكبير حينئذ كان وجودهم كجنس بشري، وكيفية الوجود، وتخلف التطور الاجتماعي يؤدي الى قلة التبادل وعدم الاهتمام المتبادل.
وعندما دارت عجلة التاريخ إلى أربعينات القرن الماضي، أرسلت هيئة دينية صينية أول بعثة طلاب إلى الأزهر، وقضى هؤلاء الطلاب في القاهرة 8 سنوات متتالية وأجادوا اللغة العربية إجادة جيدة. ثم عادوا الى الصين وبدؤوا يقومون بالترجمة، فقد لاحظنا ترجمة صينية لمجموعة كتب دينية وكذلك لكتاب ((ألف ليلة وليلة)) وكتاب ((كليلة ودمنة)) وغيرهما من الأدب العربي من اللغة العربية مباشرة. وهؤلاء الذين رجعوا من الأزهر أصبحوا البذرة الأولى لشجرة أسرة تعليم اللغة العربية في جامعات الصين، فقد دخلوا الجامعات بعد تأسيس الصين الجديدة، وفتحوا أقساما تخصصية لتدريس اللغة العربية وآدابها، وأعدوا الطلاب جيلا بعد جيل، فأصبح تلاميذهم دبلوماسيين وأساتذة وباحثين وعاملين في مجالات التبادل الأخرى وبدؤوا حركة ترجمة من العربية إلى الصينية بكل معنى الكلمة.
كانت الترجمة من العربية في الصين الجديدة قبل اتباع الصين سياسة الإصلاح والانفتاح على العالم حركة ضيقة النطاق وشارك فيها عدد قليل، فقد فتحت الدولة هيئة تدعى "دار النشر للكتب باللغات الأجنبية"، وجمعت عددا من المترجمين لمباشرة عمل الترجمة من الصينية إلى اللغات الأجنبية ومنها العربية حسب حاجة الدعاية الرسمية وبالتخطيط الدقيق، وقد أكملت ترجمة مؤلفات الرئيس ماو تسي تونغ والوثائق والمستندات الرسمية ومختارات للأدباء الصينيين، منها قصص لو شين، ومسرحيات تساو يوي، وقصص الأطفال للكاتب يه شنغ تاو وغيرها. وكانت الترجمة من العربية إلى الصينية أيضا مخططة ويقوم بها عدد ليس كبيرا من دور النشر الرسمية.
بعد بداية شاقة طويلة، أخذ برعم حركة الترجمة يتفتح مع نسيم الإصلاح الصيني، فقد أصبحت الترجمة عملا حرا منفتحا على الجميع، ونضج مترجمون صينيون يقومون بالعمل، كما كثرت دور النشر التي تهتم بالترجمة الرسمية والأكاديمية. وبالتالي ظهرت نتائج مرموقة لهذا العمل.
لكن الترجمة لا تزال تواجهها مشاكل وصعوبات. أولها حقوق النشر والتوزيع. معظم الأعمال الأدبية تم بيع حقوق نشرها وتوزيعها لدار نشر أو بلد آخر فمن الصعب جدا أن يحصل عليها المترجمون حتى بالمقابل النقدي؛ ثانيها قلة عدد المترجمين وضعف مستواهم اللغوي، إذ وجدنا أن الذين يباشرون عمل الترجمة قلة من المؤهلين لهذا العمل، في حين ينشغل المؤهلون بأعمال أخرى بين التدريس والإدارة والتبادل والبحث العلمي وغيرها؛ ثالثها هو ما يترتب عليه الثاني فإذا كان مستوى الترجمة ليس جيدا أو مقبولا قل قراء العمل المترجم وندر المهتمون به وبالتالي لا يروج ولا يعود بالفائدة على دار النشر؛ رابعها قلة الدعم الرسمي من كلا الجانبين الصيني والعربي وعدم وجود الآليات الأكاديمية والإدارية المتعلقة به. نأمل أن تنهض حركة جديدة لتبادل الترجمة في الزمن المقبل إذ أن الكفاءة الاقتصادية قد اكتملت والطريق قد مهدت، وقدرة اللغة قد تحسنت كثيرا في كلا الجانبين، فلمَ ننتظر ومَن ننتظر؟ أليس على كل منا أن يقول ها أنذا؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق