الجمعة، 6 مايو 2016

لو شون.. الأب الروحي للأدب الصيني

القاهرة ـ «الخليج»:


«لو شون» هو مؤسس الحداثة الأدبية الصينية، والأب الروحي للأدب الصيني في القرن العشرين، وقد صدر كتابه «مذكرات مجنون» في سلسلة «آفاق عالمية» التي يترأس تحريرها الشاعر رفعت سلام، وقامت بترجمة الكتاب إلى العربية «ميرا أحمد» وقدم له د. محسن فرجاني، موضحاً أن لو شون (1881-1936) ابن ذلك الزمن الذي سعت فيه الصين إلى التحديث، خروجاً من أسر التقاليد التي كبلتها، وأعاقت تقدمها كي تلحق بركب التطور، ولأنه ابن زمن المخاض العسير كانت حياته منذ يومها الأول قصة نضال ضد ظروف صعبة، ففي السابعة من عمره دخل المدرسة المحلية في مسقط رأسه، لكن فقدان الجد وظيفته ثم وفاة أبيه، فجّرا لديه إحساساً مبكراً بالقلق.
وشهدت حياته انتقالات حاسمة عندما سافر إلى اليابان في عام 1902 للدراسة في أكاديمية سنداي، وهناك لم يكد يتم دراسة الطب حتى قرر فجأة العودة إلى الصين، والانخراط في الحركة الأدبية الوليدة، ويلتحق بوزارة التعليم للعمل مدرساً في المرحلة الابتدائية، ثم يتابع عن كثب الأحداث الكبرى، ويتفرق رجال الحركة الثقافية وينفرط العقد، فيتهمه كتاب اليسار بأنه مجرد حثالة قديمة عفا عليها الزمن، وذلك قبل أن ينضم إلى تيار الأدب البروليتاري، الذي كان سبباً في مطاردة السلطات له في ثلاثينات القرن العشرين.
منعت السلطات آنذاك تداول مجموعته القصصية «قلبان»، لذا لجأ إلى استخدام أسماء مستعارة، ولم يكن قد احترف الكتابة بعد، حتى ذهب ذات مرة لمشاهدة فيلم تسجيلي في قاعة عرض، وإذا بالمادة المصورة تظهر عملية إعدام لأحد مواطنيه على يد جنود يابانيين، ووجم عندما لاحظ أن الطلبة الصينيين الحاضرين في القاعة لم ينفعلوا بالمشهد، ولم تبدُ عليهم آثار استنكار لما رأوه، بل راحوا يلقون النكات والتعليقات التافهة، وخرج من السينما وقد اقتنع بأن عقل الأمة الصينية هو الذي طاله العطب، فقرر أن يتخذ من الكتابة مادة لتشخيص مأساة الوطن، وناقوس خطر ينبه إلى مخاطر الغفلة التي حاقت بالجميع.
قرر أن يحترف الكتابة، لكنه فشل في محاولة إصدار مجلة مع زملائه في اليابان، فعاد إلى الصين، ووقع في براثن العزلة والصمت، لكنه استطاع أن يخرج من العزلة والاكتئاب بقصة «مذكرات مجنون»، ونال بها شهرة مدوية عقب نشرها عام 1918، فتبددت أجواء الكآبة التي أحاطت به، عقب عودته من اليابان، محبطاً لأسباب كثيرة، أهمها فشل الثورة الإصلاحية، التي بدت كأنها طوق نجاة، يمكن أن ينتشل بلاده من قاع التخلف، ثم زاد الأمر سوءاً بوقوع الصين تحت نير الاستعمار، لكنه راح يوالي نشر مجموعاته القصصية، ليصدر «الصرخة» ثم «التردد».
وقيل، إنه كان متأثراً بفكرة نيتشه حول العود الأبدي للماضي؛ لما بدا من اتجاهه المتمثل في إزاحة القيم الصينية الاجتماعية البالية، عبر إعادة تأويل أسطورة الخلق الصينية، ومن أجل هذا كتب مجموعته «نسخة جديدة من قصص قديمة»؛ في محاولة لإعادة النظر في أسطورة الخلق الصينية القديمة، التي ولّ
دت مفهوماً شائعاً لدى الصينيين، بأن تاريخهم عبارة عن دورات متعاقبة من أسر إمبراطورية، تحكم بتفويض من السماء.
- See more at: http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/c22547ff-94b3-4bff-a445-eb503aee7fdb#sthash.RU1IsWWQ.dpuf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق