اشياء كثيرة تؤثر في
انظمة الناس الغذائية. هناك البيئة، فالصحراء تفرض شروطها الغذائية على اهلها وهي
عادات لا تستسيغها المناطق الخصبة. خصال ابناء الجبال غير خصال ابناء السواحل
الغذائية. ابن النهر لا يأكل كما يأكل ابن البحر.
وهناك الدين، فالاسلام
مثلا حين حذف الخنزير من حياته الغذائية حذف في الوقت نفسه مآكل كثيرة. وطقوس
الدين تفرض شروطها ايضا.
فالصيام المسيحي مثلا فرض انماطا من المآكل لا يعرفها
المسلم وان عرفها فعن طريق مجاورته للمسيحيّ.
الابتعاد عن اللحوم
ومشتقاتها في الصيام المسيحيّ جعل السلطان المطلق للنبات، وراح الصائم يتفنن في
تلوين مذاقات صيامه بما لا حصر له. وهناك مىكل كثيرة ما كانت خطرت ببال مسيحي لو
ان الصيام كان يبيح اللحومات.
الهند دولة نباتية،
دولة لا تعادي الانعام. عقدت صلحا بينها وبين الكائنات اللحمية. وحرمت على نفسها
اللحمة كما حرم على نفسه المسلم الميتة. واعتبرت اكل اللحم هرطقة غذائية واعتداء
على حكمة الخالق. هذه النظرة انتجت مآكل لا نعرفها نحن في بلادنا.
قد نستخدم الادوات
نفسها الا اننا لا نستخدمها بالطريقة نفسها.
اكتفي بالاشارة الى
حبة الحمص. لاننا غير نباتيين لا نستعملها كما يستعملها اهل الهند. ولكننا
نستعملها كما يستعملها اهل الهند بسبب النفط.
لولا النفط العربيّ
لما وصلت مآكل من الهند.
هل للنفط دور في تغيير
مذاقات الناس؟
طبعا، من باب الهجرة.
حين يهاجر الناس تهاجر معهم مآكلهم والا كيف وصل صحن الحمص الى محلات "
الشاركوتري" في باريس؟ ووصلت الكبسة السعودية الى موائد لبنانيّة؟
وللحديث تتمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق